ركب الجميع السيارة الكبيرة بينما تكفل جين بالسياقة ، كان ضجيج الماكنيز يهزها هزا بينما يطلب منهم رابمونستر التزام الصمت من وقت لآخر كي يتجنبوا لفت الانتباه ..
قال جيهوب :
- و لكن .. لما فجأة مدينة الملاهي ؟ هل هناك مناسبة لا أعلم عنها ؟
قال جيمين و هو يشرح بكلتا يديه بلطافة :
- بما أن مي يونغ تريد الرحيل فكرنا في إهدائها وقتا ممتعا حتى يكون آخر شيء تتذكره هو لحظاتها المرحة و الجميلة معنا و معك هيونغ ..
شعر حيهوب بالسعادة لتفكير الأعضاء في إسعاده هو و فتاته بغض النظر عن كونها شبحا ، التفت إلى مي يونغ التي كانت تبتسم بسعادة حتى تلألأت عيناها ،ثم قال :
- نحن حقا شاكرين لكم شباب ..
قال رابمونستر الذي كان جالسا في المقعد الأمامي قرب جين :
- لابأس .. فسعادتك هي سعادتنا هوبي ..
تعالت أصوات الماكنيز لشاعرية رابمون المفاجئة قبل أن يحدق فيهم شوغا بأعين جاحظة جعلتهم يلتزمون الصمت إلى أن وصلوا ..
اتصل رابمون بصديقه الذي فتح له بوابة المدينة حتى دخلوا بسيارتهم ثم ألقى التحية عليهم و أرشدهم إلى الألعاب ، كان المكان خاليا من الحشود و لا يوجد غيرهم مما جعلهم يحسون أنهم يملكون العالم بما أنهم سيستمتعون بمفردهم دون تركيز عدسات الكاميرات عليهم أو مراقبة الناس لهم ..
ركبوا السيارات الصغيرة و استمر كل من جيمين و تاي بالاصطدام بسيارة جيهوب و مي يونغ بينما كان جين يتذمر من سياقة رابمونستر الرديئة حيث استمر في الاصطدام بالحافة و الالتفاف حول نفسه فقط ، أما كوكي فقد كان يسوق ببراعة بينما يجلس شوغا بجانبه و يطلق ضحكة انتصار كلما تمكنوا في تفادي ضربات جيمين و تاي ، من يراه لن يتصدق أنه نفس الشخص الذي كان كارها للخروج من البيت قبل لحظات ..
جربوا الكثير من الألعاب حتى وقف الماكنيز أمام الرجوحة الأفعوانية يريدون ركوبها ، رفض جيهوب في البداية لكنه وافق على الانضمام إليهم بعد أن أضرت مي يونغ على رغبتها في الركوب ..
كانت مي يونغ تحاول كتم ضحكتها كلما التفتت و رأت ملامح جيهوب الفارغة و كأنه يساق إلى الموت ، ما إن بدأت العربات في التحرك حتى تشبت جيهوب بالأحزمة و أطلق صرخات بدون انقطاع حين أصبحوا معلقين في الهواء ثم انهوت العربات تحصد الطريق السلس الملتوي ، كلما أبطأت سرعة العربات و ظن جيهوب أنها النهاية تباغته و تسرع من جديد لتلتوي في حركات بهلوانية جعلت جيهوب يحس أنه يتخبط في السماء ..
نزلوا من الأرجوحة بصراخ معبرين عن حماسهم باستثناء جيهوب الذي كان شاحب اللون كمن عاد من الموت لتوه ، سخر الأعضاء من صراخ بينما كانت مي يونغ تضحك حتى أذرفت دموعا من شدة الضحك..
جلس الجميع يرتاحون في الحديقة الصغيرة و هم يشاهدون السماء المليئة بالنجوم ، بينما اعتزل عنهم جيهوب غير بعيد بجانب مي يونغ ، كانا يتابعان تتالي الشهب في السماء بصمت ثم قالت مي يونغ :
- أوبا ..
- نعم
- أشكرك كثيرا على هذه اللحظات الجميلة التي منحتني إياها .. بفضلك و بفضل باقي الأعضاء أنا حقا سعيدة الآن .. كنت حقا خائفة من خطوة الرحيل .. لكني الآن لم أعد أشعر بأي خوف .. كل ما أشعر به هو السعادة ..
التفت إليها جيهوب يحدق في ملامحها مطولا ثم قال :
- هل أعتبر هذا وداعا ؟
ابتسمت ثم قالت :
- أوبا .. أرجوك .. عدني بأنك ستعيش سعيدا ، لن تعاني بعد رحيلي و ستكمل حياتك كما يجب ، عدني أنك ستستمر في الابتسام لأن ابتسامتك حقا تعني الكثير للكثير من الأشخاص ، و قد تغير الكثير في حياته كنا غيرت حياتي ..
