5- الصدق أم الجراءة ؟

35.7K 1.4K 125
                                    

"الصدق أم الجراءة، إيفان ؟" سألت وأنا أراقب تعابيره الفخورة بي، لقد انفجر ضحكًا عندما علم أني أفسدت علاقة ذلك الرجل، ومازلت أشعر بالذنب.

"هذا مُحير حقًا" قال وأنزل نظرته على الهاتف، أعتقد أن مؤخرة ذلك الرجل كانت كافية له.

"الصدق" قال سريعًا.

"جبان" صحت بإبتسامة نصر بينما بدأت بتقليد صوت الدجاجة.

"دعينا لا نتحدث عن الأمر حتى لا تبكي" قال بهدوء مخيف جعلني أزيف السعال بينما أضغط على الرقم الرابع.

"ما الأشياء التي تُثيرك ؟" سألت بهدوء ورفعت نظرتي نحوهه، جميع الرجال يثيرهم شئ واحد فقط.. مداعبة صغيرهم.

"هناك عدة أشياء" قال وتنهد بينما يفكر في شئ لقوله.

"أخبرني أكثر ما تُفضله" قلت لأجعل الأمر أسهل بالنسبة له.

"أن أكون مع فتاة بملابسها الداخلية أمر مُثير بالنسبة لي من رؤيتها عارية، عندما تُداعب شعري، وبالتأكيد عندما تضع لي علامات الحب" قال إيفان وهو يقوم بالتعداد على أصابعه، هذا لطيف نوعًا ما.

"لم أعتقد هذا" علقت ورفعت له الهاتف، لكنه لم يُحرك عينه من علي قائلًا:
"كيف ذلك ؟"

"أنت.." ترددت أثناء التحدث لكني لاحظت اهتمامه في معرفة رأيي.

"تبدو كشخص مُحب للسيطرة أكثر، أعني هذة أشياء بسيطة في نظري، لكن في البداية أعتقدت أن الأشياء غريبة هي ما تُثيرك.. أنت كاتب، بالتأكيد تُحب تجربة ماهو جديد أو غريب" اعترفت بينما أحرك يدي في الهواء بتوتر، لديه تلك النظرة الغريبة التي أصابتني بارتباك مع شبح إبتسامة.

"مُحب للسيطرة ؟ هل أبدو هكذا بالنسبة لكِ، أنسة سكايلر ؟" سأل بنبرة خافتة، ولا أعلم كيف تحكمت نبرته في حرارة الغرفة بطريقة ما.

"أنا.. أنا لم.." تلعثمت لتزداد ابتسامته و يُعيد خصلة من شعره للخلف.

"أعتقد أني كذلك، بطريقة ما أستطيع أن أكون سئ في الغرفة" قال بهدوء ومازالت تلك النظرة العميقة في عينه، وتجاهلت الإثارة والفضول الذي انتشر في جسدي من رغبتي في رؤية هذا الجانب منه.

"الجراءة" قلت بتلقائية لاقطع نظراته عن الإستمرار، وقام هو بالضغط على الرقم التاسع.

"لم أتوقع ان تطلبي هذا" أعترف ورفع هاتفه لقراءة التعليمات.

"هذا سئ" قال إيفان وهو ينظر لي بتشوش.

"ماذا ؟" سألت بقلق وانا أحاول النظر على شاشة الهاتف، لكنه أبعدها من أمامي ونظر في أنحاء الحانة.

"عليكِ إختيار رجل والرقص معه بطريقة بذيئة" قال وهو يُعيد نظرته لي، ربما لم يكن علي إختيار الجراءة مرتين، على من أكذب ؟ أنا لست جريئة لتلك الدرجة.

"ماذا تعني تحديدًا -رقصة بذيئة- ؟" سألت بهدوء وأنا أنظر لتعابيره الأسفة.

"لا يجب عليكِ فعلُها، ليست جميع الفتيات بارعات في ذلك" قال إيفان سريعًا في إنتظار موافقتي، ماذا يعني بأن ليست جميع الفتيات بارعات في ذلك ؟ هل يقول أني لست بارعة في الرقص البذئ ؟ هل يعتقد أني خائفة من الفشل ؟ تلك إهانة.

"المعذرة، أعتقد أني بارعة كفاية لتأدية تلك الرقصة" قلت بثقة و وقفت عن الطاولة، نظر نحوي بتعجب واضح من موقفي.

"هل أنتِ متأكدة ؟" استفسر، ولم يُعجبني استفساره عن شئ كهذا، لذا أخذت طريقي بعيدًا عن الطاولة بينما أبحث عن الرجل المنشود، هل يمكنني فقط العودة وتناسي هذا الطلب ؟

السئ في الأمر أن الجميع أصبح لديه رفيق، ومن يقف وحيدًا لن أستطيع الذهاب والرقص معه أو سينتهي بي الأمر مع حصولي على علاقة سيئة لا أريدُها.

لماذا لا يقوم هذا التطبيق الغبي بالطلب أن أرقص مع إيفان فقط ؟ حتى ذلك سيكون صعبًا.

اتجهت إلى ساحة الرقص حيث رأيت المنشود، رجل يبدو أصغر مني بقليل، خصلاته شقراء قصيرة، يرقص وحيدًا على أنغام الموسيقى الصاخبة في بداية الساحة.

تسللت بين الحشد بينما حاولت الاندماج بتحريك جسدي، كان مُنسق الموسيقى شخص لديه ذوق بما يعرضه، وقد أحببت تلك الحانة بسببه نوعًا ما، وتحرك جسدي بسهولة حتى وصلت لهذا الأشقر، عندما نظر لي قابلني بإبتسامة كبيرة، ومن لا يبتسم إلى فتاة ستراقصه ؟

لنبدأ العمل..

"مرحبًا يا مثير" قلت بصوت عالي وكان الأمر محرجًا عندما وضعت يدي حول عُنقه بينما أحرك خصري ببطئ، وقد فهم الرسالة ووضع يديه الإثنان حولي مع مسايرة خطواتي.

"مرحبًا جميلتي" قال ونظرته مُعلقة على حركة خصري، ابتسمت من تلك الرغبة في بعض المرح، كان الأمر مُشجع نظرًا إلي اندماج الجميع مع الابتسامات على وجوههم، الفتيات ترقص بشغف يرتفع له التنانير القصيرة مع تمرد النهود على حمالاتهم، بينما الرجال يحاولون مجارة النشوة التي تنتشر في الهواء.

أنا لم أفعل شيئًا كهذا في حياتي..

أنا لم أكن جريئة هكذا في حياتي..

رفعت نظرتي نحو إيفان من فوق أكتاف ذلك الأشقر، و كان يراقب بنظرة مظلمة، نظرة اهتزت لها مشاعري، تعابيره محايدة، ونظرته مُعلقة علي، وحدي.
كنت أعلم في تلك اللحظة...أني أُريده بأي طريقة.

يُتبع...

Get Naked (Book ONE)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن