خلف الانظار

البارت السابع والخمسين

رن هاتف آلان فأجاب بسرعة قائلا : نعم ألكس
ألكس : سأعلمك الان بالخطة البديله التى ستضطر غالبا للجوء إليها
الان: شعرت أيضا أن خطتنا تحتوى على الكثير من الثغرات فنحن لم نتوقع هذا الكم من الناس سيكون الهرب مستحيلا فى هذة الحاله
ألكس: نعم ، يمكنك اعتباره تعديلا بدلا من خطة بديله ؛ اسمع...............

رفعت رأسها عندما وجدت أنها أصبحت محاطة من قبل بعض الأشخاص بدأت تتفحص أشكالهم التى لم تستطع تمييزها قبل أن يمد أحدهم يده إلى ياقة ملابسها وينزع المكبر الملصق بها
تمعنت النظر فى ذلك الشخص ؛ الان بينما تراه عن قرب فانه يبدو واضحا جدا أن هذا ليس وجهه بل حقيقة ارتدائه لقناع واضحة كما الشمس بالنسبة لها
همست بنبرة حاده : ماذا تريد
جاءها الرد سريعا : ششش اصمتى أيتها الجميله
بدى وكأنها سمعت هذا الصوت من قبل لكنها لم تتذكر صاحبه وقبل أن تبدأ البحث عن صاحب الصوت فى ذاكرتها المزدحمه أحست بأنها استعادت حرية رقبتها وقبل أن تستوعب الأمر هوى جسدها الذي كان معلقا بأكبال معلنا عن حريته أخيرا ليسندها أحدهم ويحثها على الوقوف باتزان
كان وجهها قريبا جدا منه درجة استطاعت تمييز هاتان العينان العسليتان لتقول بعدم تصديق : هذا أنت آلان ؟
ارتسمت على وجهه شبه ابتسامة قبل أن يسمعوا شخصا ينادى بصوت عال : ما هذة الفوضى حول الفتاه من سمح لهؤلاء الناس بالصعود إلى هنا ثم بدا وكأنه يوجه حديثه إليهم قائلا : انزلوا من هنا من المسموح فقط تواجد الصحافيون
التفت إليه آدم قائلا بابتسامة لعوب : ألا نبدو لك كصحافيون إذا يال الاهانه
قطب الاخر جبينه قبل ان يلتفت للمكان الذي يفترض وجود شيزوكا فيه ويقول بصدمه : أين الفتاه
ما ان قال ذلك حتى همس آدم بخفوت : الان الآن
ليمسك الان بيد شيزوكا ويبدان بالركض
حالما استطاع الحارس استيعاب ما حدث صاح بسرعه : يا رجال امسكوهم ؛ ليفاجأ برجل واحد يقترب منه قائلا : سيدى لا أدرى أين بقية الرجال
فى تلك الاثناء بدأ بعض الناس بمطاردتهما بينما تردد البعض الاخر خائفين على انفسهم من "مصاصة الدماء"

" هربت مصاصة الدماء بمساعدة بعض المجهولين ، يالها من خطوة جريئة يفعلونها أمام كل هؤلاء الناس ومن العجيب نجاح خطتهم ، يبدو أنهم قد خططو لهذا الأمر جيدا فتسعة من الحراس قد اختفوا قبل وقوع الحادثه بينما كانت هناك مروحية قامت بتهريب من ساهم فى اداء هذة الجريمه وظهرت سيارة بلا رقم أقلت الفتاة مع شخص آخر ساعد فى تهريبها ولم تستطع الشرطة الامساك بهم حتى الان "
كان الجميع فى السيارة يستمعون بصدمة لما تقوله المذيعه غير مصدقين لما يحدث
" كيف هذا ؟ " هكذا نطق آلبرت دون أن تفارق وجهه علامات الصدمه
لتقول آنا باستغراب : من يمكنه أن يفعل ذلك لن يكون لأحد مصلحة فى هذا إلا ان كان يريد أن يستفيد منها بطريقة أفضل
لم يُسمع أى صوت فى السيارة بعد حديث آنا الاخير

