13-مشاعر جديدة

4.1K 276 66
                                    

' كنت أنت إثمي الجميل،
جحيمي الحلو و حبي الأخير..'

_

Background music:
Summertime Sadness- Lana del Ray
...

 صوت التلفاز العالي هو ما كسر
السكون الذي عم غرفة الإستراحة.

كيانو قد وصل للمستشفى لتوه،
بعدما تأكد من إيصال كتلة الإزعاج
المتحركة لمنزله.

كانت الغرفة باردة بسبب عدم تشغيل المكيف
طيلة اليوم، على الأرجح أن الكل لديه مناوبات اليوم.

جلس على الكرسي ليتذكر الليلة الماضية حين
أتى يوهان ليشاركه السرير.

لقد كانت أول مرة يغوص فيها في نوم عميق منذ مدة، خيل له أن كل شيء مجرد حلم، لكنه تذكر
رأسه المغروس داخل صدره و رائحة بشرته
اللطيفة ليشعر بفراشات داخل معدته.

رغم أنه كان ضد فكر تقربه منه في البداية بحكم مهنته، لكنه لا يستطيع انكار الدفء الذي أمده به،
فقط وجوده بجانبه و استنشاقه لرائحته جعله
يشعر بالطمأنينة و الإسترخاء، كما لو أن كل همومه اختفت.

كان شعورا من من الألفة البعيدة و الجميلة،
لا يستطيع تذكر آخر مرة شعر فيها بهذا.

هل كان في حاجة الى بعض الحميمية؟
أم أنه كان في حاجة شخص يخفف وحدته؟

قطع حبل أفكاره طرق سريع على باب مكتبه،
و سرعان ما إستقام نافضا رأسه من هذه الأفكار.

_

-After hours-

" إنتهت العملية، لا تخرجوا المريض من
جناح الإنعاش، و امنعوا أي زيارة خاصة
قبل أن يستعيد وعيه."
كانت آخر كلمات ينطقها بتعابيره الجدية،
قبل أن يترك الغرفة متخلصا من قفازاته.

" مثير للإهتمام أرى أن طابور قسم
الجراحة أصبح مشغولا هذه الأيام.."
قال غريمر مقابلا كيانو الذي خرج من غرفة
الجراحة، نبرته تحمل شيئا من الإستفزاز و التهكم.

"ابتعد عن الطريق، لا وقت لدي 
، فلتجد شيئا آخر تتسلى به"
رد كيانو بجفاء، و بوجه خالي من أي تعابير.
غريمر كان يكره بروده هذا.

" يبدو أن الطبيب الذي بالكاد يجري أي جراحات، يملك بعض الإلتزامات الضرورية. أتساءل
ما الذي قد يشغله الى هذا الحد.."
أضاف غريمر في محاولة بائسة لإستفزازه
من جديد، لكن هذا فقط جعله يبدو تافها،
أكثر من أي وقت مضى.

دفعه كيانو الى الجانب ليحثه على التنحي،
ثم يتقدم دون إعارته أي قدر من الإهتمام.

هذه السخافات لم تعد تحرك فيه شيئا..

--

دخل غرفة التغيير بهدوء، تأكد
من إغلاق الباب بالمفتاح ثم تسمر أمام
المغسلة البيضاء الصغيرة.

كان يحاول أن يحظى بلحظة مع نفسه ، لحظة
من الهدوء بعيدا عن ضوضاء العالم الخارجي.

يداه على الصنبور المعدني، يحدق بإنعكاس
وجهه في شيء من الغرابة.

كانت ابتسامة يوهان هي كل ما يملأ عقله،
استمر صوته المبتهج في التراقص داخل أذنه.
بدأ يتخيل حواجبه الشقراء الباهتة، عيونه المتوهجة، و الطريقة التي ينظر بها إليه.

شعر بفراشات داخل بطنه من جديد، ثم
بقليل من الخوف من هذه المشاعر الجديدة.

إنه بالكاد يعرفه، لم يقابله سوى مرتين و ليس
لديه الوقت للمواعدة أو السن المناسب للدخول
في علاقة عاطفية غير جدية.

كان نوع من الخوف و القلق يضغط صدره،
و شعوره بأنه يخون الوعود التي قطعها
على نفسه منذ زمن، جعله يشعر بالإمتعاض.


حدق بفكه المضغوط في المرآة، بشعره
الذي توارت عليه خطوط شيب صغيرة،
ثم بعينيه الحمراوتين الضيقتين.

هل يوهان يجده جذابا أيضا؟

أخذ نفسا عميقا، ليخاطب نفسه
في شيء من التهديد.

توقف عن بناء هذه القلاع في الهواء كيانو.
أنظر الى نفسك، لقد أصبحت مسنا، و هو مجرد
شاب في العشرينيات يرى فيك طبيبا عجوزا.
لا تسمح لهذه الأفكار بالسيطرة عليك،
تحكم في نفسك كيانو !

استنشق نفسا عميقا، لم يكن يود أن يسمح
لمشاعره الميتة بأن تحيى من جديد، ليس
لديه الطاقة لتحمل الخيانة أو مواجهة
الخسارة مرة آخرى.

كل ما يريده هو حياة مستقرة، مملة ربما، لكن
دون أي صدمات. أراد أن يظل قلبه هادئا،
كما كان عليه دائما.

_

شكرا لتفاعلكم الجميل، إنه يسعدني💛
إن أعجبكم الفصل، إنتظروا الفصول الأخرى،
فالقادم أفضل دائما *Kiss*

[مكتملة] إندورفين|| Endorphinحيث تعيش القصص. اكتشف الآن