البارت الخامس

4.3K 431 106
                                    

وصل جيهوب إلى الحي المنشود ، كان يمشي بين شوارعه يحاول إيجاد الحديقة العمومية للحي ، لكن المكان كان مريبا و مخيفا ، لم يكن هناك أي علامة على وجود الحياة في ذلك الحي ، لا أطفال صغار يمرحون في الشوارع و لا كبار السن يلقون التحية و لا حتى سيارات تمر من ذاك المكان، يبدو كمقبرة عصرية أكثر من كونه حيا ، شعر جيهوب بالقلق و انتابه شعور بالخوف لكن عزيمته على مواجهة مخاوفه جعلته يكمل طريقه فقد سئم من اقتران صفة الخوف و الهلع به دائما ..

أخيرا وجد الحديقة لكنه تفاجئ بالسياج يحيطها و بلافتة تحذر من الدخول أمام السياج .. وقف مكانه يحاول استيعاب ما يحصل معه :

- ما هذا ؟؟ أربما أغلقت الحديقة هذا الأسبوع ؟ أم .. أيعقل أنه تم التلاعب بي !!

- أوبااااا !

قفز جيهوب من مكانه حتى أنه أطلق صرخة و ما إن التفت ليرى الفتاة صاحبة القبعة الحمراء تطل من وراء السياج حتى وقف يتشبت بعمود اللافتة و هو يمسك قلبه من شدة خفقانه :

- آآآه يا فتااة .. ستتسببين لي في سكتة قلبية ذات يوم ..

- أوبس .. أنا آسفة .. لقد تفاجئت فقط برؤيتك هنا ..

- و.. ولكن ما الذي تفعلينه هناك ؟ ألم تقرئي اللافتة ؟ الدخول محظور

ضحكت و قالت :

- لا تقلق لقد تعودت على المجيء إلى هنا قبل أن يغلق ، لا أحد يحرس المكان لهذا لا تخف يمكنك الدخول..

قال جيهوب بتذمر :

- أنا لست خائفا ! أنا فقط مواطن صالح أحترم القوانين

- أظن أنه لا بأس بخرق القوانين إذا كان ذلك لن يؤذي أحدا .. هيا أوبا..

التفت حوله يمينا و يسارا ثم تشجع و قفز و تشبت بالسياج ثم دخل من الفتحة الموجودة به ليجد نفسه داخل حديقة عمومية بها أشجار عملاقة و أعشاب فاقت مستوى الكراسي ، يبدو أنه مر وقت طويل و الحديقة مغلقة بما أن الأعشاب لم يتم زجها ..

كان هناك بعض ألعاب الأطفال و أرجوحة بلوح مكسور ، جلس الاثنان على كرسي ثم نزع جيهوب قناعه فقال لها :

- كيف تعرفتي علي رغم أنني أرتدي قناعا ؟

- يمكنني أن أعرفك بين حشد من الناس

ابتسم جيهوب بسعادة و قال :

- حقا ؟ يبدو أنك حقا من معجبيني ..

صمت الاثنان للحظات ثم قالت الفتاة :

- لا بد أنك كنت مشغولا أوبا لهذا لم تأتي

- ها؟ آآه .. لازلت مشغولا .. أنا فقط كنت مارا من هنا .. فكرت في إلقاء نظرة ..

- آه حقا ؟ لكني كنت متأكدة بأنك ستأتي .. كنت في انتظارك ..

كنت في انتظاركحيث تعيش القصص. اكتشف الآن