١٨⇜ هروب

985 135 55
                                    

مالذي يحصل؟
مالذي أصابَ صعودي فانقلبَ سقوطًا؟

كيّف تجردت أجنحتي من ريشها؟

كيفَ فقدت قوتي؟
أين أختفى النورُ في نهايةِ الأفق؟

ارتجفَ جسدهُ تحتَ الأغطيّةِ الدافئة
والتي لم تنجح في جعلِ أطرافِه تستقر
ولا في إيقافِ أسنانهِ عن الإصتكاكِ ببعضها

انت بخير
استمرَ في قولها مراراً وتكرارًا
تمتمَ بها حتى فقدت الجملةُ مصداقيتها

فتحَ عيناهُ بتوّسع وَ التفتَ إلى الساعة الرقميّه التي كانت تقبعُ بجانبِ سريره
٢:٣٥ ص

كانَ يشعرُ بالكثير
والكثيرُ هذا لا يحوي أيّ كلمةٍ مُبشرة

استقامَ بجذعه الضعيفِ ليجلس
تقشعرت ساقاهُ حينما داسَ على البلاطِ البارِد
أحسّ بالبرودةِ تخترقُ عظامه

كلا قدميّهِ يؤلماننهِ وكأنّ هنالكَ نارًا تضرمُ فيهما،
وإبرًا تغرسُ نفسها في الجلد

مشى بصعوبة،  كانَ الشعورُ مُشابِهًا لِـيديّن ظهرتا من الأرضِ التي يدوسُ عليّها وبدأت تتمسكُ بكاحليّهِ وكأنها تمنعهُ من التحرّك

عندما انفتحَ الباب، تنبهت الخادمةُ سون آي والتفت بسرعة لسببِ الصوت
كانَ تايهيونغ يستندُ بيدِهِ اليُسرى على الجدارِ،
بدا يكافحُ أكثر منهُ يمشي

هرعت إليهِ وصعدت السلالِمَ التي تقعُ على الجهةَ اليسرى من السرايا

عندما حاولت امساكه، انتقلت حرارة جسدهِ كـَلسعةٍ لخاصتها، توسعت عيناها بصدمة وتمتمت
"سيّدي، حرارتكَ مُرتفعة جدًا--"

رفعَ يدهُ اليمنى لِـيُخرسها، وقد كانت أناملهُ ترتعش
أحسّت سون آي بِـإشعاعٍ دافئ يندفعُ من كفهِ إلى وجهها لِـشدةِ سخونته

انفرجت شفتاهُ المتشققتانِ لتفصحا عن شيء
لكن حدقتاهُ السوداوتيّنُ زاغتا إلى الخلف، وتأرجحَ رأسهُ مُتراجعًا للوراء
خذلتهُ قدماهُ وَ سقط
لم تستطع سون آي سندهُ لبنيّتها الضعيفة
لكنّها قللت من حدّةِ السقوط

صرخت طالبةً للمساعدة، ولو كانَ صاحيًّا لطلبَ منها أن تصرخَ أعلى وتكرر ندائها
فَـكلُّ ما فيهِ يصرخ
ُ ساعدوني!

لكنّها مجردُ صيّحات مُبهمة
لا تدري متى سيّتمُ الإفراجُ عنها

+++

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن