17-خيوط رفيعة

3.6K 260 64
                                    

'من أي نجم سقط أحدنا على الآخر؟'
_

Yohan's pov

بعد سماعي لصوته، شعرت بفراشات
قوية داخل بطني.

كان طعم القهوة مرا، لكنه أصبح فجأة
أكثر شيء حلو تذوقته. ابتسمت لنفسي،
أشعر بالسعادة لسبب لا أعرفه.

استمررت بمراقبة العجزة، الذين بدوا مستمتعين
للغاية بمنظر الثلوج. و مرت ببالي ذكرى سريعة
لأول عيد كريسماس أقضيه مع والدي.

كنت بالرابعة عشر من عمري، و حظيت بأول
مجموعة أشرطة موسيقية لسيلين ديون.

كم كنت سعيدا في ذلك الوقت، ليس لأنني
حصلت على شيء منه، بل لأن تذكره ليوم ميلادي
جعلني أشعر بأن وجودي يعني له شيئا.

شعرت بهمس ساخن داخل أذني،
لأقفز من مكاني بفزع.

التفتت الى المصدر بتفاجئ،
لأجد كيانو يضحك بقوة.

عيناه متقوستان كالهلال و استطيع رؤية أسنانه الخلفية، مع ظهور غمازات طفيفة على وجنتيه.

شعرت بقلبي يقفز من مكانه، جلس على المقعد
بجانبي و لا زالت على وجهه الإبتسامة.
كانت رائحة المعقم ما تزال عالقة بيده،
و فكرت بأنه سيكون متعبا بعد العملية.

"كيف وصلت الى هنا؟"
قال محدقا نحوي بتساؤل.

نظرت إليه، لأشعر بالحرارة تتصاعد الى وجهي
لأنه كان قريبا للغاية.

"سيارة أجرة!"
ازدردت اللعاب مديرا وجهي الى الجهة الأخرى.

"حسنا"
أومأ متفهما، ليدير رأسه هو الآخر محدقا
بكل المرضى الجالسين في الحديقة.

سألته إن كان متعبا بسبب الجراحة، و قال
أنه منهك لأنه لم ينم بشكل كافي البارحة.

حل صمت غريب بيننا، و كانت قدمه اليسرى
ذات الحذاء الأسود اللامع، تكاد تلامس خاصتي،
ما أشعرني بالفراشات داخل معدتي مجددا.

استمررت بالتحديق بقدمه، و بطريقة ما،
شعرت و كأن قطبا حذاءه اللامعين يمثلان
اختلاف عالمينا و ابتعادهما بنفس القدر.

كنت أغرق بين سوادهما، كما أغرق داخل
هذه المشاعر الغريبة.

استمر الصمت لمدة و رغبت باختلاق
شيء ما، كي أحثه على التحدث،
لكنني لم أقوى على النطق.

تمنيت لو أستطيع الإفصاح عن كمية المشاعر
التي أصبحت محتدمة بداخلي، و التي تظهر
كلما كنت بجانبه.

[مكتملة] إندورفين|| Endorphinحيث تعيش القصص. اكتشف الآن