١٢⇜تفكير

1.1K 147 90
                                    

فلترقدُ تلكَ الأيامُ بِـسلام
إيامٌ كنتُ فيها كاملاً لا تشوبني شائبة
أيامٌ تخلو من الدماء، والشفراتِ الحادة
أيّامٌ كنت فيها أقول أنا!..
فخورًا بما كنتُ عليّه

يجلسُ بجانبِ تشانيول على أرضيّةِ المطبخِ الصغيرِ البارِدة، بعدَ إنتهاء العملِ تقريبًا
رجلاهما ممدودتان، قداما تايهيونغ بالكادِ تصلان إلى الكابينة الرخاميةِ التي يعدُ مشروبه فوقها عادة، أما قدما تشانيول فقد كانت ملتصقةً بها

كانا يتبادلانِ الأحاديث، تايهيونغ يتكلم وهوَ يكتب
عرفَ بأنّ تشانيول يحبُ العزف على القيثارة، وبشكلٍ مُفاجِئ قفز ذهنهُ إلى المرةِ الأولى التي رآى لانا فيها
ليلي وجيمس وأخيرًا القيثارة

حكى لهُ عن أخيهِ الأصغر، وَ أباه
بدا متحمسًا كثيرًا من خلال سرعةِ كتابته، وَ ابتسامتهِ التي كانت تظهرُ غمازتهُ المحفورة في وجنته، في كل مرةٍ ترتفعُ زوايا فمه فيها
تمنى تايهيونغ لو تعودُ حماستهُ التي كانت تلازمهُ دائِمًا، يتذّكرُ اولَ يومٍ لهُ في الثانويّة وَ الجلبةَ التي احدثها

شعبيّتهُ الكبيرة، وَ اصدقائهُ الكثر
لقد كانَ شعلةً، لكنّها انطفأت

ترآى لهُ جسدٌ ضئيل، سرعانَ ما عرفَ صاحبه
راقبها بيّنما تمشي نحوهما بهدوء
وقفتَ أمامها بابتسامة، وحيّتهما

مدّ تشانيول هاتفهُ لها، فأخذتهُ لتقراء ما به، استنتجَ تايهيونغ بأنّهُ كان يشرحُ لها حالته، لأن انعقادَ حاجبيّها تلاشى تدريجيًّا مع كلِ كلمةً تقرأها

"تريدُ أن اجلسَ معكما؟"
تسائلت مبتسمةً بسعادة، واوماء تشانويل إيماءةً متكررة

انبعجَ حاجبا تايهيونغ وقالَ باقتضاب:
"لكنّها ترتدي تنورة، سوفَ تلتقطُ بردًا بالتأكيد"
خطرت على باله فكرة، فخلعَ مئزرهُ ومسدهُ على الأرضِ مربتاً :
"اجلسِ هنا"

بدت في حيّرةٍ من أمرها:
"لكنّهُ مِئزرُك، لا يصحُ هذا"
هزّت رأسها نافيّةً و جلست على الكابينة، قدماها تتدليّان من عليّها

تنهدَ هو، والتقط مِئزرهُ من البلاط، جمعه بيّن قبضتهِ لِـيُصبِحَ كرةً مشتتة وَ ضمّهُ ليستقرَ على حضنه،
تفرّسَ ملامحها بيّنما كانت تتبادلُ الأسئلةَ معَ تشانيول الذي كان يجعلُ القارئ الآلي يجيب عنه
كان صوتهُ رتيبًا خاليًّا منَ أيّ مشاعر أو انفعالات
لكنّه كان يفي بالغرض

تسائلَ تايهيونغ كيّف بإمكانه الابتسامُ رغمَ لسانهِ المعطوب، وأمّهِ الميّتة
فقد أضاع قدرتهُ على الكلامِ عندما ماتت امه

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن