البارت الخامس والستون

2.6K 180 125
                                    

ظل يحدق إليها برهة قبل أن يقول
"حقاً ؟ ، أنت صديق ألكساندرا ؟ ، كيف سمح لها ذلك الفتى الغيور بتكوين صداقة مع أحد الفتيان ، لقد كان الشرر يتطاير من عينيه حينما يمر بجانبها أحد الفتيان"
كشرت جبينها محاولة استيعاب ما يقول قبل أن ترفع حاجبيها في دهشة قائلة
"روميو تقصد ؟ ، ألم تعلم بشأن وفاته قبل عام من الآن"
حل الصمت للحظة إلى أن قطعه صوت إيريك قائلاً
"كيف لم يعلمني والدي بأمر كهذا ، ألكس المسكينة لقد توجب عليها مواجهة تلك الفاجعة وحدها دون وجود عائلة بجانبها ، ذلك العجوز سوف اقتله"
لا تغضب ربما لا يعلم بالأمر ؛ على كلٍ إنها بخير الآن ...... نوعاً ما ؛ كلنا سنموت في وقت ما "
قالت شيزوكا محاولة تلطيف موقفه العدائي الذي تجلّى واضحاً تجاه والده
"سأعد العشاء"
قالها إيريك بينما ينهض من مكانه متوجهاً إلى المطبخ حيث بدت رغبته في إنهاء هذة المحادثة واضحة

بعد مرور ثلاثة أشهر

"حسناً سوف أحضر ايرين في طريقي ، ماذا علّي أن أعد للغداء"
"قم بتسخين ماتبقى من طعام الأمس ، واحرص على ألا ينام ايرين قبل الثامنة حتى لا يستيقظ في منتصف الليل"
"لا تقلق بهذا الشأن ، انتبه لنفسك"
عبرت شيزوكا الطريق داخلةً لأحد الشوارع الذي تتواجد به مدرسة ايرين وعندما وصلت ظلت تبحث عنه فترة حتى وجدته جالساً في ركن بعيد فتوجهت إليه مسرعة
"ايرين ، لما تجلس بعيداً هكذا بحثت عنك طويلاً"
أشرق وجه الصبي بابتسامة وقفز من مكانه محتضناً ساقي شيزوكا قائلاً
"لقد تأخرت في المجئ ، احملني"
"يالك من فتىً مدلل ، هل تعاقبني لتأخري"
وأكملت بينما ترفع حقيبته عن ظهره
"سأحمل عنك حقيبتك لذا هيا لنذهب"
"كلا احملني"
أصر ايرين بعند بينما لازال متشبثاً بساقي شيزوكا
"كف عن التدلل أنت كبير بالفعل على ذلك"
لم يتحرك بل بقي على وضعه لتتنهد شيزوكا بضجر وتقوم بحمله وما أسهل ما كان ذلك بالنسبة لها
خيم الصمت بينهما على عكس طبيعة ايرين الثرثارة بينما تجاهلت شيزوكا ذلك و خمنت كونه متعباً اليوم بعض الشئ ولكنه قطع صمته الطويل ذاك في منتصف الطريق قائلاً
"شين ، لماذا لم يتزوج أبي ليحضر لي أماً"
توقفت شيزوكا فجأة بينما حاولت إبعاد وجهه عن كتفها لتنظر إليه إلا أنه أبى ذلك وظل متشبثاً بها
"لما تسأل هذا فجأة ، هل حدث شئ ما ؟"
"كلا لم يحدث شئ ، أنا أسأل فقط"
"هل تريد أماً ؟"
سألته بينما تتابع سيرها حاملةً إياه ليجيب بصوت خفيض
"نعم الجميع لديهم واحدة"
"وما أدراك بذلك"
"أنا رأيتهن جميعاً ، حتى جيمينا التي لم يكن لديها واحدة مثلي تزوج والدها وحصلت على واحدة"
ابتسمت شيزوكا قائلة
"ايرين الأمهات لسن غرضاً لنحصل عليه ، قد يتزوج والدك من امرأة شريرة تعاملك بقسوة وهذا ما يخافه بالتأكيد ، لذا لا يفكر في الزواج رغم كون الأمر صعب بالنسبة له ، إنه يقوم بدوره كوالدك ووالدتك سيكون الأمر أسهل بالنسبة له إذا تزوج ، ولكن خوفه عليك ما منعه من ذلك"
"كلا أبي لم يفكر في هذا ، لقد حدّثه صديقه عن ذلك من قبل وقد غضب منه كثيراً بعد حديثه ذاك حتى وعده أن لا يفاتحه في الأمر مجدداً"
"حسناً دعنا من هذا ، أخبرني لماذا تريد أما ؟ً"
"يبدو الأمر لطيفاً ، كما أنهن يحضرن حفلات المدرسة دائماً"
"ليس شرطاً أن تكون أماً ، لا بأس إذا حضر والدك ، أخبره قبلها بفترة ليسوّي مواعيده وسيحضر بالتأكيد"
"كلا لن يفعل ، إنه مشغول دائماً ، لم يحضر معي واحداً من قبل"
في ذلك الوقت كانا قد وصلا إلى المنزل وبعد أن فتحت شيزوكا باب المنزل وضعت ايرين على الأريكة المقابلة للباب ثم دخلت إلى غرفتها وقامت بتبديل ملابسها وعندما خرجت وجدت ايرين لا يزال جالساً مكانه فجلست جانبه محيطة إياه بذراعها قائلة
"كيف كان يومك في المدرسة"
"جيد"
"ألن تخبرني بما أزعجك إذاً"
"لا شئ"
"متى سيكون موعد الحفل القادم ؟ "
"لا أدري"
كانت ردوده جميعها مقتضبة حتى قالت شيزوكا
"إذاً ، هلا أخبرتني عندما تعلم به فأنا أود حضوره معك إذا سمحت"
رفع الصغير رأسه فوراً محدقاً إليها هامساً
"حقاً"
حركت رأسها موافقة ليشيح ايرين بعينيه ويحركهما في المكان قليلاً بينما يقوم بفرك يديه قبل أن يقول
"لقد كان هناك حفل اليوم ، لا تخبر أبي حتى لا يغضب ، إنه يحب أن يعلم كل شئ"
ابتسمت شيزوكا قبل أن تقوم باحتضانه قائلة
"هل هذا ما أزعجك ؟"
حرك رأسه موافقاً لتربت على رأسه قائلة
"يمكنك إخباري بما يزعجك دائماً وأنا سأحتفظ به سراً ، هل اتفقنا ؟"
"نعم"
"والآن اذهب لتغيير ملابسك بينما أسخن لك الغداء" 

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 21, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خلف الانظارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن