البارت الثاني عشر

3.2K 347 15
                                    


تشبت بالسياج و تسلل عبر الفتحة ثم دخل راكضا إلى الحديقة ، جال بعينيه حول المكان لك لم يبدو هناك أي أثر لمي يونغ ، صرخ يناديها بأعلى صوته و يتفقد كل زاوية من الحديقة ، ليتأكد أنها غير موجودة ، جلس على الكرسي الذي اعتادا الجلوس عليه و تفقد هاتفه ، ربما عملت بنصيحته و توقفت عن التسلل من المدرسة بعد أن توقف عن زيارتها ، لهذا قرر الجلوس و انتظارها لكن الساعة مرت ثم ساعتان و ثلاث و أربع و لم تظهر مي يونغ ، ظل جيهوب جالسا رغم البرد القارس و لم يفقد أمله في رؤيتها إلى أن بدأت أشعة الشمس تختفي معلنة عن غروبها ..
وقف جيهوب بعد أن تيقن أن مي يونغ لن تأتي ، جر خطواته إلى خارج الحديقة بتثاقل ثم التفت لآخر مرة قبل أن يغادر من الفتحة و كأنه يودع المكان ..
شعر جيهوب برغبة في البكاء و أحس بضيق في صدره و ألم عميق في قلبه و كأنه يتعرض للطعن ، أو أسوء من ذلك ، شعور لا يمكنه وصفه بالكلمات و لا يمكن إخراجه بالصراخ أو النحيب ، شعور لن يعرف معناه إلا من تآكله الشوق و عجز عن رؤية حبيبه ..
عاد إلى المسكن ليجد جونغكوك و تايهيونغ يتناولان الراميون في جهة و جين يضع الكثير من الأكياس حوله بينما يقلب جيمين محتواها ، نظر إليه جين و قال :
- أوه هوبي-اه .. هل خرجت للتنزه أنت أيضا ؟ لا أعلم لما لم يعد ذلك الغبي للآن .. أيفكر في المبيت لدى غوت سيفن ؟؟
تجاهل جيهوب كلام جين فاتجه إلى غرفته دون قول شيء ، لاحظ جيمين نظرات جيهوب الشبه خالية من الحياة و وجهه المصفر ، فتبعه و دخل بعد أن طرق الباب و قال بصوت لطيف :
- هل يمكنني الدخول ؟
قال جيهوب و هو ينزع معطفه :
- بالطبع ..
دخل جيمين و جلس على الأريكة فقال جيهوب :
- أين يونغي هيونغ ؟
- إنه في الاستديو الخاص به ..
تابع جيهوب تغيير ملابسه بينما ظل جيمين صامتا ، لا يعلم كيف يخرج جيهوب من حزنه الواضح على وجهه ، تنحنح و قال :
- يبدو أنك لم تراها .. تلك الفتاة ..
جلس جيهوب على سريره و قال و هو يركز نظره على الأرض :
- انتظرتها حيث اعتدنا أن نلتقي .. لكنها لم تأتي ..
- آآه .. فقط لو كان لديك رقم هاتفها أو أي معلومة عنها .. و لكن كيف لا تملك هاتفا ؟ هل هي فقيرة إلى هذه الدرجة ؟
ابتسم و هو يتذكر تعابير مي يونغ حين سألها نفس السؤال :
- والدها يرفض شرائه لها .. يظنها أنها لا تزال صغيرة ..
صمت للحظات ثم قال :
- كل ما أعرفه أنها تدرس بثانوية ---- ، .. لكن لا يمكنني الذهاب و الاستفسار عنها ..
- حتى في مراقبتها أمام المدرسة خطورة ..
استلقى على السرير و قال :
- آآه .. فقط لو كان بإمكاني الوصول إلى معلوماتها ..
لمعت فكرة في ذهن جيهوب فأسرع و جلس قرب جيمين على الأريكة و قال :
- جيمين-ااه .. ألم يقم أحد أصدقائك مرة باسترجاع كامل ملفاتك من الحاسوب بعد أن ضاعت بسبب فيروس قوي ؟
شرد ذهن جيمين للحظات ثم ابتسم و قال :
- آآآه تقصد هيونغ جون ؟ صحيح .. لقد درسنا معا لكنه تخصص في الهندسة .. إنه حقا بارع في كل ما يتعلق بالتكنولوجيا ..
اقترب منه جيهوب أكثر و قال بعينين لامعتين :
- و هو بارع في القرصنة و الاختراق أليس كذلك ؟
- بالطبع إنه كذلك .. يستطيع اختراق أي .. مهلا هيونغ ..ما الذي تفكر به ؟
- بالضبط ما تفكر به الآن ..
وقف جيمين و قال :
- لا لا مستحيل .. هذا أمر غير قانوني و لا يجوز هيونغ ..
سحبه جيهوب ليجلس و قال :
- ليس و كأنه سيخترق البنك الدولي ، إنها فقط بيانات مدرسة ثانوية ، و لن يتأذى أحد .. كل ما أريده هو عنوان مي يونغ ..
- لكن هيونغ ..
أمسك جيهوب بيدي جيمين و قال بنبرة مختلفة :
- أرجوك جيمين-اه .. أنتي أملي الوحيد في إيجادها .. أنا حقا .. إذا لم أطمئن عليها سيجن جنوني .. أرجوك ..
حاول جيمين تجنب نظرات جيهوب التي فطرت قلبه فهو كان يخشى أن يقع في المشاكل مرة أخرى إذا قابل الفتاة التي أسرت قلبه ، لكن جيمين شخص رهيف الإحساس و لا يقوى على مقاومة طلب أصدقائه ، بعد صمته للحظات قال :
- آآه حقاا .. حسنا سأطلب منه ذلك ..
توسعت عينا جيهوب غير مصدق و قال :
- حقا ؟؟
- نعم نعم .. آآه يا إلهي .. أنا حتى لا أصدق أني قلت ذلك
ارتمى جيهوب على جيمين يضمه بقوة و هو يضحك بحماس بينما كان جيمين يضحك و يطالب جيهوب بالابتعاد عنه ، في تلك اللحظة دخل شوقا ليجدهما على تلك الحال فظل واقفا ينظر إليهما نظرات مريبة ، حتى قاطع مزاحهما بصوته الناعس :
- ما الذي تفعلانه بحق الله ؟
سوى كل منهما جلسته بعد أن تفاجئا بدخوله دون شعورهما فقال جيهوب ضاحكا :
- نحن نلعب فقط .. أليس كذلك جيميني ؟
- ها ؟ .. نعم .. صحيح
ظل شوغا ينظر إليهما باشمئزاز ثم هز كتفيه و اتجه إلى سريره حيث استلقى و هو يتمتم بهمس ثم دفن رأسه في هاتفه .
تبادل جيمين و جيهوب النظرات ثم وقفا يغادران الغرفة ليجدا رابمون مباشرة أمامهما مما فاجئ كلا منهما ..
جيهوب : آآه غامتشاغي !.. أووف لقد أخفتني !
جيمين : هيونغ ما الذي تفعله قرب الباب ؟
كان رابمون واقفا يرتدي نظاراته الطبية الدائرية و شعره المبعثر ، يحمل كاميرا رقمية محطمة بين يديه ..
رابمونستر : آسف .. كنت على وشك الدخول .. هل يونغي هيونغ في الداخل ؟
جيهوب : نعم .. أليست هذه الكاميرا التي اشتريتها حين خرجت رفقة جاكسون ؟ ياا هل دمرتها مرة أخرى ؟
قال رابمونستر متدمرا : أنا فقط كنت أريد تدوير العدسة !
ثم أسدل رأسه و قال بصوت شبه هامس و لطيف :
- لكن .. تحطمت فجأة .. أريد أن يساعدني يونغي هيونغ على إصلاحها ..
أفسح له جيمين الطريق ليدخل و هو يقول :
- أيقووو أيقووو .. متى سيتوقف هذا الهيونغ عن تدمير الأشياء ؟
دخل الاثنان إلى غرفة جيمين حيث راسل هذا الأخير صديقه و طلب منه إيجاد أي فتاة تدعى مي يونغ تدرس بالسنة الثانية بالثانوية التي سبق و أخبرته عنها ، طمأنه بأنه سيرسل صورا لفتيات يحملن نفس الإسم بما أن جيهوب لا يعلم اسمها العائلي ، ظل جيهوب يتقلب على سرير جيمين و هو يحس أن الثوان تصبح دقائق بل ساعات ، فليس هناك ما هو أشد صعوبة من الانتظار بقلب يكاد ينفجر شوقا ، أما جيمين فكان هادئا منغمسا في قراءة تعليقات الأرميز على التويتر حتى أخافه جيهوب حين صاح :
- آآآه حقا .. لما تأخر صديقك هكذا ؟ أيعقل أنه نسي ما طلبته منه ؟
أجابه جيمين و هو لا يزال مركزا على هاتفه :
- اصبر هيونغ .. فلو كنت تعلم اسم عائلتها لسهلت عليه الأمر..
