البارت الخامس والخمسون

1.6K 173 6
                                    

شعرت فجأة بمادة تتخلل يدها لتبدأ عيناها تبصر ما حولها وتخللت أذنها بعض الأصوات المزعجه ثم عم صمت رهيب قبل أن تسمع صوتا مبحوحا يشابه فى بحته حفيف الأفعى قائلا : لم يطل نومك كثيرا أيتها الجميله
حاولت الالتفات لتبصر محدثها ولكن دون جدوى فقد حالت القيود المحيطة برأسها دون ذلك ليلبي الآخر رغبتها فى رؤيته بوقوفه أمام مرمى بصرها قائلا :لقد حقنتك بمخدر للحواس لذا ظننتك ستطيلين فى النوم لكن يبدو أن الأفضلية كانت لصالح جسدك هذة المره
ضيقت شيزوكا عيناها محاولة استيعاب ما يجرى فليس ما يقوله هذا الرجل هو فقط ما لا تفهمه بل كل شئ حولها أين هى ، لما هى مقيده ، من هذا الشخص وأخيرا ماذا حدث لتكون هنا
بدأ عقلها فى استرجاع ما حدث لتصيح بغضب عارم غير مصدقة لما حدث : لورد أيها الحقير

لم يصدق ما سمعه حين علم من الجيران كون والدتها ادخلت الى المشفى بعد اختطافها من أشخاص مجهولين ثم اختفاء ابنتها بعد ذلك مباشرة
دون أى تفكير توجه إلى المشفى ليفهم ما حدث قبل أن يجن ولكنه لم يكن ذلك ليحدث أبدا وهى على هذة الحال
بدأت بالصراخ عاليا والقاء كل ما تصل يداها الموصولة بالمحاليل تجاهه بعينان تتقدان شرا صائحة : سأقتلك ، أيها الحقير كل هذا بسببك لن أسامحك أبدا ، سأريك
وسرعان ما أجبر على الخروج بسبب وقوف طاقم العاملين فى وجهه متعللين بكونه يزيد من سوء حالتها

أخذ يمعن النظر فيما حوله بينما يتوجه إلى مقصده فقد مضى زمن منذ مجيئه إلى هنا آخر مرة فمنذ خروجه عندما كان طفلا لم تطأ قدماه أرض هذا المكان مطلقا وما كان ليفعل لولا اضطراره الشديد لهذا
توقف فجأة عندما رأى الشخص الذي وقف أمامه قائلا بنبرة فرحه : آيزن ، لا أصدق ما أرى
أشاح بنظره بعيدا قبل أن يقول مغيرا دفة الحديث : منذ متى لم يعد لورد إلى هنا
قطب ايزانا حاجبيه مجيبا بجدية محت كل آثار نبرته السابقه : منذ يومين وأكمل دون ترك فرصة الشرح لمن أمامه متسائلا بقلق ما الذي حدث لآلبرت
أجابه دون أى انفعال : حتى الآن أظنه بخير
سمع صوت خطوات فالتفت ورآءه حيث وقفت آنا برفقة ميان الذي قال فور وصوله : لقد شعرت بغرابة تصرفات لورد مؤخرا وعندما سألته بشأن ذلك أخبرنى أنه على وشك فعل شئ يخدم الكثير من الناس أخيرا ، لقد شككت به وحاولت البحث خلفه ولكنى لم أتوصل إلى أى شئ يجعلنى ضده
آيزن : لنتحرك إذا ، فأنا أظن أنه لن يدخر جهدا فى جعلنا نقع فى كارثة
أردفت آنا موافقه : أظن أن علينا البدأ بالبحث عن جالبة المصائب تلك ،لما لم يقتلها ويريحنا منذ البدايه
قال ميان متجاهلا حديث آنا : سأتصل بآلبرت حالما نخرج من هنا لأرى ما هى الأوضاع لديه

أعاد الاتصال ، مرتين ، ثلاث ، عشره ، ثلاثة وعشرون وأخيرا أغلق هاتفه قائلا بحنق أدى إلى إبراز عروق يده التى تضغط بقوة على الهاتف حتى كاد يتهشم فى يده صائحا بغضب جعل جميع الماره يلتفتون إليه : لورد أيها الحقير أقسم أن تكون نهايتك على يدي ثم قفز عاليا ليصل إلى سطح أحد المبانى المنخفضه تاركا خلفه العديد من الوجوه التى تخدرت من فعل الصدمه
أخذ يتنقل قافزا على أسطح المبانى بينما عيناه تتقدان شررا إلى أن أوقفته الصدمه حينما رأى شيئا لم يخطر على باله يوما
أخذ يشاهد الشاشة الكبيرة التى تحتل بمكانها أعلى المبانى حتى يتسنى للجميع رؤية ما يعرض عليها  بينما الجمته الدهشه عن اخراج أى ردة فعل
بدأت ضربات قلبه تتسارع و أخذ صدره يعلو ويهبط إثر تنفسه الشديد حينما رأى صورة شيزوكا المعروضه على الشاشه تحت عنوان أخبار عاجله تفيد وجود مصاصي الدماء ثم بدأوا يعرضون صورا من زوايا مختلفه لأنيابها وعينها التى تحوى الرمز
لم يتمالك آلبرت نفسه فأمسك بصخرة كبيرة بجانب قدمه وقذفها باتجاه الشاشه التى لم تكن بعيدة عنه لتستقر فى المنتصف لكنها لم تتسبب بأى عطل لها فأمسك واحدة أخرى وهم بقذفها لولا أن أمسكته يد قويه حالت دون فعله ذلك فالتفت ليرى آيزن واقفا أمامه بحاجبان معقودان وما ان التقت عيناهما حتى صاح فيه آيزن غاضبا : ما هذا التصرف الأرعن الذي قمت به توا ألم تفكر أنه بفعلتك هذة ستلفت الأنظار إلى مكانك ، عناصر الأمن يراقبون المكان بالأسفل وهم الآن على وشك ايجادك لقد وضعوا مكافئة كبيرة لمن يمسك بأى مصاص دماء ، كما أن الناس لا يملكون أى شكوك حول وجودنا الآن لذا سيكونون أفضل عنصر مساعد لهم
لم يلق آلبرت بالا لما قاله بل قال وكأنه لم يكن هناك من يحدثه قبل ثوان : أين ذلك الوغد
حاول آيزن البقاء هادئا قدر الامكان ليقول بنبرة جاده : كيف وقعت زوجتك فى أيديهم بهذة السهوله ، كما أننى أرى أنك لم تخبرنى بكل الحقيقه بشأنها فلم يسبق لك وأن ذكرت لي كونها حاملة الرمز
لم يجبه آلبرت بل اكتفى بالتحديق فى عينا محدثه ليشيح الآخر بوجهه إلى الناحية الأخرى حيث وقفت آنا برفقة ميان الذي ما ان رآه حتى خرج عن هدوءه الذي لم يعتد أحد على رؤيته إلا به قائلا : كيف لك أن تكون مستهترا إلى هذة الدرجه ، لما لم تحرص عليها ،  لم يكن هذا ليحدث لو كانت تحت حمايتى الحق علي كونى تركتها بين يدي شخص ضعيف وعديم المسئولية مثلك
لم يستطع آلبرت تمالك نفسه فاندفع نحو ميان بقوه رافعا قبضته باتجاهه فقابله ميان بصده وسرعان ما طرحه أرضا بيد واحده فقام آلبرت واندفع نحوه مرة أخرى وسرعان ما دخلا فى عراك ضخم لم يكن فيه سوى ضحية واحده "آلبرت"
فقد ظهر فرق القوة شاسعا حينما كان ميان ينهال عليه ضربا بيد واحدة دون أن يتلقى منه ولو خدشا بسيطا
كانا ليستمرا على هذا الحال لولا تدخل آنا حالما يئست من توقفهما عن هذا العراك الذي يبدو جليا من الذي سيكون الخاسر فيه
أخذ صدر آلبرت يعلو ويهبط إثر تنفسه السريع بينما بدى ميان وكأنه فقط كان يمارس احدى العابه المفضله فسرعان ما عاد لطبيعته الهادئه وكأن شيئا لم يكن
اقترب آيزن من آلبرت و ساعده على الوقوف قائلا بنبرة هادئة لنبدأ البحث عن شيزوكا الآن
رد آلبرت وقد هدأ غضبه قليلا بعد إخراجه بعضا منه فى عراكه الخاسر مع ميان : إن المكان يبدو وكأنه منشأة بحث أو مشفى لذا لنركز بحثنا على هذة الأماكن
اعترضت آنا قائلة : لا أظن أنه سيكون فى مشفى فمثل هذة الأعمال غير قانونيه ولا يسمح بممارستها فى المستشفيات العامه
" لقد عرفت مكانها "
التفت الجميع إلى مصدر الصوت حيث وقف ريمون تعتلى وجهه علامات الجد
فهتف آلبرت قائلا : هل أنت متأكد
هز ريمون رأسه علامة الإيجاب مكملا : إنها فى مشفى مهجور يقع على تلة عالية فى آخر قريتها كنت قد حاولت زيارة هذا المكان قبلا فور خروجى إلى هنا ولكنه رغم كونه مشفى مهجور إلا أنه كان يحوطه الكثير من الحرس الذين اعترضوا طريقى واليوم عرفت ماهيته بعد أن تتبعت المكان الذي يأتى منه البث المباشرعلى جميع القنوات بالاستعانة بإحدى الشركات التابعة لنا
نظر الجميع إليه متعجبين من سرعة بديهته وسرعان ما نزلوا من سطح البناية واستقلوا سيارة آيزن متجهين إلى حيث أرادوا الذهاب

خلف الانظارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن