المجهول العاشـ~ـق

516 52 91
                                    

" أُريدُ أن أُنهي الليلَ بين يديكِ و استيقظَ لـ النظرِ إلى عينيكِ !! " .

هذا كان كلامهُ لها الذي كان صَادماً بشدةٍ , لقد كان كـ وُقُعِ الصاعقة التي وقعتْ على كيانها , كان كافياً لـ جعلها مندهشةً كـ فتاةٍ تلقتْ إعترافاً غيرَ مباشرٍ من قِبَلِ مجهولها العاشق على شكلِ رسالةٍ مليئةٍ بـ رائحةِ الورد التي لطالما أحبتها ..

و كمْ تمنت أن ترى و تتعرف على مجهولها العاشقِ هذا و لو للحظةٍ تُذكر , حتى تتعرف على من سرقَ قلبها بـ رسائلهِ الفاتنة و كلماتهِ المعبرةِ عن عشقهِ العميق لها ..

' حتى لو كانَ غولاً أو حتى شبحاً أو وحشاً بشعاً طويلَ الساقين و اليدين أو حتى قاتلاً عصبياً , أريدهُ فقط أن يكونَ بـ جانبي و يشاركني حبيّ و حياتي .. '

كانت هذه كلامتها , لحظة إدراكها لـ حبها الدفين لـ مجهولها العاشق . هي أرادتهُ لـ نفسها , أرادتْ حبهُ لها وحدها , أرادتْ أن تسمعَ أشعارهُ و كلامهُ بـ شفتيهِ بدلاً من كلماتٍ مكتوبةٍ على ورقٍ أبيض كـ زهرةِ النرجس البيضاء .. فـ هل يعتبر هذا أنانيةً يا ترى ؟

فـ مَن ذاق مرّ الحياة و آقساها سوف يعلمُ عن أيام معاناتها ..

فـ أين خطأها إنّ أرادتْ القليل من سعادة سمعت عنها من أحدهم , مجهولةٌ هويتها , حُرمتْ منها ؟! ..

.
.
.

إلتفتتْ حول المكانِ ببطئٍ شديد , هي كانتْ قد وصلتْ منذ لحظاتٍ إلى المكانِ الذي يتمُ وضع به تلك الرسائل الغرامية لها .. و هو [ خزانةُ المدرسة ] .

تعالتْ دقاتُ قلبها كـ علوِ دقاتِ الطبولِ القوية , كيف لا و هي سوف ترى مجهولها العاشق ؟! .

أختباتْ فوق الخزانةِ العالية و جلستْ كما تجلسُ القطة المتربصةُ بـ فريستها الدسمة الموجودة أمامها , عيناها الذهبيةُ تلمعُ كـ قطعةٍ نقديةٍ أسفل ضوءِ الشمس الساطعة , تحولتْ خصلاتُ شعرها الأشقر الباهت إلى لونٍ لا يستطيعُ المرء وصفهُ أو صياغتهُ بـ الكلمات فـ هو سوف يحتاجُ إلى سنيناً من عمرهِ و حياته لـ وصفهِ بـ كلماتٍ توفيهِ حقهُ . 

أنزلت نفسها أكثر و حدقتْ بـ الغريبِ الذي ظهر و هو يسيرُ بـ خطواتٍ سريعةٍ نحو الخزائن , تحديداً عند خزانتها . عضتْ على شفتيها الوردية مانعةً صرختها من الخروج , فـ أخيراً إلتقت بـ مجهولها المعشوق !! .

وقف هو , أمام خزانتها ذات الرسوم اللطيفة عليها . بـ معطفه الأسود و القبعة المتصلة بهِ , لن و لم يستطع أن يتعرف المرءُ عليهِ من شكلهِ و رأسهِ مُخبئاً وجههُ بـ شكلٍ ممتازٍ .. و يا لفرحتها حينما علمتْ بـ أنهُ بـ نفسِ مستواها الدراسي من الحذاء المخصص لـ طلابِ السنةِ الأولى الذين يرتدونهُ .

Short Stories حيث تعيش القصص. اكتشف الآن