1 -الغرفة الزرقاء

12.3K 502 93
                                    

'يضيع جمال الحياة عندما تنظر إليها
بعينيك فقط'
__

|Stay in a good mood 💙|
.
.

أمام مرآة الحوض الصغيرة أمال ريفز ظهره يراقب وجهه الممتقع، فيما يفرك يديه
و فجوات أصابعه بسائل أصفر اللون.

نفض ذراعيه المبتلتان ليتناول منديلا و يجففهما،
فيما يستمع الى تذمر أحد الجراحين.

"لا أصدق أن جدول العمليات لليوم قد انتهى
أخيرا! عنقي تشنج، لم أتناول شيئا منذ
البارحة، و بالكاد استطيع المشي الآن بعد
عشر ساعات متواصلة من العمل!"
تنهد الآخر ممسكا رأسه بتعب بينما
أخذت حبيبته تربت على ظهره.

' لا تنسى إجتماع هذا المساء،
و لتأتي مبكرا هذه المرة!'
نطق صاحب النظارات بنبرته المتهكمة الباردة،
ليلقي المنديل داخل حاوية القمامة،
و يخرج تاركا الغرفة.

"روب؟ هل هذه مزحة؟ ألم تخبرني أن
جدولك فارغ اليوم؟"
استفسرت الصهباء قصيرة الشعر بأعين
متفاجئة، و فم عابس.

"اللعنة! لقد نسيت أمر الإجتماع تماما!
آسف حبيبتي"
صفع روبرت جبينه، ليتنهد بتحسر.

~~

في الجانب الآخر لم يكن كيانو ليتذمر
بشأن أي شيء، عمله لعشر ساعات متواصلة
ليس بالشيء الجلل، و هو يعتبر روبرت
مجرد مراهق مدلل أنهى فترة اقامته، ليعتقد
أن صار بإمكانه المواعدة و التأخر.

إنها فترة الغذاء، رفع نظاراته ليمسح قطرات
العرق المتجمعة فوق حاجبيه، ثم شق الممر
قاصدا كافيتيريا المستشفى.

طبق من الفاصوليا و البروكولي، حساء
خضراوات كوب من الماء و قليل من الذرة، فك
زر معطفه الأبيض ليتناول طعامه بهدوء.

لا جديد يذكر، يومه إعتيادي و رتيب،
كسائر أيام الإثنين.

رغم إصراره على إدعاء هدوء البال و الحياة
الجيدة، إلا أنه لا زال يجد روتين حياته قاتلا.

جدول عمل ممتلئ، رياضة، و قليل من النوم.
مثلث البؤس الذي لا يتغير، و الذي أصبح
يبغضه الى حد ما..

أحيانا تراوده رغبة بالإستقالة و التخلي عن
كل شيء، الحياة لا تستحق كل هذا الكفاح
و الإرهاق النفسي. حسنا، ربما كان طموحه
أن يصبح طبيبا.

كان يبدو طموحا ساميا غاية في الروعة،
و رغم قروض الدراسة، الصعوبات المالية،
و غيرها من العوائق، استطاع القتال من أجله!

[مكتملة] إندورفين|| Endorphinحيث تعيش القصص. اكتشف الآن