البارت التاسع

3.6K 366 44
                                    

غادر جيهوب المسكن إلى الشركة رفقة مدير أعمالهم ، كان واقفا أمام باب بي دي نيم بتوتر، لا شيء أسوء من كونه يجهل ردة فعله كيف ستكون ، تشجع في النهاية و طرق الباب و دخل بعد أن سمع صوتا يأذن له بالدخول ، أشار له المدير بالجلوس بتعابير لم يستطع جيهوب فك رموزها عله يشعر ببعض الإطمئنان ..

كان المدير بانغ مسترخيا على كرسيه و هو يقلب جهاز الأيباد بين يديه بصمت يجعل الدم يجمد في العروق ، كان ضربات قلب جيهوب تتسارع و هو يترقب تعابير وجه المدير الجافة ، أحس بالثواني تتثاقل و كان صوت نقرات المدير على الأيباد يبدو أكثر حدة ، ثم تفاجئ به يلقي اللوح على المكتب حتى انتهى به ملقيا أمامه ليرى المقال الذي نشرته المجلة، شابك أصابعه ببعضها و قال بصوت هادئ:

- أخبرني هوسوكااا .. هل تعاني من أي مشكلة عائلية ؟ هل هناك مشكلة في الفرقة ؟

تفاجئ جيهوب لنوعية السؤال المطروح عليه و قال على الفور :

- لا بيدينيم ..

- هل يقوم أحد بالفرقة بإزعاجك ؟ هل يضايقونك ؟

- بالطبع لا بيدينيم .. لا يوجد أي مشكلة بيني و بين أصدقائي ..

- إذن ما الأمر ؟ ما الذي قد يدفعك إلى الانعزال على ضفاف نهر الهان في صباح باكر وحدك و تتصرف بغرابة ؟

ظل جيهوب ملتزما الصمت فلو أخبر بي دي نيم أنه لم يكن يتصرف بغرابة و لو يكن وحده بل مع فتاة لزاد الطين بلة ، تنهد المدير بانغ بقوة و هو يستند رأسه على راحة يده ثم قال لجيهوب :

- عد إلى المسكن و لا تغادره أبدا .. إلى أن نجد حلا لهذه المشكلة .. إذا أردت شيئا فقط اطلب من مدير أعمالكم إحضاره ..

- و لكن .. ماذا عن التدريب بي دي نيم ؟

- في الوقت الراهن سيواصل الأعضاء التدريب بدونك .. و الآن عد إلى المسكن ..

كان جيهوب ينظر إلى المدير عله يتراجع عن قراره ، ربما يمكنه التوقف عن أي شيء لكن ليس التدريب ، فالرقص بالنسبة له أكثر من مجرد حركات تتبعها لتشكل رقصة في النهاية تبهر الجمهور ، الرقص حياته و الأوكسجين الذي يتنفس به ..

لكنه فقد الأمل حين لم يتحرك فؤاد المدير لنظراته المتوسلة ، فوقف و انحنى قائلا :

- كما تريد .. سأغادر الآن ..

خرج و عاد في السيارة مع مدير أعمالهم أخرج هاتفه يتفقده فوجد مكالمات فائتة من شقيقته ، و بينما كان شاردا في حركة المارة بالشوارع رن هاتفه ، تنهد حين وجد أنه رقم شقيقته مرة أخرى ، فكر في البداية في تجاهل المكالمة فليس لديه أي طاقة لشرح الموضوع ، بل لا يمكنه شرحه حتى .. لكنه أجاب حين فكر في أهله و كيف يمكن أن تبلغ درجة قلقهم عليه ..

كنت في انتظاركحيث تعيش القصص. اكتشف الآن