٢⇜ذكريّات

2.3K 228 41
                                    

أقدمُ اعتذاري لك
يا جسدي المسكين
قد أضعتُ حقّك
وتغافلتُ عن واجبي
قلّ لي هل تسامحني، أم تنقلبُ ضدي؟

متجردًا من ملابسه، واقِفًا تحتُ الدش الذي يرشُ المياه الدافئة لتحطَ على جلده، نظّفَ نفسهُ بلطف متحاشيًّا الجروحَ التي ما زالت وليدةَ الأمس

رغمَ ذلك، ما زالَ حزنهُ حبيسًا للكبرياء

لأنّهُ وضعَ قاعدةً بأنهُ إذا ابتسمَ دائمًا فلن يشعرَ بالتعاسة،
لكنهُ لم يلحظ التشققاتِ التي أصبحت واضِحةً حولَ شفتاه، تنذرُ بسقوطِ قناعهِ الخزفيّ

سمعَ صوتَ طرقاتٍ خفيفةٍ على البابِ بينما كانٍ يلفُ المنشفةَ حولَ جسده، حريصًا على تغطيّةِ الجلدِ المُتأذي

بعدها بثوانٍ اتاهُ صوتٌ أُنثويّ يعرفهُ جيّدًا
"تايهيونغ؟ بنيّ هل أنت هنا؟"

فتحَ البابَ برويّة، وقفَ أمامها متسائلًا لظهورها في هذا الوقتِ علاوةً على ملامِحها القلقة
"بالأمس، وجدت.."

مُقاطِعًا إيّاها، تحدثَ بسرعة:
"أمي، لم أؤذي نفسي، لقد كان حادِثًا عرضيًّا"

حدقّت بهِ والشكُ ينتشرُ في ملامحها، ضيّقت عيّنيها آمرةً إياه:
"أرِني معصمك"

ابتسمَ ورفعَ كلتا يديه، نظرت بتفحصٍ وتنهدت قبلَ أن ترفعَ عينيّها مجددًا لتقابلَ وجهه
"حسنًا!، لكنَّ قلبي لم يرتح بعد، أيًّا كانَ ما تفعلهُ كيم تايهيونغ فسوفَ اكتشفه"

دحرجَ عيناهُ بملل فورَ رحيلَ أمه، ارتدى ملابسهُ بسرعة وجلسَ أمامَ مكتبه
أمسكَ الورقةَ والقلم ثمّ بدَأ برسمِ لانا
تلكَ الفتاةُ التي لم ينتبه لها إلّا اليوم!

شعرٌ اسودٌ على شكلِ كعكةٍ مُرتبة ولَطيفة، بشرةٌ قمحية وأعيّنٌ لوزيّة بسحبةٍ لطيفة إضافةً لـجفونها المزدوجة المنحوتةِ بدقة
كانت قصيرةً بعضَ الشيء وضئيلة الحجم بالكادِ تمتلكُ أكتافًا

ورغمَ أنّهُ استحضرها في مخليّتهِ بطريقةٍ ممتازة، إلّا أنهُ حينَ رسمها بدت كـَنُسخةً مشوهة بالكاد تشبهُ ما تخيّله!
تهكمَ وجههُ بينما يحدقُ في ما فعلتهُ أنامِلُه

تأففَ ودارَ بكرسيّهِ مراتٍ عديدة، توقفَ إزاء شعورهِ بالدوار، أحكمَ يديهِ وراءَ رقبته محدقًا في رسوماتهِ المعلقةِ على الجدارِ أمامه
لم تكن بتلكِ الإحترافيّةِ لكنّهُ ما زالَ سعيدًا بها
لقد كانت إحدى الأشياء التي تجعلهُ يبتسم
لكن بِـصدق

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن