وصل جيهوب إلى الحي المنشود ، كان يمشي بين شوارعه يحاول إيجاد الحديقة العمومية للحي ، لكن المكان كان مريبا و مخيفا ، لم يكن هناك أي علامة على وجود الحياة في ذلك الحي ، لا أطفال صغار يمرحون في الشوارع و لا كبار السن يلقون التحية و لا حتى سيارات تمر من ذاك المكان، يبدو كمقبرة عصرية أكثر من كونه حيا ، شعر جيهوب بالقلق و انتابه شعور بالخوف لكن عزيمته على مواجهة مخاوفه جعلته يكمل طريقه فقد سئم من اقتران صفة الخوف و الهلع به دائما ..
أخيرا وجد الحديقة لكنه تفاجئ بالسياج يحيطها و بلافتة تحذر من الدخول أمام السياج .. وقف مكانه يحاول استيعاب ما يحصل معه :
- ما هذا ؟؟ أربما أغلقت الحديقة هذا الأسبوع ؟ أم .. أيعقل أنه تم التلاعب بي !!
- أوبااااا !
قفز جيهوب من مكانه حتى أنه أطلق صرخة و ما إن التفت ليرى الفتاة صاحبة القبعة الحمراء تطل من وراء السياج حتى وقف يتشبت بعمود اللافتة و هو يمسك قلبه من شدة خفقانه :
- آآآه يا فتااة .. ستتسببين لي في سكتة قلبية ذات يوم ..
- أوبس .. أنا آسفة .. لقد تفاجئت فقط برؤيتك هنا ..
- و.. ولكن ما الذي تفعلينه هناك ؟ ألم تقرئي اللافتة ؟ الدخول محظور
ضحكت و قالت :
- لا تقلق لقد تعودت على المجيء إلى هنا قبل أن يغلق ، لا أحد يحرس المكان لهذا لا تخف يمكنك الدخول..
قال جيهوب بتذمر :
- أنا لست خائفا ! أنا فقط مواطن صالح أحترم القوانين
- أظن أنه لا بأس بخرق القوانين إذا كان ذلك لن يؤذي أحدا .. هيا أوبا..
التفت حوله يمينا و يسارا ثم تشجع و قفز و تشبت بالسياج ثم دخل من الفتحة الموجودة به ليجد نفسه داخل حديقة عمومية بها أشجار عملاقة و أعشاب فاقت مستوى الكراسي ، يبدو أنه مر وقت طويل و الحديقة مغلقة بما أن الأعشاب لم يتم زجها ..
كان هناك بعض ألعاب الأطفال و أرجوحة بلوح مكسور ، جلس الاثنان على كرسي ثم نزع جيهوب قناعه فقال لها :
- كيف تعرفتي علي رغم أنني أرتدي قناعا ؟
- يمكنني أن أعرفك بين حشد من الناس
ابتسم جيهوب بسعادة و قال :
- حقا ؟ يبدو أنك حقا من معجبيني ..
صمت الاثنان للحظات ثم قالت الفتاة :
- لا بد أنك كنت مشغولا أوبا لهذا لم تأتي
- ها؟ آآه .. لازلت مشغولا .. أنا فقط كنت مارا من هنا .. فكرت في إلقاء نظرة ..
- آه حقا ؟ لكني كنت متأكدة بأنك ستأتي .. كنت في انتظارك ..
![](https://img.wattpad.com/cover/124291028-288-k778635.jpg)
أنت تقرأ
كنت في انتظارك
Fanfictionيعيش جيهوب حياته الاعتيادية في هدوء إلى أن يلتقي بمعجبة ليست كغيرها من المعجبات .. لقائهما لم يكن صدفة ، فقد كانت في انتظاره منذ وقت طويل ..