ثم التفت إلى جيهوب و رمقه بنصف نظرة قائلا :
- كيف يمكنك أن تواعد فتاة لا تعلم حتى اسمها العائلي ؟
- أي مواعدة ؟ .. فأنا لم أعترف لها بعد .. حسنا اعترفت لكن ليس بطريقة مباشرة ..
قاطع حديثهما صوت رسالة على هاتف جيمين ، تبادل الاثنان النظرات ثم فتح جيمين الرسالة حيث وصله ملف بالكثير من الصور ، خطف جيهوب الهاتف من يد جيمين و شرع يقلبها و عيناه تتوقان لرؤية ملامح مي يونغ ، استمر في ذلك لدقائق عديدة لكنه لم يجد صورة مي يونغ حتى أنه أعاد رؤية الصور مرة أخرى ..
كان جيمين يتابع ملامح جيهوب و هو يقلب الصور بعينين واسعتين و كأنه يحاول أن يمنع عيناه من خداعه ، انفطر قلبه لرؤيته على تلك الحال و أيقن أن حبه لتلك الفتاة ليس مجرد نزوة عابرة ، فيحب الهاتف من يده و قال مبتسما :
- ربما قد تكون انتقلت لمدرسة أخرى بما أنها اختفت فجأة ..سأطلب من هيونغ جون أن يبحث في ملفات الطالبات السابقات
- حقا جيمينااه !! آآه شكرا لك ..
راسل جيمين صديقه مرة أخرى فوعده أنه سيبحث بعد أن ينهي عمله ، ما يعني أن يعيش جيهوب في نار ريثما تصله الصور ..
و بعد ساعات من الانتظار وصلت الصور أخيرا ، أخذ جيهوب الهاتف يقلب الصور بسرعة و قلبه يكاد يخترق قفصه الصدري ، كان يسمع صوتا يخبره أنه لن يجد الصورة كما لم يجدها في الصور السابقة لكنه كان متشبتا بشعلة الأمل الصغيرة التي تخبره أنه سيجدها و سيذهب إلى رؤيتها ليطمئن عليها و يضمها إليه بقوة ..
بينما كان يمرر الصور ارتأت له ملامح مألوفة ، توقف إبهامه عن الحراك و تجمد تنفسه ، أعاد الصورة ليتأكد أن من رآها هي نفسها مي يونغ ، و قد كانت بالفعل هي بابتسامتها الملائكية و عينيها الكبيرتان ، ظل شاردا في الصورة إلى أن أيقظه جيمين و خياله قائلا :
- هيونغ .. هل وجدتها ؟
ابتسم بسعادة و قال :
- إنها هي !
أخذ جيمين يدقق فيها النظر ثم قال بصوت ساحر :
- أوووه .. جميلة جدا
- يااا ! توقف عن النظر إليها و أرسل له بسرعة ! هيا هيا !
- حاضر حاضر ..
وصلت رسالة بعنوان منزل مي يونغ إلى جيمين فأعاد إرسالها لجيهوب الذي ما إن حصل على العنوان حتى ركض مغادرا الغرفة بحماس و قال :
- كوماوايوو جيمين-ااه .. أنت حقا رائع .. أحبك جدا جدا !!
ابتسم جيمين و قد اشتعلت خذاه احمرارا و قال بصوت هامس بعد أن غادر جيهوب الغرفة بالفعل :
- آآه .. هذا الهيونغ .. يستمر في إحراجي ..
ألقى بهاتفه و دخل ليستحم ، في تلك الأثناء غير جيهوب ملابسه بسرعة بينما كان رابمون يراقبه باستغراب فقد مر وقت طويل لم يره بذاك الحماس حتى أنه سقط مرات عدة و هو يحاول ارتداء ملابسه من شدة إسراعه ، أما شوغا فكان مشغلا بإصلاح كاميرا رابمونستر و ربما لم تجاهل جيهوب لأنه معتاد على تصرفاته ..

كنت في انتظاركحيث تعيش القصص. اكتشف الآن