نزع قناعه ورماه جانبا ما ان قاموا بتبديل السيارة لاخرى لديها رقم لتمعن شيزوكا النظر اليه قبل أن يلتفت إليها ويقول بابتسامة منتصره : لا يمكننا أن نعده نجاحا بعد ولكنى سعيد بخروجك من ذلك المكان
توقف عن الكلام حينما لاحظ شرودها بالنظر فى وجهه ثم استأنفه بنبرة قلقة قائلا : شيزوكا هل أنت بخير هل قاموا بحقنك بشئ ما ؟
أشاحت نظرها عنه قائلة : كلا .
استغرب ردها الهادئ والمختصر لكنه حاول أن يجعلها تخرج من حالتها المصدومة كما ظن فأكمل قائلا : إن ألكس هى من خططت لكل هذا لقد اقتحمت غرفة السكن الخاصة بى فى الصباح الباكر و أيقظت كل من بالغرفه ثم سردت علي ما يحدث وجمعت رفاقها هؤلاء كما قد جاء شخص يدعى نيكولاس كنت قد رأيته فى القرية برفقتك من قبل يسأل عنك ليتأكد من صحة الخبر وقد ساعدنا فى تنفيذ خطتنا فهذة السيارة تنتمى له كما أنه جهز مروحية لتهريب البقية هناك ....
قاطعته شيزوكا بضيق قائلة : يكفي آلان ؛ توقف عن التصرف هكذا وكأنه لاشئ قد حدث
صمت قليلا قبل أن يرد قائلا : لا أفهمك
التفتت إليه عاقدة حاجبيها وبنبرة مقتضبة قالت : أنت تعلم الان كونى مصاصة دماء فتوقف عن محاولة التصرف بشكل طبيعي أعلم أنك تود أن تصيح في أو تخنقنى أو ربما أكثر
أخذ نفسا عميقا بعد أن أزال ابتسامته المصطنعه وتحدث بهدوء قائلا : حسنا لطالما نجحت فى فهمى ؛ ما زلت أتسائل عن كيفية استطاعتك فعل ذلك رغم كون علاقتنا ليست بذلك العمق
أغمض عيناه ثم أعاد رأسه للخلف مسندا إياها مكملا : حسنا أنا لا أستطيع تصديق الامر حتى الان وفى نفس الوقت أنا غاضب ، غاضب جدا شيزوكا ، لطالما شعرت أنك شخص غامض منذ أول مرة رأيتك فيها ولكن أن تكونى كائنا أسطوريا هذا ما لم أتوقعه أبدا ، أعلم أنك لم تكونى لتستطيعى قول هذا لأى شخص ولكنى ما زلت غاضبا ، أشعر أنك تعلمين عنى كل شئ ، أنا مكشوف أمامك بالكامل بينما لا أعلم شيئا عنك هذا الأمر يغضبنى ولو لم تكونى فتاة لأخرجت كل غضبي فيك الان ثم ارتسمت على فمه ابتسامة ساخرة مستئنفا : حسنا ليس وكأنى لم أفعلها قبلا وبدون سبب
عم الهدوء للحظات قبل أن تتوقف السيارة ويتحدث ركس قائلا : لقد وصلنا
تنهد آلان قبل أن يخرج عدسات لاصقة وقبعة كانا فى حقيبة بجانبه قائلا : أرتدى هذا
وضعت شيزوكا العدسات التى كانت باللون الأزرق وقبل أن ترتدى القبعه أوقفها آلان منزلا يدها التى تحمل القبعه وأمسك شعرها ثم جمعه لها على شكل كعكة بدت كبيرة لطول شعرها وكثافته وأخرج شريطة فضية من جيبه ليربطها بها قائلا بنبرة مازحه : أتمنى ان لا تقتلنى آنجل لأننى فرطت فى تذكارها وأنهى فعله بوضع القبعة على رأسها قائلا : هكذا ستبدين فعلا ك " ستيلا " السائحة البرازيليه ، والان هيا لنذهب
نزلا دون أن تنطق شيزوكا بأى شئ لتكتشف شيزوكا كونها فى المطار فالتفتت إليه قائلة : يبدو أنكم خططتم للأمر جيدا
