٢٥⇜ فقطِ البداية

878 137 57
                                    

لا أحد يراقبُ الشمس
حتى تغدو نصفًا يختبئ وراء الغيوم
ولا أحد يمتدحُ جمالَ القمر
إلا إذا أصبحَ بدرًا

"حسنًا يا تاي-هيونغ لدينا قائمةٌ بالعلاجاتِ التي ستستخدمها، والنظامُ الذي ستتبعه"
تكلمَ الطبيبُ بينما يعبثُ بِـبعض الأوراق في يده
"ستجلبُ ماري لكَ أدويتك حسبَ الجرعاتِ المطلوبة، وبعضها سيتم إدخالها وريديًّا"

اكتفى بِـالإيماء الصامت،
جاعِلًا الطبيب يكملُ حديثه:
" بعضها ربما يكونُ لها آثارٌ جانبيّة، لكننا سننظرُ إلى الجانبٍ الإيجابيّ وهوَ أنك بدأت العلاجَ مُبِكرًا لحسن الحظ"

تسائلت أمهُ التي تقفُ بجانب كرسيّه بنبرةٍ أنثويّة يشوبها بعض القلق:
"ما هي الآثارُ الجانبية بالضبط؟"

"لا يمكننا التحديد، لأنها تختلفُ من شخصٍ لآخر
هنالك الكثيرُ من التعقيدات حولَ كيفيةِ استجابةِ الجسمِ وغيره من التفاعلات.."
رتبَ الأوراقَ في رزمةٍ واحِدة،
أخرجَ واحدةً وقدمها لأمه ثمّ أضاف:
"َ هذهٍ قائمةٌ بِـالأطباء الذي عليه زيارتهم،
والمواعيد المحددة"

ابتسمَ باحترافيّة وودعهما

"أمي، أين تايون؟"
سأل معقودُ الحاجبيّن، ملتفتًا للتي تدفعُ كرسيّه

"سوفَ تنهي نصفَ المدة المتبقيّةِ لها في مدرستها  وتأتي، لا تقلق هيّ إيضًا تسألُ عنك
أبقيتُ معها خالتكَ سو آن "
أجابت بهدوء، وبابتسامةٍ شاحِبة

توقفت عن بابِ غرفته، وتحدثت
"لا تظن أنني وضعتك هنا لأنني لا أريدك أن تبقى بجانبي، لكنني فقط أشعرُ بأنك هنا ستتلقى العناية التي تستحقها"
أضافت وقد بدأ صوتها بالتقطع:
"العناية التي لم اقدمها لك.."

ثمّ شرعت في البكاء

زمٌ شفتاهُ في حيرة،
لا يدري هل يهدئها أم يبكي معها؟

هل شكلهُ مثيرٌ للشفقةِ إلى هذهِ الدرجة؟
أمّ أنها نادمةٌ فقط؟

"لا بأس، لقد صححتِ من خطأكِ الأن
جميعنا نرتكبُ الأخطاء من وقتٍ إلى آخر"
قال بينما يربتُ على شعرها

انفتحَ البابُ فجاءة، ليخرجَ جاسبر بِـمنامتهِ الزرقاء وَ شعرهِ المبعثر كالعادة
"الفطورُ النتن سيأتي الأن،
لا تلمني إن بقيت جائِعًا!"
رمقهما بأعين ناعِسة، ثمّ تخطاهما

"هل هذا شريكك في الغرفة؟"
سألت أمهُ بينما تمسحُ الرطوبة التي خلفها بكاءها قبل فترةٍ وجيزة على وجنتيّها

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن