خلف الانظار

البارت الثالث

"آلآن ما الذي قصده المعلم بتقديم تعازيه هل توفي أحد أقاربك ؟ "
تسائل أحد الطلاب محدثا آلآن في وقت الاستراحه 
"نعم"
أجاب بلا مبالاة
"من هو ؟ ، هل هو شخص قريب منك درجة جعلك تتغيب عن المدرسة مدة أسبوعان من أجله"
تسائل آخر بفضول
"إنه أبي"
رد محاولاً الحفاظ على لهجته الباردة
لم تخف الدهشة على وجوههم ليتسائل آخر
" هل كان مريضا "
" نعم "
بدى من رده المقتضب أنه سئِم من هذة المحادثة
ليأتي صوت إحدى الفتيات قائلة بدهشة مصطنعه
"ماذا ؟ ، كان عليكم أن تحاولوا علاجه أو تضعوه فى المشفى"
وقف الآن فجأة ضاربا طاولته بيده ونظر إلى الفتاة نظرة ازدراء قبل أن يتجه نحو الباب خارجاً من الصف
أثناء ذلك كانت شيزوكا تجلس فى الحديقة الخلفية للمدرسة التى لم يسبق وأن تواجد أحد بها ؛ كانت طوال سنواتها فى المدرسة تعتنى بنباتات تلك الحديقة وتزرع الزهور الجميله حتى صارت ممتلئة بالزهور عن آخرها ، فجأة لمحت شخصاً قد دخل وجلس تحت ظل شجرة فأحست بالاستياء ؛ إن علم أحد بمكان هذة الحديقة فسوف يقصدها الطلاب دائما ولن تستطيع حينها العناية بالنباتات
التفتت ذاهبةً إلى حيث جلس ذلك الخص والذى كانت لا ترى وجهه بسبب جلوسه فى الناحية المعاكسة لها من الشجرة وفجأة
"تبا"
صاح ضارباً الأرض بقبضته ثم رفعها مرة أخرى ليعيد فعلته آملاً أن تتقبل الأرض شحنات غضبه 
"توقف أنت تسحق الزهور التى تعبت فى العناية بها"
قفزت واقفة أمامه هاتفةً بانزعاج
رفع نظره إليها بينما فعلت هي المثل بإخفاض نظرها نحوه لترى آلان يحدق إليها مستغرباً

توترت ملامحها قائلة
"أنا آسفه"
ثم وحولت نظرها إلى الأرض في استياء
"إذاً هذا هو المكان الذي تختفين فيه وقت الاستراحة دائما"
"بلى"
هزت كتفها مجيبة
"تلك زهور جميلة أأنت من قمت بزراعتها حقا ؟ "
استئنف حديثة متسائلاً
صمتت دون إبداء أي رد
"ياله من سؤال سخيف لتجيبى عليه إن هذا واضح ،حسنا آسف لسحق زهورك" أجاب نفسه ساخرا قبل أن يهم بالرحيل ليوقفه صوت شيزوكا الخفيض
"هل ، هل يمكنك .."
قاطعها قائلاً
"لاتقلقي لن أخبر أحداً بشأن الحديقة ولكن بشرط"
رفعت رأسها منتظرة أن يكمل كلامه فتابع هو بدوره
"أن تسمحي لي بأن آتي إلى هنا وقتما أشاء"
هزت رأسها علامة الموافقة لينصرف هو

المعلم : هناك اختبار
صاح الجميع متذمرين ليقول المعلم بصرامه :
اهدأوا  اللغة الانجليزية ليست بتلك الصعوبة
" ولكن يا أستاذ هذا مفاجئ نحن لم ندرس "
رد بهدوء :
اهدأى إنه ليس اختبار نهاية العام إنه فقط لتحديد المستوى ، حسنا سوف أبدا بتوزيع الأوراق ......
بعد انتهاء الاختبار تنفس الجميع الصعداء وبدا كل منهم يعلق على الاختبار ومدى صعوبته بالنسبة له
"  تبا أكره الاختبارات المفاجأه لقد كان صعبا ، صحيح ماذا عنك آلآن ماذا فعلت
رد بهدوء :
أظنه كان جيدا
" كما هو متوقع من الشخص الذى حصل على المركز الاول "
توقف حديثهم إثْر دخو ل طالب إلى الصف قائلا : هل شيزوكا موجودة
ردت بتوتر:
إنها أنا
" مدير المدرسة يطلبك "
بدت علامات الفضول على وجوه الجميع قبل أن ترد شيزوكا بوجل :
حاضر
ثم اتجهت إلى مكتب المدير وطرقت الباب ثم دخلت بعد سماعها الاذن بالدخول وقد لاحظت وجود شخص آخر يجلس أمام مكتب المدير لم تعره اهتماماً بل وجهت نظرها للمدير قائلة : نعم أيها المدير
تحدث الآخر بمرح قائلا : أنت شيزوكا حقا لقد كبرت كثيراً
نظرت إليه باستغراب * من هذا المجنون ، أنا لا اعرفه حتى *
بعد أن لاحظ نظرتها إليه تحدث بخيبة أمل : لا تقولِ أنكِ قد نسيتُ خالكِ
أجابت مستغربه :
خالي؟ ثم اردفت بشك خالي ليان ؟
ما ان نطقت بذلك حتى احتضنها قائلا :
لقد كبرت كثيرا ، لا أستطيع حملك بعد الان
شعرت بالاحراج لقوله قبل أن يبتعد عنها قائلا :
هيا أين أغراضك لنذهب
تسائلت :
ماذا ؟
اجابها :
هيا لنذهب إلى المنزل
لقد تبقت أربعة حصص
لاتهتمى فالمدرسة موجودة كل يوم أما أنا فمتوفر للغد فقط ، ثم نظر إلى المدير قائلا :
الى اللقاء جورج
و خرج ومعه شيزوكا
شيزوكا: هل تعرف المدير
ليان: نعم إنه صديق قديم
شيزوكا: متى عدت من سفرك
ليان: البارحة فقط
شيزوكا: ولكن إلى أين نحن ذاهبان الان
ليان: الى صفك طبعا
شيزوكا: إنه ليس من هنا إنه فى الاتجاه الآخر