19- أنفاس نقية

4.2K 273 92
                                    

' لا شيء يتقن الحوار كالقبلات..'
_

Background Song:
What a beautiful World
- Louis Armstrong
...

Yohan's pov

استمررنا بالمشي على طول السياج
المطل على الكنيسة.

ظللت أشعر بملمس أنامله الباردة
بين فجوات أصابعي.

كان المنظر بديعا، طيور النورس المحلقة
في الجو، لمسة أشعة شمس تحبو في
السماء، و صوت الموسيقى الصادحة من
داخل الكنيسة.

أمام حديقة واسعة، كان ثمة كرسي خشبي بللته
ندفات الثلج الذائبة، طلبت منه أن نرتاح قليلا،
فجلسنا محدقين بالطيور المهاجرة.

كان الجو هادئا و لم أشعر برغبة في التحدث،
كانت يدي ما تزال تتمسك بخاصته، و التزمنا
لبعض الوقت بهذا الشكل من التواصل المريح
الذي لا يلزم الطرف الآخر بشيء.

كنت أشعر بقلبي يتقلص مع كل ضغط، كلما
تشبتت يده الباردة بخاصتي شعرت بموجات
من القشعريرة تسري أسفل بطني.
أصبحت أنفاسي حارة و ثقيلة،
و لم يعد جسدي يقوى على حملي.

كان شعاع أبيض من الشمس ينعكس على
لون شفتيه المتدرج  بين الأحمر و البرتقالي
الباهت، يبللهما شيء من اللعاب خافت اللمعان.

تبدوان ممتلأتين تنبضان بالحياة، كأنما
تدعوانني لإلتهامهما..

واصلت تحديقي به، كنت هائما بتفاصيله
الصغيرة، و ظللت أرنو إليه طويلا قبل
أن يبادلني تواصل الأعين.

و لا أعلم لما اختلجني، في هذه اللحظة،
شعور قوي بأن عيناه العسليتان اخترقتا
دواخلي، و سحبتا أنفاسي الى الخارج.

كم هو غريب هذا الشعور، شعوري بأنني
أسعد شخص في هذا الكوكب و بأن الكون
بأكمله يساندني.

--

Keanu's pov

كان يوهان يجلس بجانبي، و كانت أصابعه
الهشة تتمسك بخاصتي، تضمني بقوة،
و تفقدني إحساسي الكامل بالزمن.

لكن مشاعري المتلبكة و أنفاسي المضطربة
أوشكت على إفساد هذه الأجواء الزاهية
التي صنعها تنفسه للهواء بقربي.

كنت أشعر بتحديقه، و أرى تعابيره بعين
جانبية، جعلني هذا  أشعر بالسخونة تتسرب
الى أذناي، و على طول عمودي الفقري.

شعرت بأن قلبي سينبثق من مكانه،
و كنت أحاول تهدئته قدر الإمكان.

حاولت رفض الخضوع لكنني لم أستطع،
حاولت أن أبتعد عنه، لكن كل جزء مني
الآن يظل متشبتا به.

هشاشته هذه تجعلني أتعلق به أكثر،

لا أريد أن أكسر لأجزاء من جديد، و لكن
هذه الرغبة الجامحة تجاهه أكبر من أن أكبحها.

إلتفتت متيحا لنفسي، كل الفرص السانحة
لتأمل ملامح وجهه المسربلة بالنور.

قزحيتاه الفاتحتان حيث تموجت خيوط
خضراء لامعة، و انعكاس الشمس على الفراغات
الصغيرة الفاصلة بين أسنانه، على رموشه الخافتة.

ابتسمت له، ليبتسم هو في وجهي بالمقابل،
و أشعر بقلبي يقفز مكانه. أخذت شهيقا صغيرا،
ثم إقتربت منه ببطء الى الحد الذي شعرت فيه
بأنفاسه تضرب وجنتاي.

كانت ثمة حفلة من الإنقباضات اللا متناهية
داخل صدري، وجهه أصبح قريبا و شعرت
ببعض الإضطراب.

ابتسم مجددا ثم دنى مني الى أن تلاصقت
أنوفنا، كان وجهه جذابا كاللعنة، و ما لبث أن أطلق

نفسا ساخنا فوق شفتاي حتى شعرت بالسعار،
و لم أتدارك الموجة العارمة إلا و قد دمجت
شفتينا معا بقوة.

سمعت قلبه يدق كطبل هائج، و مرت ثواني
و نحن نقبل بعضنا، في تدرج من الرقة و العنف
قبل أن تبدأ عضلات جسدي بالإرتخاء.

أمسكت رقبته الرطبة لأقربه مني أكثر، و كان
هذا الإتصال الممتزج بنكهة الخلود و طعم شفتيه،
يسمح لكل المشاعر العالقة داخلي بالعبور
مرة واحدة.

استطعت أن أشعر بنعومة شفاهه، و انسجامنا
الشديد جعل كل شيء حولنا يتدفق نحو العدم.

ارتفعت يده تداعب عظمة ترقوتي و حلمة أذني،
ما أعطاني إحساسا بوخز قوي أسفل معدتي
و شعرت بشيء يستيقظ بالأسفل..

و مع استمرار القبلة بدا لي و كأنني أدخل
شيئا فشيئا فيما يشبه الجنة، مغمورا بلذة
عارمة حيث اصطبغ كل شيء بالذهب!

كانت قبلة عميقة، و استطعت أن أتذوق
معها كل السعادة الموجودة في العالم.
_

الفصل بنكهة الحب  💚

[مكتملة] إندورفين|| Endorphinحيث تعيش القصص. اكتشف الآن