البارت الثانى والخمسون

1.6K 174 25
                                    

كان الطريق طويلا جدا بالنسبة لشيزوكا وقد قضته فى تحسس نبض آلان كل فترة للتأكد من كونه ما يزال حيا بعد ان أخذه النوم أو فقد وعيه أو أيا يكن ، كانت لا تدرى بالضبط فكل ما كان يشغل بالها ذلك الوقت هو التأكد من بقائه حيا مهما كانت حالته
أجرى آلبرت عدة اتصالات اثناء قيادته وما فهمته شيزوكا أنه يتفق مع أحدهم لتجهيز غرفة خاصة لآلان فى إحدى المستشفيات والحفاظ على سرية حالته
اجتازت السيارة شوارع المدينة الصغيرة التى كانت شيزوكا تجهلها تماما لكنها أقرب إليهم من باريس فلم يستغرق الوصول إليها أكثر من ساعة ونصف تقريبا ثم توقفت أمام مشفى ضخم بالنسبة لتواجده فى مدينة صغيرة كهذة وحمل آلبرت آلان واتجه به نحو باب المشفى دون ان يلتفت إلى شيزوكا أو يعيرها أى انتباه فلحقته شيزوكا بسرعة بعد أن تأكدت من اغلاق أبواب السيارة جيدا وما ان خطو داخل المشفى حتى وجدوا شخصا فى استقبالهم خمنت شيزوكا أنه أحد إخوة آلبرت لكنها لم تلق له بالا بل ركزت فى حديثه مع آلبرت الذي فهمت منه أنه خصص لالآن غرفة منفردة فى الطابق الأخير وأنه سيجرى له العملية بنفسه وسرعان ما اتجهوا إلى المصعد حيث توقف فى الدور السابع وما ان خرجوا منه حتى أدخل آلبرت آلان لاحدى الغرف وعندما همت شيزوكا بالدخول خلفه أوقفها الشخص الآخر بأمساكها من ذراعها فنفضت يده عنها بعصبية فآخر ما ينقصها الآن هو المزيد من المشاكل إن اكتشف هذا الشخص أمرها هذا إن لم يكن قد اكتشفه بالفعل بعد وقوفهما بهذا القرب
ظلت تحدق فيه بعدائية واضحة قبل أن ينطق بنبرة عميقه : يمكنك تركه لى من هنا
أعطته شيزوكا ظهرها دون أن تنطق بكلمة وسارت حتى آخر الممر وجلست على مقعد هناك
خرج آلبرت من الغرفة مباشرة بينما دخل شخص آخر كمساعد للطبيب كما خمنت شيزوكا من ارتدائه للقناع الواقى وتغطيته لرأسه كما هو الحال مع الممرضين
ظل آلبرت واقفا أمام باب الغرفه مدة ساعة كاملة دون فعل أى شئ إلى أن رن هاتفه فنظر إلى الشاشه
ثم رد قائلا : أهلا أيها الأستاذ
- نعم لقد أصيب بوعكة صحية فاصطحبته لمشفى قريب وقد أتت شيزوكا معى كمرافقة له
- نعم أرجو أن تكملوا رحلتكم بصورة عاديه
- أجل لقد أرسلت إخطارا لأهله ليعلموا بحالته لاتقلق
- وداعا
بعد أن انتهى آلبرت من مكالمته أسند جبينه إلى الحائط بتعب ثم تنهد تنهيدة طويلة وكأنه يخرج كل همومه بها
شعرت شيزوكا بالشفقة تجاهه وهمت بالاقتراب منه للتخفيف عنه لولا خروج الشخص المجهول حتى الآن بالنسبة لها من غرفة آلان والذي ما ان رأى آلبرت بتلك الحاله حتى احتضنه وأخذ يطمئنه ويخفف عنه وبالفعل استجاب له آلبرت وبدأت ملامحه المشدودة ترتخى بعض الشئ
كانت المرة الأولى التى ترى فيها شيزوكا آلبرت هكذا ، رغم قصر المدة التى عرفته بها إلا أنها لم تتوقع أن يتقبل احتضان شخص له بهذا الشكل ، لقد بدى كطفل بالفعل وما اثار استغرابها أكثر هو استجابته لهذا الشخص وهذا يعنى أنه شخص أكثر من مقرب بالنسبة له ، لكنه يبدو شخصا جامدا وغير لطيف البته كيف هذا ؟ حتى عندما حاول طمئنتها فى البدايه كان وجهه جامدا للغايه
أخذت الأفكار تدور فى رأسها بينما تحدق بهما وهما يتحدثان دون أن تعى ما يقولان أو عما يتحدثان
بعد عدة دقائق خرج الشخص المساعد من الغرفه ونزع قناعه مباشرة لترى شيزوكا وجهه الذي لا يمكنها نسيانه ، إنه ريمون بلا شك
ظلت تحدق فيه بذهول فالتفت لها ما ان شعر بتحديقها به ثم أخذ يقترب منها وسرعان ما كان واقفا أمامها بينما تتابع هى تحديقها به فكل ما كانت تستطيع رؤيته به ذلك الوقت هو صديقها ريمون الذي طالما خفف عنها همومها باحتضانه لها لذا وقفت بسرعة واحتضنته بينما لم يبد هو أى ردة فعل سوى ضمها هو الآخر

خلف الانظارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن