22- موسم الينعان

3.2K 230 72
                                    

' أليس غريبا أن يقتلني العطش، و في عطر
جسدك يكمن الغرق؟'
_

Background music :
SAY YOU WON'T LET GO
- JAMES ARTHUR

...

Keanu's pov

نزعت القفازات و غطاء الرأس خاصتي لألقي
بهما في حاوية القمامة، ثم أقصد غرفة
التبديل لتغيير ملابس الجراحة.

راقبت انعكاس روبرت و ريبيكا عبر مرآة
الغرفة فيما أجفف يداي. كان يستلقي برأسه
فوق ساقاي ريبيكا فيما تلعب هي بشعره.
جعلني هذا أتذكر يوهان فورا، إذ تركته
اليوم نائما في الشقة لوحده.

اتصل بي قسم المستعجلات مع حوالي
الثالثة صباحا، ما اضطرني لمغادرة المنزل
في سيارة الإسعاف، ناسيا أن أحضر
هاتفي أو مفاتيح سيارتي.

كل أفراد الطاقم يبدو عليهم الإرهاق،
و لم أكن أنا استثناء هذه المرة.

قبل أن أغادر المشفى، استوقفني آدم في
الرواق ليخبرني عن الرحلة التي سيتم
تنظيمها في نهاية الأسبوع، و سألني
إن كنت سأحضر هذه المرة.


استقلت سيارة الأجرة فيما أفكر في يوهان،
أظن أن الأمر كان شاقا عليه بعد الصدمة،
  أستطيع أن أتخيل الى أي مدى هو متألم
فقط من الحالة التي كان عليها ليلة أمس.
أظن أن رحلة يومين قد تساعده على تغيير الأجواء و التخفيف من هذا الألم.

بعد شرائي لبعض الفطائر المحلاة من مخبزة قريبة، دخلت مصعد البناية و أنا أتساءل
ما إن كان يوهان ما يزال نائما. 


فتحت باب الشقة بهدوء، لتتسرب رائحة
القهوةو القرفة الى جيوب أنفي، ما جعلني
أخمن أن يوهان لم يتحمل النوم لأكثر من
ثمان ساعات.

أطللت برأسي عبر باب المطبخ، لألمح جسده الجميل، كان يحشر رأسه داخل الثلاجة،
و قد ارتدى احدى أقمصتي الطويلة.

رؤيته و هو يرتدي ملابسي تجعلني أرغب
بحضنه بقوة، كيف يكون ظريفا
الى هذه الدرجة؟

"صباح الخير كوكبي الأخضر!"
قلت بإبتسامة، ليلتفت نحوي بتفاجئ.


"كيانوظننت أنك لن تعود قبل المساء!"
صاح بابتسامة غير مصدقة، ليركض نحوي
و ينقض على جسدي بعناق  كاد يتسبب
في سقوطنا معا.

"آوه، على مهلك يا صغير!"

قلت أنا مقهقها، لأربت على شعره
مقبلا رأسه بلطف.

"ما هذا ؟ هل أحضرت شيئا ؟"
سأل متفحصا الكيس بفضول.

"نعم، بعد الفطائر المحلاة"
قلت لأمده إليه.

"رائع، لقد حضرت القهوة.
تعال لنأكل سويا"
قال بسعادة ممسكا معصمي.

"انتظرني سأغير ملابسي و أعود فورا!"
أجبت ليومئ مبتسما بحماس.

Yohan's pov

جلسنا على الطاولة نتناول طعامنا على مهل،
كانت عيوني متورمة و حلقي ما يزال يؤلمني
من بكاء البارحة. لكن عودة كيانو باكرا
جعلت مزاجي يتحسن.

تخيلت لوهلة أننا ثنائي متزوج يقضي احدى صباحاته سويا. منحني هذا كثيرا من الفراشات.

نظرت الى أصابع كيانو التي تشققت
بسبب مواد التعقيم المستمرة.

لابد أنه متعب أيضا، لكنه لن يقول شيئا
لأنه قلق بشأني.

"كيانو"

نطقت اسمه ليرفع حاجبيه منتبها. 


" لديك أي ارتباطات هذا المساء؟"
سألته.

"كلا، أنا متفرغ"
أجاب بهدوء فيما يمضغ طعامه .

"ما رأيك أن نخرج معا؟"
اقترحت بإبتسامة، لأبصر ملامحه المتفاجئة
و كأنه لم يتوقع أن يسمع مني اقتراحا كهذا.

" لا تنظر إلي هكذا. أود فقط أن أستمتع
بكل ثانية أقضيها معك، و أن لا يشكل
للحطام جزءاً من حياتنا بعد الآن"
أضفت لأمسك يده مراقبا ابتسامته
الصغيرة المتفاجئة و بروز غمازته اليسرى
بشكل خافت كنجمة لطيفة على خذه.

"فكرة رائعة، الى أين تود الذهاب عزيزي؟"
قال متداركا خجله اللطيف.

"للتسوق! لم أحضر معي أي ملابس
من البيت!"

أجبت بحماس لأهمهم داخل نفسي، أعدك
أنه سيكون يوما طويلا يا كيانو.
_

فصل قصير لن يشبع ذواتكم الجائعة للحب
و المشاعر اللطيفة، لكن اعتبروه ملعقة سكر
صغيرة لإنتزاع مرارة أيام الأسبوع. 💖

[مكتملة] إندورفين|| Endorphinحيث تعيش القصص. اكتشف الآن