7-فوضى النكهات

5.1K 305 43
                                    

بإنحناءاته و تفاصيله، يقف أمامي كتمثال آلهة إغريقي، كلوحة فنية كلاسيكية،

بهيئة ساطعة و وجه من نور.

أمد يدي نحوه، لعلني أمسك جزءا منه..

__

Yohan's POV

كنت أرتعش بينما أخطو بقدماي الحافيتين فوق الثلج لكنني رغم الألم، استلذذت تلك النشوة
القوية المصاحبة له.

لم أعد أشعر بأصابعي التي أصبح لونها غامقا
مائلا للبنفسجي و كانت أطرافي متنملة، أصبحت
أشعر و كأنني دمية على وشك تمزيق الخيط
الذي يمنعها من السقوط.

لكن رغم مع كل هذا، شعرت باتصالي التام مع كل
جزء من الطبيعة. و قد راودتني للتو فكرة جنونية
بإلقاء نفسي فوق الثلج و التجذيف فوقه، لكن
المارة قد يعتقدونني مجنونا بسبب هذا الرداء.

لا يهم، ضغطت على ذراعي لأحث نصف جسدي
المخدر على الصمود، كنت أريد العودة الى المنزل
لأنني فقط سئمت المستشفى. و في طريقي
لأقطع نحو الرصيف المقابل، جذبني أحدهم
الى الوراء فجأة.

إلتفتت ببطء لأبصر جسما شاهق الطول،
و وجها أعمتني الشمس عن رؤية ملامحه.

من هذا؟

قطبت حاجباي بينما أطرف بعيناي في محاولة
لتمييز ملامحه و تحدث هو بصوت
يحمل شيئا من البحة

"انتظر، ألست المريض يوهان الغورت...؟"

كان سماعي لأسمي كافيا ليجعلني أشعر بالتوهان،
و كدت أدفعه و أهرب لولا الإنتكاسة المفاجئة
التي صعقت ركبتي، ما تسبب في سقوطي
على الأرض بقسوة.

شعرت بمؤخرتي المتشنجة ترتطم بالبلاط،
و تأوهت أنا لألعن متألما.

انحنى نحوي بردة فعل مباغثة ممسكا قدمي
بيديه و سامحا لي بتفرس ملامحه لقليل
من الوقت..

و في الحقيقة، كان النور يتدفق حوله،
بشرة لامعة و ملامح توحي بالصرامة
و الذكاء، بدا وسيما كقلب النهار.

نظر إلي مجددا، كانت عيناه مستديرتان
و خصلة صغيرة تنسدل فوق جبهته، لكنني
شعرت بالتشتت فأبعدت عيناي بسرعة
أفكر في ما سيحدث معي الآن.

سيعيدني الى المستشفى على الأرجح؟
ثم ماذا بعد؟ حاولت أن أتذكر سبب احضاري
الى هناك أولا، بدأت أشرد الى أن فاجأني
وقوفه الفوري معلنا بصوت منفعل

"سيد إلغورت، سنعود الى المستشفى فورا!
سيارتي قريبة من هنا."

تجهمت في شيء من الإستياء، هل يمزح الآن؟
ألا يرى أنني بالكاد أستطيع الوقوف!

"لكنني لا أستطيع المشي!"
أجبت ممسكا ساقي بتذمر.

"و ما الذي تريد فعله؟ ستصاب بقضمة
صقيع إن ظللت هنا .. أصابع يديك
و قدميك متورمة بالفعل و حالتك غير
مستقرة! أنت لا زلت تحتاج رعاية طبية"
رد هو بإنفعال مجددا.

بجدية؟ أليس طبيبا أو لا أدري؟
أنا حقا لا أستطيع المشي، أليس من
المفترض أن يتصل بسيارة إسعاف
أو شيء من هذا القبيل..

" فلتحملني إذا"
قلت أنا رافعا يداي نحوه بتهكم.

لاحظت ارتخاء ملامحه، و ارتسام علامة
استفهام كبيرة فوق جبهته.

لا أظنه يهتم الى هذهذ الدرجة بعد كل شيء، ابتسمت لنفسي الشريرة و كأنني توقعت هذا.
جيد هذا سيعلمه عدم التدخل في شؤون
الآخرين ثم حتى لو اتصل بسيارة الإسعاف،
لن أدفع دولارا واحداً.

"ألن تفعل؟! هل ستتركني وحيدا هنا،
بساق مصلوبة؟؟"
واصلت بترجي في محاولة لإغاظته.


سمعت زفيره الطويل المصحوب بتنهيدة،
و ابتسمت بسخرية متوقعا أن يتوتر
و يغادر مبتعدا، لأنني غادرت المشفى
طواعية على أي حال.

لكنه اقترب مني فجأة موجها ظهره نحوي،
قبل أن ينحني على ركبتيه و يهمس.

"اصعد إذن"

"عفوا؟"
فتحت عيناي بغير استيعاب.

"قلت فلتصعد"
قال مشيرا الى ظهره العريض.

فاجأني تصرفه التلقائي، و شعرت ببعض الإحراج
من موقفي. حاولت الإقتراب منه ثم مددت ذراعاي
لألتصق بظهره، و حملني هو ليستقيم من جديد.

سار ببطء و طمرت أنا ذقني بقميصه الدافئ،
محاولا كتم أنفاسي المرتبكة.

_

[مكتملة] إندورفين|| Endorphinحيث تعيش القصص. اكتشف الآن