14-عالم وردي

3.9K 268 63
                                    

' أشفق على نفسي المنزوية في أقصى ركن،
القابعة في وحدتها الرمادية..'
_

Yohan's pov

كنت أراقب إنعكاس الطريق عبر نافذة السيارة
الخلفية، و قد بدا العالم ملونا كقصة حب.

كانت الخامسة مساء، و أسرع الشفق ليطغى
على لون السماء الباهت.

خفق الوردي بقوة، ناشرا أجواءه الشاعرية
بالأرجاء. و كان هذا المزيج يذكرني بغزل البنات،
و ذكريات الطفولة.

استمر كيانو بالقيادة، و كنت أستطيع اختلاس
النظر إليه من فينة لأخرى ثم ادعاء الشرود
أو الإنشغال بالنظر لشيء آخر.

شعرت بأننا نمارس لعبة ما، كان يستمر بالتحديق
بي عبر مرآته الأمامية، لكنه ما يلبث يزيح نظره
فور أن ألتفت، و كنت أفعل أنا نفس الشيء.

كان هذا ممتعا و استمررنا بفعله
طوال الطريق، دون أن نتبادل أي كلمة.


--

توقفت البورش بجانب السور الأمامي
لمنزل أبيض فاخر، إنه منزلي.

حدقت بوجه كيانو للحظات فيما أمسك بمقبض
باب السيارة بتوتر. ابتسم هو ابتسامته الصغيرة،
ثم حرك رأسه مؤشرا لي بالإسراع في الخروج.

فتحت الباب، لكنني لم أقوى على الخروج. لا أدرك
سبب قلقي لكن خوفا غريبا قد راودني فور رؤيتي
للمنزل، يصاحبه بإحساس سابق بالديجافو..

"ماذا؟ ألا تنوي النزول؟"
تنحنح صوته العميق خلف ظهري، و شعرت
بأنني أوشك على أن يتم الإلقاء بمؤخرتي
في سلة مهملات.

"بلى، لكنني أردت أن أشكرك أولا"
قلت أنا ملتفتا نحوه ببلاهة.

"لا داعي، بإمكانك المغادرة بالفعل"
رد هو ببروده، و كأنما يخبرني أن أغرب للجحيم
لأنه نال كفايته من إزعاجي المستمر.

'حسنا إذا، مهما يكن! وداعا."
أضفت أنا بإبتسامة حاقدة، لأخرج و أصفق
باب سيارته كطريقة ودية لشكره.

قابلني بتعابيره اللامبالية، ليقلب عينيه
و يحرك سيارته مغادرا.
--

بالكاد دخلت المنزل، لينقض علي 'ستيفن'
جروي الصغير، و يبللني باللعاب من رأسي
الى أخمص قدماي.

أتت بعدها والدتي منهالة علي بالأحضان،
و الدرامية المبالغ فيها،  و كأنني ميت
بعث للحياة من جديد.
--

"هل أنت جائع عزيزي، أترغب ببعض الفطائر بالكراميل؟ إنها المفضلة لديك!"
سألت فيما تداعب شعري و تقبلني.

"كلا، أريد شيئا مالحا"
قلت أنا متذمرا، لتقفز هي متحمسة.

"بالطبع طفلي الجميل، أي كان ما تشتهيه"
قالت لتنادي الخادمة.

قصدت غرفتي مبتهج الأسارير،فتحت باب الغرفة، لأفاجأ بجسد ويليام على السرير، يتفحص هاتفه.

"ويليام؟ أتيت بالفعل؟"
سألته متفاجئا.

"يوهان! أنت هنا ! أين إختفيت البارحة
بحق السماء؟ كدت أفقد صوابي و أنا أفتش
كل ركن من الكوكب لإيجادك!"
انتفض من مكانه ليتقدم نحوي بعصبية.

"أعتذر ويل، إتضح أنني صعدت على متن
مركبة فضائية عن طريق الخطأ،
و لم أكتشف الأمر إلا بعد مغادرتنا للمجرة."
أجبت ساخرا، لأركض بإتجاه سريري .

" لقد قضيت الليلة بطولها
بغرفة الإنتظار أنتظر عودتك. أنا جاد، أين
قضيت الليلة؟ لا تخبرني أنك قصدت
الملهى الليلي مجددا !"
زمجر فيما يتبعني.

"و هل من المنطقي أن أذهب للملهى بملابس
كهذه؟ رجاء، قد أكون فقدت جزء من ذاكرتي،
لكنني لا زلت رجلا ذو ذوق!"
علقت بتهكم، لأتجاهل أسئلته المزعجة.
لماذا يهتم أين كنت بأي حال؟
ليس من عادته فعل ذلك.

_

[مكتملة] إندورفين|| Endorphinحيث تعيش القصص. اكتشف الآن