12-أطياف وهاجة

4K 301 58
                                    

' أنا خائف من وحدتي، لیس ھناك من یلاطفني
أو یعّزیني، أنا وحيد في الفراش دائما..'
_

|Just Imagine 💛|
.
.

استيقظ على الرن المتتالي لمنبه هاتفه،
شعر بالثقل، و شيء من التشنج المؤلم
في كتفه الأيسر.

استقام بانزعاج محاولا استيعاب ما حوله،
فيما كان رأس الأشقر قد اتخذ
من ذراعه وسادة له.

انسلت أشعة الصباح الدافئة عبر الستار أبيض
اللون، سامحة لإنعكاسها برسم أطياف
راقصة على ملامح يوهان.

مد كيانو يده على مضض، ليصمت رنين
هاتفه متوخيا كل الحذر في عدم ايقاظه.

ظل يحدق بسقف الغرفة في ملل معتاد،
بينما يستشعر الثقل الساقط
على جانب كتفه.

رائحة منعشة، و ترنيمة كلاسيكية هادئة
هو كل ما يحتاجه لبدء صباح مشرق.

مرت الثواني بثقل، لتنفرج رموش يوهان
بشيء من التثاؤب و يفتح عيناه في صعوبة بالغة،
محاولا منع تسرب أشعة الضوء إليهما.

شفتاه المتشققتان بالكاد فتحتا
"كم الساعة؟"
نطق بصوت ناعس رافعا عينيه الى كيانو.

"التاسعة صباحا"
أجاب الآخر فيما يبادله تواصل الأعين، دون
بذل أي عناء في التحقق منها.

" لا زال الوقت مبكرا.
ما الذي تتناوله على الفطور عادة؟"

قال ليغرس رأسه من جديد، متوسدا صدر
كيانو هذه المرة.

"لا أدري، طبق من الفطائر و البيض و القهوة؟"
أجاب كيانو بهدوءه المعتاد.

"لذيذ! سأعد البانكيك بالكاراميل، هل تحبها؟"
رد بسعادة.

"نعم أيا كان، لا أمانع. فلتبعد رأسك الآن،
حتى أستطيع الوقوف."
قال ليدفع رأسه بخفة، و يستقيم مرتديا خفه.

قطب يوهان حاجبيه في تفاجئ، لكنه لم ينزعج
كونه إعتاد مزاجه الرديء هذا، نوعا ما.

_

المطبخ يعبق برائحة القهوة و القرفة، واصل كيانو
إضافة الماء للآلة التي بدأت في الترشيح فيما أخذ
يوهان يغني ما يحفظه من مقاطع أغنيته المفضلة،
منشغلا بمراقبة طبقة العجينة التي أخذت تطهى
على درجة نار هادئة.

بعد نضوج الفطائر و تجهيز القهوة، اتخذ كل
منهما مقعدا مقابلا للآخر، و أضاف كيانو
طبقا من الفاكهة للطاولة.

"إذا، متى ستبدأ مناوبتك؟"
سأل يوهان قبل أن يضع شوكة الطعام داخل فمه.

همهم كيانو لمدة وجيزة ريثما يبلع طعامه.

"السادسة مساء."

أجاب بإقتضاب.

هز يوهان رأسه مرتشفا من القهوة
"لدي سؤال صغير، أليس من المتعب أن تفعل
نفس الأشياء كل يوم؟ جدول عملك على
الأرجح ممتلئ دائما، كيف تستمتع بوقتك؟
ألا تشعر بالضيق أحيانا؟"
استفسر مجددا محركا رأس الشوكة بإتجاهه.

" ربما أفعل أحيانا، لكنني أذكر نفسي بأهمية
ما أقدمه كعمل. الساعات و الدقائق القليلة
التي تبدو تافهة و غير مهمة بالنسبة للآخرين
قد تعني الحياة أو الموت بالنسبة لشخص ما.
التفكير بهذا يجعلني أشعر بالرضى ."

رد كيانو و قد ارتفعت شفتاه في رعشة
خفيفة و توهجت عيناه  بشيءمن البريق.
كان يبدو صادقا.

"أنت محق، فأنا حي الآن بفضلك! إنه عمل إنساني للغاية"
أجاب يوهان بإبتسامة صافية.

"لكن أتعلم ما الرائع في هذا؟ رؤية نور كهذا،
على زجاج نوافذ ظننتها مكسورة من قبل!"
أضاف يوهان منبهرا بأعين كيانو التي لم يسبق
و أن رآها تتلألأ و هو يتحدث عن شيء ما.

__

END.

مجرد فصل صغير، لقتل شعور الجفاف
العاطفي المتعشش بداخلي.💛

[مكتملة] إندورفين|| Endorphinحيث تعيش القصص. اكتشف الآن