بائعةُ التُفاح و الأمير | 2

301 42 91
                                    

بشرتها ذاتُ الجمالِ الجلدي البارد كانت تلمعُ كـ الفضةِ أسفلَ ضوءِ القمر، إنسدل شعرها الأحمرُ على لِباسها الثلجي الذي أظهر جمالها الخاطفَ للأنفاس، و ما زاد الأمر مصيبةً لون شفتيها الذي أجبر الجميعَ على النظرِ إليها، تغلبَ لونُ شفتيها على لونِ الدماء الذي في أجسادِ البعضِ كما تجمدت قلوبُ جميعِ الرجال الموجودين من جمالها !

هل دائماً عامةُ الشعبِ من النساءِ بهذا الجمال الغيرِ معقولٍ أم أن الأميرات فقدن جمالهن على مرِّ العصور ؟

و هذا الذي أشعل نار الحقدِ في قلوبِ النساء جميعاً !

و ما أوقف نظراتِ الجميعِ نساءً كانوا أو رجالاً هي نظراتُ الأميرِ الشاب فونغولا دي لامبو، زوجُ هذهِ الحسناءِ منذُ هذا اليوم !

رفعَ يديهُ اليسرى و وضعها على كتفِ زوجتهِ مُقرباً إياها إليه، مُخبراً بـ نظراتٍ شرسةٍ أن يُبعد الجميعُ نظرهُ عنها و نُفِذَ الأمر فعلاً !

فمن كانت أعينهُ تلتهمُ جسدَ زوجته توقفت و لم يظروا لها، و من كانت أعينهُ تحترقُ من الحقد إنطفئ و كُتِمَ في داخلهِ !

يا لها من قوةٍ أيها الأميرُ الشابُ ..

إبتسم إبتسامةَ رضى، كما أدارَ رأسهُ إتجاهَ زوجتهِ التي تنظرُ لـ كُلِّ شيءٍ بـ مللٍ و تتناولُ لقمةً من الكعكةِ التي أمامها !

آآه، كيف لهذا الجمالِ الباردِ أن يُوقع الأمير من اللمسةِ الأولى في الحبِّ بينما هو كان من أشدِ المعارضين لهُ !، رّبما يكونُ سحراً قد وقعَ عليهِ آنذاك !

سحرٌ و لكن الذي وضعهُ ليس بـ ساحر بل بـ مغناطيسٍ غريب، جذبهُ حتى يصلَ إليهِ و أوقعهُ بـ حبّهِ، كما يفعلُ العنكبوتُ حينما تقعُ الفراشاةُ في شباكهِ !

عادَ إلى الواقعِ شاعراً بـ شيءٍ ذو ملمسٍ ناعمٍ بـ جانبِ شفتيه، نظرَ بـ عينيهِ بـ يد حينما رأى أميرتهُ تبعدُ فُتاتَ الطعامِ من جانبِ شفتيهِ، ظهرت إبتسامةٌ ساخرةٌ على شفتيها الورديةِ " يا لكَ من طفلٍ أيها الأمير ! من يأكلُ الطعامَ هو في عالمِ الأحلام ؟ "

أبعدت يدها و لا تزالُ إبتسامتها تلكُ تزينُ شفتيها، و لكن للأمير رأيٌ آخرٌ بـ التأكيدِ !

قبلةٌ رقيقةٌ على يديها جعلت منها ترتعشُ من تلك القبلة و أخرةٌ على راحةِ يديها البيضاء جعلت من خديها يُصبغان بـ لونِ شعرها و كانت الحركةُ الأخيرةُ هي نظرةٌ عميقةٌ من عينيهِ تجعلُ من الحجرِ أن يذوبَ و يصبحَ سائلاً مُنصهراً ! 

و تساءلت في جوفها، أهذه نظراتٌ طبيعيةٌ أم طلقةٌ من البندقية ؟

كيف لمثلِ هذه النظراتِ العميقةِ اللامبالية أن تجمدُ جسدها من الحركة و تصعقهُ بـ تياراتٍ من البرقِ المدمرةِ ؟

Short Stories حيث تعيش القصص. اكتشف الآن