خلف الانظار

البارت الثالث والخمسون

وقت غروب الشمس قررت شيزوكا أخيرا زيارة آلان بعد الكثير من الصراعات النفسيه والخوف من ردة فعله فأخذت نفسا عميقا عند وقوفها امام باب غرفته ثم فتحته ودخلت ببطء لتقابل عيناها عين آلآن الذي كان يتناول طعامه بهدوء شديد فاقتربت منه إلى أن وصلت إلى كرسي أمام سريره وجلست دون أن تنطق بشئ
ظل الوضع على ما هو عليه قبل أن تتحدى شيزوكا خوفها وتبدأ فى الكلام قائلة : كيف حالك
آلآن : بخير ، ماذا عنك ؟
شيزوكا : لست على ما يرام
كان كل منهما يحدق بالارض إلى أن أدلت شيزوكا بإجابتها الأخيره فرفع آلان نظره إليها قائلا بهدوء : ماذا بك
ارتعش صوت شيزوكا بينما تقول : أنا خجلة من إظهار  وجهى لك بعد ما فعلته بك لا أريدك أن تكرهنى مع أننى أعذرك وأعطيك كامل الحق فى ذلك ؛ أنا شخص حقير ورطتك فى العديد من المشاكل بسبب سلوك همجى شرس خرج من قبلى ، أقسم أننى لم أكن فى كامل وعيي حينها ولكن هذا لا يعد مبررا لأى شئ كان علي أن أكون أكثر حذرا
وضع آلان يده على كتفها قائلا : لا بأس شيزوكا حتى وإن لم يكن هذا مقصودا منك فأنا أظن أن هذا ما أستحقه على كل ما فعلته بك طوال السنوات الماضيه ، لكن أنا لا أفهم ماذا حدث كيف فعلت شيئا كذلك ؟ كيف استطعت اختراق جلدى لدرجة وصولك الى الشريان ، وماذا بشأن عينك تلك
صمتت شيزوكا قليلا تفكر فيما يجب عليها إخباره به * إنه لم يدرك حقيقة الأمر بعد *
عندما طال صمتها تحدث آلان قائلا : إذا كان أمرا لا تودين إخبارى به فلا بأس ، وأنا أعدك أننى سأنسى هذا الأمر كليا
رفعت شيزوكا رأسها إليه بسرعه تنظر إليه بعدم تصديق قائله : كيف تكون بهذة الطيبه لقد كدت أتسبب فى موتك
هز آلان كتفاه قائلا بينما ابتسامة طفيفة ترتسم على محياه : ولكننى لم أمت لذا لا بأس ، الشئ الوحيد الذي لن أستطيع مسامحتك عليه فقط هو التسبب فى موتى أو عجزى أما فى حالة كهذة فأنا ما زلت بخير وأستطيع المشي والحركة لذا سأمارس حياتى العاديه وكأن هذا الأمر لم يكن
نظرت شيزوكا إليه نظرة ممتنه بينما تقول : شكرا آلان سأقدر لك هذا طوال حياتى
ابتسم آلآن قائلا : لا يجب أن تكونى كذلك فقد فعلت بك أكثر من هذا وسامحتنى فى النهايه لذا فنحن متعادلان الان
هزت شيزوكا رأسها ثم قالت مغيرة مجرى الحديث : عليك أن تهتم بتناول طعامك حتى تتحسن بسرعه
رد آلان مازحا : بالطبع سأفعل فمن ذا الذي سيقدم إليه طعام كهذا ويرفضه أى مشفى هذا ليقدم كل هذة الاصناف من اللحوم فى وجبة واحده
ابتسمت شيزوكا قائلة : انه مشفى يديره شقيق آلبرت على ما أظن لذا فأنت ضيف خاص بالنسبة لهم
ضحك آلآن قائلا : فهمت
قاطع حديثهما دخول آيزن إلى الغرفه بعد طرقه للباب طرقتين ووجه حديثه لشيزوكا قائلا : أرجو أن تخرجى قليلا حالما أقوم بفحصه
توجهت شيزوكا خارجا دون قول أى شئ وهمت بركوب المصعد فعدلت عن قرارها فى النزول عند رؤيتها آلبرت فتوجهت ناحيته هاتفة باسمه فأوقف سيره لتكمل شيزوكا قائلة : لم يفهم آلآن أى شئ مما حدث وقد وعدنى ألا يخبر أحدا بما فعلته و...
أوقفت حديثها لدى ملاحظتها وجه آلبرت الممتقع اللون فقالت بخوف بينما تقترب منه : ماذا هناك
رد بنبرة يتخللها بعض الخوف : لقد علم لورد بتخلفنا عن الرحله وعلم ببعض التفاصيل من أحد الطلاب وهو الآن يبحث فى هذا الأمر
صعقت شيزوكا وكادت تموت رعبا إلا أنها تماسكت بصعوبة وأمسكت بيد آلبرت مطمئنة له مدعية القوة قائلة : لا تقلق لن يحدث شئ ، حتى لو علم بالأمر فلا أظن أن فئة كبيرة ستقف فى صفه لذا كن مطمئنا نحن لم نخطئ فى أى شئ لذا يجب علينا أن نثق فى أنفسنا أكثر
لم يبد أن كلامها أثر فيه ولو قليلا حين اجابها بنبرته ذاتها : أنت لا تعرفين لورد إنه شخص دموى وشرس ويحب انتزاع كل شئ منى ، عندما كنت صغيرا أحضر لى أبي لعبة من بلاد البشر ومع أنه كان كبيرا حينها إلا أنه رغب فى الحصول عليها وأخذها منى ، تخيلى لقد كان ناضجا حينها إنه لا يحب أن يرانى أملك مالا يملكه ولأن أبي كان يفضلنى عن إخوتى بعض الشئ فقد كان دائما يحاول الايقاع بيننا ويجن جنونه حين لا يستمع أبي إليه ويصدقنى دائما إنه يكرهنى ، حتى وإن لم يقف أحد فى صفه فهذا لن يمنعه من فعل ما يريد إنه شخص مجنون بالكامل ولا يتوقع أحد ما يفعله من تصرفات خرقاء قد تودى بنا جميعا ، لقد تشاجر مع والدى ذات مرة فعزم على فضح أمرنا لدى احدى الجهات الأمنيه من البشر وهدده بذلك فحبس إثر عزمه على أمر كهذا مدة 25 عاما من قبل والدك لذا فهو يمقت والدك كثيرا تخيلى ان عرف بكونك ابنته ستكون ردة فعله أضعافا مضاعفه
أخذت ضربات قلب شيزوكا تتسارع بينما تستمع إلى كلام آلبرت الذي سرده بنبرة مضطربة ومع ذلك أصرت على التظاهر بالقوة فشدت على يده قائلة بحزم : لن يمسك بسوء أنا أعدك
احتضن آلبرت شيزوكا بقوة حتى كاد يعتصرها بينما يقول : آسف شيزوكا أنا شخص جبان لقد حاولت التغيير من هذا الأمر كثيرا ولكنى لم أستطع أنا أضعف إخوتى لهذا السبب ولذا لا أستطيع توفير الحماية لك
ربتت شيزوكا على ظهره مشجعة له بينما تقول : هذة نقطة قوتك آلبرت لقد اختارك والدك من بينهم لهذا السبب ، لأنك تملك شعورا عكس ما تدعيه أنت
ابتعد آلبرت عنها محدقا بها لتكمل حديثها : لقد أخبرنى ميان بذلك وقد لاحظت أنا ذلك أيضا ، هذا أمر عليك أن تفخر به لا أن تأسف لأجله جميع المشاعر التى نملكها هى ما يجعلنا أحياء يا آلبرت حتى ولو كانت خوفا أو قلقا كلها أشياء تدل على كوننا أحياء هذا ما يفرق بيننا وبين الصخور التى تبقى على ذات الحال مهما حدث لها
فى تلك اللحظة تدخل آيزن فى الحوار موجها حديثه لآلبرت : أرى أن ما تقوله صحيح يا آلبرت كما يمكنك الاستعانة بميان لردع لورد عن فعل أى شئ الأمر لا يستحق كل هذا القلق
أخذت شيزوكا تتفحص آيزن الذي يسير باتجاههما عن كثب فلم تتح لها فرصة التدقيق في شكله منذ جائت إلى هنا كان يملك نفس العينان الزرقاوتان الواسعتان وشعر قصير أشقر بلون شعر آلبرت لكن كان هناك تباين ملحوظ فى الحجم فهو يمتلك جسدا صغيرا نحيلا كما أنه قصير القامه لدرجة أنها تكاد تشابهه فى الطول ولديه وجه ذا تعابير ثابته فلم تر تعابير الجمود تغادر وجهه حتى الآن، وما ان وصل اليهما حتى وجه حديثه إليها قائلا : أظن أنه لم تتح لكلانا فرصة التعرف على الآخر بشكل جيد أنا آيزن طبيب جراح ومدير هذا المشفى ثم مد يده اليها مصافحا فترددت شيزوكا فى مصافحته ليمسك آلبرت بيدها ويضعها فى يد آيزن قائلا : لا بأس شيزوكا هذا آيزن أخى الذي يكبرنا أنا وآنا مباشرة إنه أحب إخوتى إلى وأقربهم منى وهو يعيش هنا منذ كان طفلا
ابتسمت شيزوكا قائلة : أنا شيزوكا طالبة فى كلية الهندسه بجامعة باريس
آيزن : تشرفنا ، أرى أنك أكثر نضوجا وحكمة مما تبدين عليه
شكرته شيزوكا ثم سألته عن حالة آلان وتركته مع آلبرت وغادرت