خلف الانظار

البارت الرابع والخمسون

فى اليوم التالى أصرت شيزوكا على البقاء مع آلآن فى المشفى ولم تجد محاولات آلبرت فى إثناءها عن قرارها أى نفع فلم يجد مفرا من البقاء هو الآخر
جلست شيزوكا بجانب آلبرت على أحد الكراسي الموجودة فى حديقة المشفى يراقبان المرضى الذين خرجوا للترويح عن أنفسهم قليلا وبعد مدة قالت شيزوكا : هل أخبرت آيزن بشأنى قبلا ؟
آلبرت : كلا
التفتت شيزوكا إليه بسرعة قائلة : وكيف سمحت لى أن أصافحه إذا ، و قبل ذلك أيضا لقد ركبت معه المصعد ووقفت على مسافة قريبة منه عدة مرات و...
قاطعها آلبرت : آيزن يختلف عنا جميعا ، لقد ولد بقدرات تكاد تشابه قدرات البشر إلا أنها أعلى بقليل ، لا يستطيع الاحساس بك كما يفعل الجميع ويملك حاسة سمع تفوق البشر بقليل لذا نبذه والدى عندما كان صغيرا وتخلى عنه فأخذه إيزانا ليعتنى به إلى أن أصبح طفلا مدركا فأخذ إذنا من أبي للعيش فى مدن البشر فأودعه إيزانا لدى إحدى الملاجئ التابعة لنا هنا إلا أن نموه كان بطيئا بالنسبة لأصدقائه فقد كانوا يكبرون أمامه بينما لم يتغير هو بشكل يذكر فأخذو ينقلونه من ملجئ إلى آخر حتى كبر فابتعد عن كل من عرفهم فى حياته وجاء ليعيش فى هذة المدينة الصغيرة واستقل بذاته ودخل كلية الطب فاستغل والدى ذلك لصالحه وجعله يدير هذا المشفى التابع له بعد موت مديره السابق
شعرت شيزوكا بالشفقة تجاهه لتقول بألم : يالها من حياة قاسيه
هز آلبرت رأسه موافقا : بلى لقد عاش يرى أصدقائه الذين أحبهم يكبرون أمامه ويبتعدون عنه فأصبح منعزلا لا يحب الاحتكاك بأحد ويحافظ على سطحية العلاقة مهما حدث ، إنه يعلم أنه لا ينتمى لهذا المكان ولكنه يعافر للبقاء فيه ، مؤخرا جاء أحد أقرب رفاقه من أول ملجئ وضع فيه كمريض فى هذا المشفى والشيب قد غزى رأسه لقد زاد إحساسه بالغربة تجاه نفسه حين لم يتعرف إليه صديقه بل أخبره أن ملامحه تشبه ملامح شخص طالما أحبه فى الماضي وسأله إن كان ابنه ، كان هذا الشخص مريضا بالقلب وقد مات فى غرفة الجراحة بين يدى آيزن ، بعد ذلك الحادث مباشرة جاء آيزن إلى واستمر يبكى ثلاثة أيام متواصلة دون توقف
صاحت شيزوكا بدهشة : ثلاثة أيام ؟
آلبرت : بلى إنه حساس جدا حتى ولو لم يظهر عليه ذلك لقد علمه العيش بين البشر امتلاك المشاعر وما لا تعلمينه أنه عندما يتم إيقاظ مشاعر مصاصي الدماء فإنها تكون ضعف أضعاف البشر بهذا أخبرنى إيزانا عندما سألته بشأن الأمر
لم تصدق شيزوكا ماسمعته وأخذت تفكر * إذا هم ليسوا مجردى مشاعر انهم فقط يكبتونها و قد توارثوا هذا الأمر دون أن يعرفوا هذة الحقيقة فصدقوا كونهم لا يملكون أى مشاعر ، من الذي بدأ شيئا كهذا *
آلبرت : شيزوكا لا تذكرى الأمر أمامه فهو متحسس جدا بشأن هذة الأشياء
شيزوكا: حسنا ، لكن ألا يرغب هو فى العوده
آلبرت : لقد ندم والدى على التخلى عنه ورغب فى رؤيته قبل موته وسمح له بالعودة كابن له ولكن كرامته جعلته يأبى ذلك
حلت لحظات صمت ليقول آلبرت مغيرا الموضوع : يجب أن نعود غدا لدى الكثير من الأعمال ويجب أن تعودى معى
شيزوكا : أريد الاطمئنان على آلآن
آلبرت : أخبرنى آيزن أنه يمكنه الخروج غدا
هتفت شيزوكا بفرح : حقا ؟
آلبرت : بلى ولكن بشرط أن لا يجهد نفسه فيجب عليه البقاء فى المنزل مدة أسبوع
وقفت شيزوكا قائلة بسعاده : رائع ، سأذهب أزف إليه هذا الخبر 
فى اليوم التالى غادر الثلاثة المشفى بعد ان تقرر بقاء آلان فى منزل آلبرت حتى موعد شفاءه
بعد عودتهم أصبحت شيزوكا تتردد على منزل آلبرت للاطمئنان على آلآن حتى تحسنت صحته وعاد إلى السكن مرة أخرى