آلان : الفضل لألكس فهى من قامت بالتخطيط لكل شئ ، البقية أيضا كان لهم دور كبير فى الامر
- تعنى آدم والبقيه؟
- بلى
ارتسمت ابتسامة خفيفة على ثغرها بينما تقول : يالى من محظوظه
بعد قليل من السير توقفا لتجد شيزوكا نفسها مقابلة لألكس التى سارعت باحتضانها قائلة : سعيدة أن الأمر نجح سأشتاق إليك كثيرا
وما ان ابتعدت عنها حتى لمحت شيزوكا لمعة عينها التى تنذر بتدفق الدموع فاحتضنتها شيزوكا هذة المرة قائلة : أنتِ قوية يا ألكس فأنت روميو خاصتى لذا لا تبكى
ضحكت ألكس ضحكة قصيرة قبل أن تنسل دمعتان من عينها سارعت لمسحهما قبل أن تلمحهما شيزوكا وابتعدت عنها مسلمة اياها شيئا
أخذته شيزوكا قبل أن أن تنظر إليه لتكتشف كونه جواز سفر وهوية شخصية وبعض الاوراق كلها مزورة
نظرت إلى ألكس قائلة بتعجب : ستيلا ويڤر ؟ ، أيضا ما هذة الصورة
أجابتها ضاحكة : إنه اختيار آدم أخبرته أن يبحث عن صورة مشابهة لك ، إنها ليست متقنة كونها صنعت على عجل ولكنها ستفي بالغرض كما قال هو ، ثم أشارت على حقيبة بجانبها قائلة : جمعت كل أغراضك المهمه من أوراق وبطاقات أئتمان وكذلك بعض الملابس هنا
أومئت لها شيزوكا قبل أن تتحدث ألكس مرة أخرى قائلة : والان على الذهاب سيتكفل آلان بالبقية ثم تصافحتا وغادرت ألكس مباشرة
بينما أكملت شيزوكا طريقها مع آلان حتى توقفا أمام الصالة الخاصة بالركاب نظرا إلى بعضهما قليلا قبل أن يقول آلان بنبرة بدأت يشوبها الأرتباك قبل ان تتحول لنبرة عادية : حسنا شيزوكا بما أننى لا أدرى متى سأراك مرة أخرى هلا استمعت إلي قليلا وأكمل دون أن ينتظر جوابها : لقد كنت دائما لئيما معك ، أعلم أننا تغاضينا عن هذا قبلا ولكننى أريد أن أكرر أعتذارى عن هذا مرة أخرى ، حقيقة انا لم أكرهك يوما أظن أننى كنت أشعر بالغيرة منك قليلا كونك تستطيعين أن تكونى على طبيعتك أمام الناس عكسي تماما ، لم تحاولى التغيير من نفسك ورسم صورة مخالفة لحقيقتك أمامهم ، أنا أبدا لم أكرهك بل على العكس تماما .......
أنا أحبك
رفعت نظرها إليه بعد نطقه لتلك الكلمه
ليكمل : هذا ما أدركته مؤخرا ، أعلم أن هذا الوقت وهذة الظروف ليسا مناسبين لهذا الكلام ، كما أنك متزوجة أيضا لكنى فقط أردت أن تستمعى لهذا حتى دون أن تعطينى أى رد
ما ان انهى حديثه حتى احتضنته شيزوكا قائلة بنبرة ملأها الألم : أنت متأخر جدا آلان ، لماذا أنت متأخر جدا !؟ ، لو نطقت بهذة الكلمات فقط قبل أشهر لما قبلت الزواج من آلبرت ، كنت لأهمل كل شئ حتى المستقبل الذي رسمه لي والدى ، فقط لو كان هذا أبكر قليلا
عند نطقها بهذة الكلمات شدها آلان ناحية جسده أكثر قائلا بابتسامة ساخرة : إن حظى دائما سئ
ابتعدا بعد أن سمعا نداء الطائرة المتجهة إلى البرازيل فودعا بعضهما قبل أن تتجه شيزوكا إلى الداخل .