البارت السادس عشر

3K 345 16
                                    

دخل جيهوب إلى الغرفة و جلس على كرسي المكتب الصغير ، ظل لدقائق ينظر فقط إلى الظرف و يقلبه بين يديه ، لم يكن قادرا على فتحه أو ربما لم يكن مستعدا بعد للعودة لمواجهة معاناته التي دفنها قبل أشهر ..

لكنه في النهاية قرر فتحه و قد كان الظرف يحتوي على رسالة مزركشة كما قالت والدة مي يونغ فسقطت من الظرف صورة فوتوغرافية ، أخذها جيهوب بين يديه ليرى مي يونغ شاحبة اللون و قد بدت كأنها فقدت الكثير من الوزن ، كانت ترتدي القبعة الحمراء على رأسها ، و هي جالسة على سريرها في المستشفى تحمل ألبومهم و تبتسم ببراءة و هي تشير بعلامة v..

تمعنها للحظات ثم فتح الرسالة يقرأها :

"

إلى أملي و ملاكي جيهوب أوبا ..

لا أعلم من أين سأبدأ لكني متحمسة بالفعل كككك .. ما العمل ؟؟

أدعى لي مي يونغ و أنا طالبة بالسنة الثانية بثانوية --- لكني الآن عاجزة عن الذهاب للمدرسة بسبب مرضي ..

أنا مصابة بالسرطان و الأطباء يقولون أني سأتحسن إذا تابعت تناول دوائي لكني أعلم جيدا أنه لم يبقى لي متسع من الوقت ..

أرجوك أوبا لا تشعر بالشفقة حيالي فأنا لست خائفة أبدا .. لكني أخشى ترك أبي و أمي وحدهما ..

يا لغبائي ! نسيت قول ما أردت قوله و بدأت في سرد التراهات ..

أريد أن أخبرك أني من أشد معجباتك منذ أول مرة رأيتك فيها ، لقد منحتني القوة و الأمل في لحظات أحسست فيها بالاضطهاد من المتنمرين ، لكني أصبحت أقوى و حصلت على جائزة أفضل طالبة عداءة و أصبحت محبوبة أخيرا ..

أعلم أني لن أتمكن من العودة للركض أو الدراسة ، لكني أريد أن تأتي لزيارتي أوبا .. ذلك سيكفيني ..

بلغ تحياتي لباقي الفرقة و أتمنى أن تستمروا في النجاح و أن تبقى بصحة جيدة ..

أوباا سرانغهي

ملاحظة : شكرا على القبعة الحمراء التي تبرعت بها للمستشفى ، لقد وصلتني بأمان

"

انهار جيهوب من الكرسي بعد إنهائه قراءة الرسالة و جلس على الأرض منكمشا على نفسه يحاول منع نحيبه القوي من الخروج بينما كانت دموعه تسيل من عينيه كالشتاء في الليالي العاصفة لكن ألمه كان أقوى من أن يتحمله، وضع يده على صدره محاولا إيقاف الألم الذي يمزق قلبه ، كان شعوره بالذنب يقتله ببطئ حين يفكر أن مي يونغ كانت تنتظر زيارته بفراغ الصبر في لحظاتها الأخيرة و كانت متأمل أنه قرأ رسالتها ، لكن انشغالهم و كثرة رسائل معجبيهم تحول بينهم بين قراءتها كلها ..

مي يونغ لم تكن سوى معجبة عاشت ظروفا صعبة استمدت منه الأمل و القوة و أحبته بصدق و هتفت له قبل حتى أن يعرفها ، لكن كل ما فعله هو الخوف منها و استنفارها بعد أن علم أنها شبح ..

كنت في انتظاركحيث تعيش القصص. اكتشف الآن