من أجلهِ فقط

758 88 102
                                    

أضعُ يدي على قلبي مُتحسساً إياهُ ببطئٍ و صدمةٍ ..

أتنفسُ بـ ثقلٍ فور شعوري بـ إنقباضاتٍ قويةٍ في صدري تجبرني على أن أغمض عينياي بـ تعبٍ و إرهاق ..

لم أكن أريدُ أن أغمضها و لكن الآلم أقوى من السابق جعلني أغمضها ..

أغمضتُ عيناي بـ قوةٍ أكبر حينما لم أستطعَ الوقوفَ لـ مدةٍ أطول على قدمي لـ أسقطَ على الأرضية المدمرة بـ إنهيارٍ تام ..

حاولت أن أحرك رأسي و لكنه لم يتحرك .. فقط ينظر إلى الأمام بـ أعينٍ تعبةٍ شبه ميتة ..

ينظر إلى التابوت لـ شخصٍ عزيزٍ عليّ ..

ما هذا الشعور المؤلم الذي إجتاحَ صدري مخترقاً قلبي بـ طعناتِ السم القاتل ؟ ..

هل هو مرضٌ ما يا ترى ؟ لكني لا أَشْكُ من أي مرضٍ يذكر ! .. ربما ؟

ربما يكونُ مرضاً جديداً قد أتى إلى قلبي حتى يثقلهُ فوق الأثقال الموجودة عليه ..

ما هو هذا الشعور يا ترى ؟!

لما أشعرُ بـ قلبي يعترصُ ألماً و حزناً ؟ .. لما أشعر بـ أنه يريد أن يصرخَ باكياً من الألمِ و الحزنِ اللذان إجتاحها في آنٍ واحدٍ من دونِ أن يستأذنا حتى ؟! ..

هذا الشعور الذي أشعرُ ليسَ شعوراً بـ تعبِ أو بـ المرضِ أو حتى جنوناً و لا أياً منهم .. أنه شعورٍ أشعرُ به حينما يتم تحطيمُ القلب و كسره و يموتُ بعدها .. يرافقه شعور الوحدة المختلطة مع الملل القاتل لـ يتشكل عالمٌ رمادي .. ليس أبيضَ و لا بـ أسودَ لكنهُ بينهما ..

و بين هذاين اللونين .. تتوقف الحياة بـ النسبةِ لدينا و نفقد رؤية بقية الألوان .. لن نستطيع أن نرى شيئاً بعدها .. لا ألوانَ زاهيةٍ و لا ألوانَ قاتمةٍ .. فقط الذي بينهما و هو اللون الرمادي حتى يتم إنصهارهُ من درجات الرمادي الباهتة و بعدها نفقدُ الأمل الذي كان يملئُ القلب بـ المشاعر الدافئة ..

خلخلتُ أصابعي بين خصلاتِ شعري السوداء المائلة لـ اللون الأخضر الداكن و قد علمتُ ما هذا الشعور الآن ..

إنه .. اليأس من نفسي الحمقاء و الحزنُ من أجله ..

اليأسُ من نفسي كوني شخصاً لم يستطع أن ينقذَ أخاهُ الكبير الذي إنهارَ ميتاً أمام عينيهِ ..

الحزنُ من أشخاصٍ حاولتُ جعلهم يبقونَ معي لـ وقتٍ أطولٍ و لكنهم لم يفعوا هذا .. بل ذهبوا و تركوني وحيداً , نادماً و مُذْنِباً ..

Short Stories حيث تعيش القصص. اكتشف الآن