صمت جيهوب لعجزه عن منح مي يونغ وعد كذاك فهو يعلم تماما أنه من الصعب عليه أن يعود كما كان بعد رحيلها ، من الصعب أن يبتسم و هي غير موجودة في حياته ، من الصعب ألا يحزن على فراقها ..
قاطعت مي يونغ صمته :
- أرجوك أوبا .. عدني كي يرتاح بالي ..
قال جيهوب بصوت متقطع :
- أنا .. أعدك ..
ابتسمت مي يونغ ثم ارتمت في حضنه و قالت :
- أريدك أن تستمر في صنع كلمات جميلة تستمر في التألق و تنشر السعادة ، حتى و إن رحلت و لم تعد تراني سأكون دائما بجانبك أراقبك من مكان بعيد ..
ضمها جيهوب إليه بقوة و هو يكافح دموعه و قال :
- أنا لن أنساك أبدا مي يونغ .. ستظلين دائما في قلبي .. أشكرك لأنك ظهرت في حياتي ..
كانت مي يونغ تحاول منع دموعها من كشف ضعفها لكنها خانتها فسالت كالسيل من عينيها ، وقفت ثم ابتسمت رغم دموعها و قالت :
- حسنا أظن أنه علي الذهاب ..
وقف جيهوب عاجزا عن الكلام يتمنى لو يستطيع منعها و التمسك بها ، لكن مصلحتها تحلو بينه و بين ذلك ، رأى الأعضاء جيهوب واقفا فوقفوا بدورهم و اقتربوا منه يتساءلون ما الذي يحدث ، نظرت مي يونغ إلى الأعضاء و قالت :
- أرجوك أخبرهم أني شاكرة لهم من كل قلبي لأنهم منحوني لحظات سعيدة و قبلوني بينهم ..
نزلت الدموع من عيني جيهوب فقال و هو يتجنب النظر إلى الأعضاء :
- مي يونغ تشكركم لأنكم منحتموها لحظات سعيدة .. و لأنكم قبلتموها بينكم ..
كانت تعابير الأعضاء جادة أو عابسة أكثر ، قال رابمونستر :
- بصفتي قائد الفرقة .. أريد أن أشكرك أيضا على إسعاد جيهوبي خلال المدة التي قضيتها معنا ..
ابتسمت مي يونغ ثم قالت لجيهوب :
- أوبا .. لا تنسى أبدا .. حين تشعر بأنك تود الإستسلام .. فقط تذكر الشيء الذي جعلك تبدأ الأمر .. فقط تذكر الهدف الذي تحملت طويلا لأجله ..
حرك جيهوب رأسه بسرعة و قال :
- حسنا سأفعل ..
- أحبك أوبا ..
- أنا أيضا .. أحبك ..
وقفت مي يونغ غير بعيدة عن الأعضاء كانت عيناها الكبيرتان المليئتان بالدموع مقيدتان بملامح جيهوب البائسة ، ثم أغلقت عينيها بروية لثوان فجأة سطع ضوء قوي من جيمع أنحاء جسدها النحيف ، فظهرت صورة مي يونغ و لأول مرة للأعضاء الذين انذهلوا بما رأوه أمامهم ، بدأت صورتها تختفي شيئا فشيئا و قبل أن تختفي كليا فتحت عينيها و نظرت إلى جيهوب و ابتسمت بطفولية ، كانت تلك الابتسامة آخر شيء رآه جيهوب و الأعضاء يخص مي يونغ قبل أن تختفي كليا بدون أثرو كأنها لم تكن يوما موجودة ..
كان الأعضاء مصدومين من تمكنهم لرؤية مي يونغ في لحظات انتقالها للعالم الآخر ، صرخ جيمين :
- وااااه دييباك .. ما الذي .. ما الذي رأيناه للتو ؟ هل كان حقيقة ؟.
قال جين :
- يا إلهي .. إنها حقا .. جميلة ..
ظل جونغكوك يحدق بعينيه فقط في صدمة بينما انهار جيهوب على ركبتيه يبكي بحرقة ، لم يستطع الأعضاء الاقتراب منه أو مواساته ، فهم يعلمون أنه مهما فعلوا لن يتمكنوا من مداواة الألم الذي يشعر به جيهوب في تلك اللحظة ، فكل ما يحتاج إليه هو البكاء و النحيب لعله يفرغ شيئا من الأمل الذي يعتصر قلبه ..
عاد الجميع إلى المسكن بعد أن هدأ نحيب جيهوب ، ما إن دخل حتى أسرع إلى غرفته دون قول شيء و ارتمى على سريره بمعطفه و دفن وجهه في الوسادة ليخفي دموعه ، شعر الأعضاء بالأسى عليه و آلمهم رؤيته على تلك الحال فقد كانوا يخشون أن يعود إلى الحالة الكئيبة التي كان عليها قبل أشهر ..
ظل جيهوب منكمشا في سريره يبكي لوقت طويل حتى استغرق في النوم دون وعي ، استيقظ صباحا ليجد نفسه مستلقيا على سريره بمعطفه و الغطاء على قدميه ، لا بد أن شوغا وضعه عليه كي لا يشعر بالبرد ليلا ، التفت لوجد سرير شوغا خاليا و مرتبا ، سحب الساعة من فوق الطاولة فوجد أنها العاشرة صباحا ، نهض من سريره و خرج من الغرفة و استغرب من الصمت المخيم على المسكن ، اتجه إلى المطبخ فوجد ورقة معلقة على الثلاجة كتب عليها ملاحظة ..
"هوبي هيونغ ! سنذهب إلى التدريب اليوم بدونك ..
فقط ارتح و احظ بالنوم ..
موني هيونغ سيتدبر لك عذار ..
ملاحظة : لا تتناول كيس البطاطا الموجود في الدرج في الأسفل .. إنه لي
شيم شيم "
ابتسم جيهوب ابتسامة خافتة ثم أرجع الورقة إلى مكانها و جلس على الطاولة حيث ترك له جين فطوره ، حدق بلفائف البيض المقلي للحظات و هو يتذكر كيف كانت مي يونغ تحب الطعام الذي يعده جين ، فشرع يأكله رغم أنه ليس لديه أي شهية للأكل حتى بدأت دموعه في الانهمار بصمت ، مسحها ثم قال محدثا نفسه :
- لا يجب أن أبكي .. لقد وعدتها .. لقد وعدتها ..
استمر في التهام الطعام حتى أنهاه و هو يكبح دموعه كان يحاول شغل نفسه بأي شيء كي لا ينهار مرة أخرى و يضيع في حزنه ، وقف و فتح الخزانة في الأسفل يقلب عن اي شيء يؤكل ، فلمح كيس البطاطا سحبه و مزقه و أخذ يأكل منه و هو يتجول في المسكن ، حتى وقف أمام سلالم العلية فتجمدت قدماه ، و بتلقائية صعد إليها و دخل الغرفة التي لا تزال كما تركتها مي يونغ البارحة ، لا يزال بإمكانه شم عبيرها و يتمنى لو تلتفت ليجدها واقفة ورائه فتبتسم كما اعتادت أن تفعل ، لكنه التفت و لم تظهر لأنها بكل بساطة قد رحلت .. و إلى الأبد .
جلس على الأرض متكئ على السرير يبكي كالطفل الصغير و هو يقول :
- آسف مي يونغ .. وعدتك .. لكن الأمر حقا صعب .. إنه حقا مؤلم مي يونغ.. إنه مؤلم ..
في المساء عاد الأعضاء إلى المسكن و دخلوا مسرعين ليتفقدوا صديقهم إن كان بخير ، دخل جيمين و جين إلى المطبخ فقال جين :
- حمدا لله لقد تناول طعامه ..
لمح جيمين باب الخزانة مفتوحا فاتجه إليها راكضا يقول :
- أوووه لا يمكن أنه فعل ..
ما إن بحث في الخزانة حتى قال متذمرا :
- آآه حقا ذلك الهيونغ ! لقد أكل كيس الشيبس خاصتي !
اتجه كل من رابمونستر و شوغا إلى الغرفة حيث وجدوا جيهوب غارقا في النوم منكمشا على نفسه ، كان واضحا أنه أمضى وقته في البكاء ..
قال شوغا بهمس :
- تبدو حالته مستقرة بعض الشيء ..
أجابه رابمون :
- أرجو ذلك ..
ربت شوغا على كتف رابمونستر و قال :
- سأذهب لأستحم ..
دخل شوغا إلى الحمام فوقف رابمون يراقب جيهوب للحظات و هو يشعر بثقل في صدره ، ثم التفت مغادرا الغرفة لكنه توقف حين رأى بعض الأوراق المتناثرة على المكتب ، اقترب منها يقلبها ليجد ورقة حيث كتب جيهوب كلمات راب أمضى يومه في كتابتها بعد أن جمع شتات نفسه ، كانت كلماتها عن قصة مي يونغ و عن ألم مفارقتها بعد أن أدخلت السعادة إلى قلبه ، قام رابمونستر بطي الورقة و وضعها في جيبه ثم غادر ..
أنت تقرأ
كنت في انتظارك
Fanficيعيش جيهوب حياته الاعتيادية في هدوء إلى أن يلتقي بمعجبة ليست كغيرها من المعجبات .. لقائهما لم يكن صدفة ، فقد كانت في انتظاره منذ وقت طويل ..