كنت في انتظارك

البارت العاشر

صباح الغد تناول أعضاء الفرقة الفطور في صمت على غير العادة ، أعين تتجنب التواصل و أفواه لا تفتح إلا لتناول الطعام رغم الشهية المفقودة ، أيدي تعبث في الصحون معبرة عن انشغال البال ..

قاطع ذلك الصمت دخول مدير الأعمال إلى المسكن مبتسما بابتهاج و قال لجيهوب :

- جيهوبي .. حين تنهي فطورك لاقني في الأسفل .. فالمدير يريد رؤيتك ..

تبادل الجميع النظرات بينما توسعت عينا جيهوب و أحس بنبضه يرتفع شيئا فشيئا ، قال بارتجاف :

- ألم يقل ما الذي يريده ؟

- اممم .. لا لم يقل شيئا ..

أحس الجميع بالقلق مما جعلهم يتوقفون عن الأكل، باستثناء رابمون الذي ظل تابثا يتناول طعامه ، شعر جيهوب بالغضب و ملأ قلبه الحقد اتجاه رابمون بسبب تعبيره عن الارتياح رغم ما يمر به ، بل حتى باقي الأعضاء أبدوا استغرابهم من هدوئه ..

لا يزال جيهوب لا يستطع نسيان الطريقة التي تعامل معه رابمون بها البارحة و كيف شكك في كلامه أمام الجميع ..

دفع كرسيه و هو يراقب رابمون بنظرات مشتعلة و غادر إلى غرفته ليغير ملابسه ، كان الخوف يتآكله أكلا ، الأمور لم تهدأ بعد و الشركة لم تدلي بعد بأي تصريح و ها هو بي دي نيم يطلب رؤيته بهذه السرعة بعد أن طلب منه عدم مغادرة المسكن ، خالجته أفكار كثيرة لم تكن أي منها أفضل من الأخرى ، خطر بباله إجباره على حضور حصص لدى طبيب نفسي أو ربما حتى إلى مصحة عقلية ، و الأسوء إذا قرر بي دي نيم استبعاده من الفرقة ..

وصل جيهوب إلى الشركة فكانت ضربات قلبه تزداد حدة كلما اقترب من باب المكتب ، أخيرا دخل و جلس بعد أن آذن له المدير بذلك ، جعلته تعابير وجهه البشوشة يرتاح نوعا مما يبشر بحسن مزاجه ..

استوى المدير على كرسيه و قال :

- ربما تتساءل لما طلبتك بهذه السرعة ..

- في الواقع .. نعم ..

- أردت أن أطلعك أننا وجدنا الحل لمشكلتك ..

انفرج ثغر جيهوب عن ابتسامة كانت قد غادرت محياه منذ فاجعة المقال و تنفس الصعداء بما أنه لم يسمع ما كان يتوقع سماعه ، ليتفاجئ بالمدير يضع مجموعة أوراق أمامه على المكتب و يتابع :

- ستمثل في دراما ويبتون .. هذا هو النص قم بمراجعته و ابدأ في حفظه فستبدأ التصوير بعد ثلاثة أيام ..

ظل جيهوب فارغ التعبير لا يعلم ما الذي عليه قوله و كيف من المفترض أن تكون رده فعله ، لم يستطع عقله استيعاب العلاقة بين مشكلته و بين التمثيل فجأة ، بدأ يتمتم محاولا طرح سؤال ثم أوقفه المدير ..

- أعلم .. أنت تفكر ما دخل هذا بهذا .. حسنا سأخبرك .. سنصدر بيانا نخبر فيه أنك ستشارك في دراما ويبتون كنوع من إظهار المواهب المتعددة لأعضاء الفرقة ، و قد كان من المقرر ترك الأمر مفاجئة للمعجبين لكن المجلة فضحت الأمر و أفسدت المفاجئة بعد أن ضبطك أحد مصوريها تتدرب على النص في نهر الهان.. لماذا اخترت نهر الهان و في صباح باكر ؟ هذا طبيعي .. لتصفية ذهنك و التركيز جيدا ..