٢٦⇜فضول

841 139 32
                                    

أين أنت؟
أين بقايا حزنك؟، أين ثغورك؟
حتى عيوبك التي تكرهها قررت تركي!
طيفُ نفسكَ الفارغة يلاحقني، يلازمني

أنت لست موجودًا،
لكنك لم تستحلني قبلًا كما فعلت الأن

+++

عندما استيقظَ صباحَ اليومِ التالي،
أحس بيّدٍ باردةٍ كَـالصقيع تحطّ على وجنتهِ اليُمنى
انتفضُ جسدهُ كردةِ فعل، حينها فقط عرفَ الفاعل

كان جاسبر ينحني بشكلٍ يجعلُ وجههُ يبتعدُ فقط بضعةَ إنشاتٍ عن وجهِ تايهيونغ
يحدقُ فيه بِـنظراتٍ متفحصة، وفضوليّة
"أنت تحترق، تايبونغ"

جلسَ تايهيونغ باعتدال، وَ عطس
كان حلقهُ يؤلمه
"كمِ الساعة؟"

"إنها الثامُنة، بقيّ نصفُ ساعةٍ على الإفطار"
أجابهُ وقد جلسَ على سريرهِ بِـيدهِ اليُسرى خلف ظهرهُ لِـتسنده

"لماذا استيقضت باكِرًا"
فركِ تايهيونغ عيّنيه متسائلًِا

"اه، بِـشأنِ هذا..
أنا مستيقظٌ منذُ الساعةِ الثانيةِ فجرًا"
ابتسمَ بتكلُف، وبدأ برميّ كرتهِ المطاطةِ الزرقاء مراراً وتكراراً ضدّ الأرضيّة

"تعاني من الأرق؟"
أمال رأسه، أحسّ بِـعينيه تحترقُ لشدةِ حرارته

تحولت أعينُ جاسبر إلى عدوانيّة، وَ اعتدلَ بجلستهِ لِـيُصبحَ مُتربِعًا:
"هذا ليسَ من شأنك"
توقفَ عن اللعبِ بالكرة، ورماها بقوةٍ ضدّ دولابِهِ لترتدَ بسرعةٍ على الحائط ثمّ تهبطَ على الأرضِ وتتدحرج تحتَ سريرِ تايهيونغ

ضيّق عيناهُ لِـردةِ فعلِ جاسبر الإنفاعليّه،
وضغطَ على الزرِ الأحمر
"هل ستشي بي؟، يالكَ مُن طفل!"
نطقَ المتربعُ على السريرِ بسخريّه

اتت ماري على عُجالة، وَ بدا القلقُ جليًّا في ملامِحه عندما تسائلت:
"ما بك يا عزيزي؟ هل تؤلمكَ قدماك؟"

هزّ رأسه نافيًّا:
"إنني أشعرُ بالمرض،
أعتقد بأنني مصابٌ بالزكام.."

ابتسمت بحنان، وحطّت يدها الباردةُ على جبينه
"إنّهُ البايفوسفونيت، هنالكَ بعضُ الأعراضِ الجانبيّة لِـأولِ جرعة..وهيّ مشابهةٌ للإنفلونزا"

عندما رحلت ماري وقد وضعت تايهيونغ على كرسيّه المُتحرِك بعدَ مساعدتهِ على الذهابِ إلى الحمام، ظلّ الصمتُ ملكَ المكان، تأتي بعدهُ تحديقاتٌ صامتة

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن