هـوى مُغني

529 60 129
                                    

إرتفعتْ هِتافاتُ و صراخاتِ الناسِ , و هبتْ تلك الأضواءُ في المكانِ , بينما كانت صيحاتُ الناسِ تَغلُبُ على كلِّ شيءٍ في الأرجاء لـ درجةٍ أنّ الأرض قد إهتزتْ كـ إهتزازِ الزلازالِ , و أمطرتْ السّماء بتلكَ الثلوج الإصطناعية .. بينما هو تقدم بـ حِلتهِ الجديدةِ و بـ قوامهِ الممشوقةِ و بـ ملابسِ الجانحينَ التي تناسبهُ تماماً ..

حركَ الهواءُ خُصلاتَ شعرهِ الحمراءِ لـ تظهرَ أعينهُ الحادةُ التي تتوسطها حجرين كبيران من الياقوتِ الأحمرِ , و تحوطهم أسوارٌ كثيفةٌ سوداءُ .. زادتْ عيناهُ جمالاً فوق جمالها ! بينما الأقراط السوداء الموضوعة على أذنيهِ تتراقصُ مع تراقصِ شعرهِ الأحمر , الضماداتُ التي تملئ وجههُ كما العادة تجعلهُ فاتناً أكثر من المعتادِ ..

توقفَ في ساحةِ المسرحِ الكبير , و بـ يدهِ اليمنى مكبرُ الصوتِ , قربهُ من ثغره و تكلمَ بـ صوتهِ الجهوري الذي أوقعَ الملايين بحبهِ ..

" مرحباً جميعاً , هل إشتقتم إليّ ~ ؟! " أنهى سؤالهُ بـ غمزة للمعحبين لـ تتعالى أصواتُ الفتياتِ بـ " أجل " و البعض منهم قد فقد الوعي بـ الفعل .

" أعزائي , كما تعلمون جميعاً حدثتْ العديدُ من المشاكلِ لـ إبتعادِ عن الغناء و أحدُ أسبابها واضح للغاية .. كون حبيبتي و سارقةَ قلبي قد إنفصلتْ عنيّ .. " إترجفتْ شفتيهُ معلنةً عن بدأهِ البكاءَ , حتى أنّ عيناهُ قد ظهرت بها تلك الطبقةُ الكريستاليةُ . إبتلعَ تلك الغصةَ التي تشكلتْ في طياتِ قلبهِ و تابعَ كلامهُ " و لكن هذا لا يهمني بعدَ الآن . لذا , أنا أقفُ هنا لـ أخبركم بـ قراري النهائي !! "

أخذَ نفساً عميقاً و زفرَ في حين ترعرعتْ شفتيهِ بـ إبتسامةٍ كافيةٍ لـ نقل الفتيات إلى المشفى بـ حالةٍ طارئةٍ , لـ ينطقَ ثغرهُ بـ كلماتٍ قد باحَ بها قلبهُ قبل شفتيهِ " أنا سوف أعتزلُ الغناءَ إلى الأبد . هذه هي آخرُ مرةٍ سوف أكونُ فيها واقفاً هنا , فقط مِن أجلها . من أجل من سرق قلبي طوال سنين حياتي .. من أجلها سوف أتخلى عن حلمي بـ الغناء لأنها و بـ كلِّ بساطةٍ حلمي الوحيد و قلبي النابض فـ هل يعيشُ الشخصُ من دون قلبهِ يا ترى ؟! , سوف أهديها هذه الأغنيةَ الاخيرةَ .. لذا رجاءاً يـو , تمنعي النظر بي لأنّي في طريقي إليك , حتى لو كنتُ في أخرِ العالمِ أنا قادمٌ إليكِ , يا من سرق قلبي إسمعي صوتي و كوني بـ جانبي إلى الأبدُ " انهى كلامهُ الذي كان في قلبهِ طيلةَ الثلاثِ أشهرٍ الماضية لـ تتعالى هتافاتُ الفتيات و بكائهن لـ رومانسيةِ مغنيهم الرقيق ..

ثم أخذ وضعتهُ بـ الغناءِ و بدأ بـ غناءهِ بـ صوتهِ الذي يطربُ المسامعَ و كـ أنّهُ قام بـ إبتلاعِ آلةٍ موسيقيةٍ في طفولتهِ ..

تقدمي بـ إتجاهي♪.. أنا محظوظٌ لأنكِ كـ النعيم بـ رفقتي ..

بـ وجودكِ معي تحولين كل شيءٍ إلى أفضلِ ~

Short Stories حيث تعيش القصص. اكتشف الآن