مُجرد حُبٍّ.

303 37 63
                                    

هبط الثلجُ عليهما ببطءٍ، تناثرت حباتهُ البيضاءُ عليهما بلطفٍ، رياحُ العاصفة لم يُفارقهما !

طفلة بل أجملُ من طفلة !

أحلى من قمرٍ يتدلى، بسماءٍ سوداءٍ طلة ..

بائعةُ الزهورِ صباحاً، و مساءً بائعةُ للقتلِ !

أمالت رأسها لهُ، إبتسامةٌ نقيةٌ جعلت من قلبهُ يؤلمهُ، انتفض قلبهُ و اتسعت مُقلتاهُ حينما شعر بنيةِ قتلٍ عنيفةٍ منها، و كردة فعل لا إرداية، عاد إلى الوراء خطوة !

" ألن .. تتوقفي عن هذا، يا صغيرتي .. ؟ "

همس بصوتٍ كساهُ الألمُ المرير، انتقل الألم مباشرةً إلى قلبه و لم يسعهُ سوى أن يقفَ مكتوف اليدين لهذا.

" ألم أخبرك أني لستُ صغيرتك ؟ "

قالت ذاتُ الشعرِ الأسودِ الطويل و الأعين القرمزية المشابة للون الدم الطازج، ببرودٍ غزا تقاسيهما.

مهما فكر و مهما قال، هذا البرود لا يُناسبها أبد !

" إذاً، لن تغيري رأيكِ بشأن اغتيالكِ لي ؟ "

تحدث مجدداً و عينيهِ المُغايرة تتركز على شفتيها، و استقبل الصمت الخانق مجدداً ..

" هذا مؤلم، أتعرفين ؟ "

كان يعلمُ أنها ستقتلهُ حتى لو حاول المُراوغة !، بشكلٍ فعلي كان يتمنى الموت على يدها .. لكن لديهِ الكثير من الأشياء الذي يجبُ أن يُنهيها !

" للمرة الأخيرة، أرغبُ بأن أرى وجهكِ الخجول و شتائمكِ حينما أتذوقُ شفتيكِ، إلى احمرار خديك حينما أتغزلُ بكِ .. هل لكِ بتحقيق أمنيتي ؟ "

و هبت ريحٌ قويةٍ، حركت خُصلات شعره النيلة الطويلة، أمال رأسهُ و على شفتيهِ أقسى ملامحُ الألم و الخذلان، مُحطم .. أيجبُ أن يكون هكذا ؟

تسارعت نبضات قلبهِ، اتعست عيناهُ فجأةً و اعتلت الدهشةُ ملامحه، شعر و أن بصيصاً من النور قد ظهر لهُ بعد أن كان في الجوفِ عميقاً !، كمن انتشلهُ من قاعِ البحر تزامناً مع استنشاقهِ للهواءِ مجدداً !

" آيلين .. "

فاضت مشاعرهُ و انتفضت !، فتح فاهَ و نطق بأمل .. لكن.

" اقـطـع اقـطـع ! "

سقط عرقٌ باردٌ على رأس الإثنين، نظرا إلى بعضهما قبيل أن يدخلها بنوبةٍ هستريةٍ من الضحك !، تجمعت الدموع بعينيه المغايرة و أمسك ببطنه محاولاً إيقاف نفسهِ من الضحك ..

" يا إلهي ! كيف لكما أن تكونا هكذا ؟ الممثلون لا يظهرون علامات الضحك بينما يُمثلون مشهداً حزيناً لعيناً مثل هذا ! هذه المرة العاشرة التي نُعيد فيها المشهد و لا تنجحا به ! ما قصتكما ؟ "

صاح المخرجُ بانفعال مهتاج، رفع النص عالياً و ضرب على يد الكرسي الذي كان يجلسُ عليه، طفح الكيل منهما فعلاً !

" كوفوفوفوفو .. ما قصتك أنت، أيها المخرج ؟ "

" أنت أحمق لعين !، جرب أن تُمثل مكاننا و اجعلنا نرى مهاراتك التافه التي تتحدثُ عنها ! "

" كوفوفوفو، أوافقها فعلاً "

تبادلا النظرات بإبتساماتٍ صغيرة، احمر وجهُ آيلين حين تلاقيها إبتسامة و لا أجمل منها في العالم، بدت إبتسامةُ إشتياق تلاها دموعٌ عشقٍ.

هو يعلمُ أنه واقعٌ لها حد النخاع ..
و تمنى أن يُطلعها على مشاعره هذه لأنها الصمت أرهقهُ و أتعبه ..

لكنهُ لن ينكر أن مشاعرهُ و كلماتهُ كانت حقيقيةً من أعماق قلبهِ، لن ينكر أياً منها البتة .. و هذا الأمر الذي جعلهُ يقسمُ أنه سيعترفُ لها !

يخشى سيد الأوهام أن يعترف و يُرفض، لكنه لا يعلم أن حبّهُ متبادلٌ من كل الأطراف ..

مُجرد حبٍّ نبتَ بينهما ..

___________

السلام عليكم.
كيف الحال أيها المعطلين؟

وضعيتي بعد الون شوت:
العيدُ أتانا بالفرحة
ألبسنا أثواباً فرحة
و العيدُ يغني مبتسماً
هذي الفرحة أحلى فرحة!

_

BELLEZA

و جبت العيد..

أتمنى يعجبك الون شوت):

م

دري أحسه مو ناجح أبداً..

و مع السلامة.

Short Stories حيث تعيش القصص. اكتشف الآن