البارت الأول

11.1K 653 31
                                    


كان صوت الموسيقى صاخبا في غرفة التدريب فقد كان يتدرب هناك على خطوات الرقصة فهو يظن أنه لم يتقنها بعد جيدا ، بالنسبة له على الرقص أن يكون مثاليا أو لا يكون ، خصوصا أن موعد عودتهم قد اقترب ، المعجبون ينتظرون و يجب أن يقدم لهم شيئا يستحق عناء الانتظار..

كانت قطرات العرق تنساب من جبينه على وجهه الجدي الملامح على غير العادة ، بينما تتسلل قطرات أخرى على أذرعه الطويلة لتتماثل مع حركاته الرشيقة ..

فجأة فتح أحدهم باب الغرفة :

- جيهوبي .. ألم تغادر بعد ؟

توقف جيهوب عن الرقص و تغيرت ملامحه في لمح البصر لوجه مشرق كما اعتاد الجميع رؤيته و قال و هو يلهث :

- نعم هيونغ .. سأغادر بعد قليل.. أحتاج إلى التدريب أكثر..

- آه حسنا .. لا تجهد نفسك كثيرا و اذهب لترتاح.

أخذ جيهوب نفسا عميقا ثم عاد إلى تدريبه الشاق بعد أن غادر مدير أعمالهم..

عاد جيهوب إلى المسكن حيث كان باقي أعضاء الفرقة متفرقين كل يقوم بأعماله الخاصة ، بعد أن تمازح مع الماكنيز لبعض الوقت ثم اتجه إلى غرفته و أخذ حماما ساخنا منعشا و هو يغني بحماس ، بعدها خلد للنوم ليحظى بقيلولة ..

مضت أيام و انطلقت عودة بانغتان ، كانت عودة حماسية كالعادة جعلت المعجبين يفقدون صوابهم ..

استيقظ جيهوب بعد أن رأى حلما غريبا لم يشاهد مثله من قبل و جلس على سريره لثوان يسترجع أحداثه ، كان واقفا رفقة الأعضاء حيث يجتمع المعجبات حولهم للحصول على توقيعاتهم ، فانتبه لوجود فتاة تقف بعيدا وحدها و هي منكمشة على نفسها تبكي ، التفت إلى أصدقائه مستغربا لحالة الفتاة لكن الجميع مشغول بالتوقيع للمعجبات ، ابتعد عن المجموعة و اقترب منها بخطوات حذرة ، كانت تدير ظهرها ناحيته فلم يستطع رؤية وجهها ، لكن صوت نحيبها الرقيق جعل قلبه ينفطر ، فوقف ورائها و انحنى إليها و وضع يده على كتفها و قال :

- هل أنت بخير ؟

توقفت الفتاة عن النحيب و رفعت رأسها ثم التفتت لكنه استيقظ على صوت المنبه قبل أن يتمكن من رؤية وجهها ، شعوره بالفضول جعله يلعن منبه هاتفه الذي أيقظه قبل أن يعرف هوية الفتاة، فجأة فتح رابمونستر باب الغرفة و قال:

- أوه أنت مستيقظ بالفعل ؟ هياا ساعدني على إيقاظ الآخرين قبل أن يقوم هيونغ بتوبيخنا ..

- ألم يستيقظوا بعد ؟ أووه أولئك الماكنيز لقد سمعتهم البارحة يلعبون في غرفة كوكي لابد أنهم لم يناموا إلى وقت متأخر ..

دخل جيهوب إلى غرف الأعضاء واحدا تلو الآخر يصرخ و يقفز هنا و هناك و يحدث ضجيجا جعلهم يستيقظون متذمرين ..

بعد تناول الفطور توجه الجميع للسيارة لحضور لقاء المعجبين بحماس و سعادة بما أنهم سيقابلون معجباتهم الجميلات..

اتخذ كل منهم مقعده وراء الطاولة العريضة في القاعة الواسعة ثم بدأت المعجبات في التحرك أمامهم يتخذن أدوارهن للحصول على التوقيع و للتمكن من التحدث للحظات مع بايسهن ..

كان جيهوب كعادته مرحا مع معجباته رغم أنه كان يحس ببعض التمييز بينه و بين باقي الأعضاء من طرف بعض المعجبات ، لكنه كان يتجاهل الأمر و يستمر في الإبتسام و اللهو ، كان سعيدا لحصوله على الهدايا من الفان ، فأخذ يلعب بدمية حصل عليها ريثما ينتهي شوقا الجالس بجانبه من التوقيع للمعحبة .. نظر حوله في القاعة بابتسامة عريضة فلمح فجأة فتاة وحيدة ترتدي قبعة صوفية حمراء تقف قرب باب القاعة و تنظر إليه و هي تغطي وجهها بالألبوم الذي تحمله بين يديها و لا تظهر سوى عينيها ، كان واضحا أنها خجلة فابتسم لها جيهوب و أشار لها بيده لتأتي لكنها بدت متفاجئة و مرتبكة ، توسعت عيناها فالتفتت ورائها فأشار لها و هو يبتسم للطافتها و تصرفها العفوي ، فاختبأت خلف العمود الاسمنتي بمدخل القاعة و هي تختلس له النظر ، ضحك جيهوب فقام بالمناداة على إحدى موظفات شركتهم و قال و هو يشير إلى مدخل القاعة و يهمس :

- نونا .. أيمكنك أن تحضري تلك المعجبة هناك .. تبدو خجولة..

كانت تعابير الموظفة فارغة و هي تحدق هنا و هناك فقالت :

- أي معجبة؟

التفت ليجد أن الفتاة قد اختفت .. فقال و هو يتمتم :

- أووه أين ذهبت ؟ لقد كانت واقفة هناك ترتدي قبعة صوفية حمراء..

التفت إليه شوقا و قال:

- من المؤكد أنها ستظهر بين المعجبات لاحقا..

عادت الموظفة لعملها تتسلم الهدايا و تجمعها جانبا بينما ظل جيهوب حائرا ، لا بد أنها خجولة جدا و شعرت بالتوتر حين قام بالتلويح لها..

تابع جيهوب الترحيب بالمعجبات و هو يراقبهن عله يرى الفتاة ذات القبعة الحمراء لكن اللقاء انتهى و لم تظهر بين المعجبات ، شعر جيهوب بالسوء حيالها فربما لو لم يقم بالتلويح لها لما شعرت بالارتباك و تركت القاعة..

وقف الأعضاء للمغادرة فالتفت حوله يجول نظره في القاعة عله يرى صاحبة القبعة الحمراء ، وقف شوقا بجانبه و قال :

- ياا ما الذي تنتظره؟ هل تبحث عن شيء ؟

- آه هيونغ ..أتساءل أين اختفت المعجبة صاحبة القبعة الحمراء..

وضع شوقا يديه في جيبه و غادر و هو يقول :

- هيا هيا لنغادر لابد أنك وقعت لها بالفعل و لم تعرفها .. أو ربما غادرت لأنها مشغولة .. من يعلم ..

تابع جيهوب طريقه بعد أن تركه الأعضاء متجهين إلى السيارة ، كان يمشي في الممر الخالي وحده بابتسامته المعهودة قبل أن يأتي إلى مسامعه همسا رنانا ، وقف مكانه تابثا يلتفت هنا و هناك يتساءل مصدر الصوت ، ابتسم حين اكتشف أن صاحب الصوت كانت الفتاة ذات القبعة الصوفية الحمراء تدير ظهرها له و تضع جبهتها على الحائط و تحدث نفسها بطفولية ..

كنت في انتظاركحيث تعيش القصص. اكتشف الآن