"إيريك ، إنه شين سوف يمكث معك هنا بعض الوقت أتمنى أن تكونا رفيقي سكن جيدين"
كان ذلك ما قاله روبرت تاركاً الاثنان يحدقان ببعضهما قبل أن يصيحا في صوت واحد
"ماذاااا"
ليقول المدعو إيريك
"ماذا تقول أيها العجوز أنت لم تخبرني بذلك لم يكن هذا اتفاقنا ، أخبرتني أنك ستمكث هنا لعدة أيام فقط وترحل"
رد بهدوء بينما يسيرون باتجاه سيارة إيريك
"نعم وهذا ما عليه الأمر سأذهب أنا ويمكث شين هنا معك لقد أتى إلى هنا للدراسة إنه شاب هادئ وكما ترى هو كفيف ولن يزعجك"
"كان عليك أن تخبرني بذلك على الأقل"
"لو أخبرتك لوجدت حجةً للتهرب من الأمر أعرفك جيداً مراوغ كأمك"
"بربك من المراوغ هنا"
كانت تستمع إلى شجارهما دون أن تتدخل ليرمقها إيريك بنظرة نارية قبل أن يفتح باب السيارة ويغلقه بقوة بعد أن جلس خلف عجلة القيادة
ظلت واقفة تحدق في أثر بابه المغلق بعنف بينما تفكر
*ياله من شاب وقح تماماً كوالده ، لا بل أظنه أسوء*
استفاقت على صوته المتذمر
"هلا تفضلت بتقديم تنازلك الملكي والركوب في السيارة حتى نغادر"
وإثر قوله ذلك أحست بسخف موقفها فقامت بفتح باب السيارة الخلفي والركوبعندما حل الصباح لم تكن أشعة الشمس المتسللة هي ما أيقظت شيزوكا بل صوتاً مزعجاً أشبه بصوت طرق على جمجة رأسها لتفتح عينيها بانزعاج وتنظر باتجاه مصدر الإزعاج لتجده هو
نعم ذلك الشاب الذي قد يكون سبباً في خلق أسوء كوابيسها إلى آخر يوم في عمرها وبسرعة دارت في رأسها أحداث ليلة الأمس المأساوية منذ وصولها إلى منزله نظراته النارية الموجهة لها منذ دخولها ؛ سكبه الحساء على ملابسها أثناء العشاء ثم ضبط حرارة مياه حمامها على درجة لا تستغرب أن تكون قد فاقت المائة حيث تكفي لسلق دجاجة نيئة وأخيراً وضعها في غرفة مليئة بالتراب لم تنظف لأكثر من قرن وكأنه جمع أتربة العالم ووضعها فيها خصيصاً من أجلها ثم طالبها بتنظيفها للمكوث فيها ما ذكّرها بأول يوم لها في الجامعه ، كل ذلك رغم معرفته بكونها كفيفة فحمدت الله ألف مرة أنها ليست كفيفة فعلاً فكيف سيكون الوضع إن كانت كذلك
استفاقت من ذكرياتها السوداء لتعيد نظرها إليه بينما لم يتوقف عن الطرق ولو لثانية على باب غرفتها بملعقة معدنية كبيرة بينما يرتدي مئزر المطبخ ما يدل على أنه قطع إعداده للفطور ليتكرم بإيقاظها بهذة الطريقة اللطيفة
"أرجوك توقف ستصيبني بالصمم ، لدي أذنان حساستان ، الأصوات العادية بحد ذاتها مزعجة لي"
قالتها بملامح متألمة بينما تحاول تغطية أذنيها بأي شكل فقد كان ذلك لا يطاق حقاً ويبدو أن للسمع القوي عيوب أيضاً
"كنت أتأكد من جعلك مستيقظة فقط إعذري إزعاجي"
قالها بنبرة هادئة بريئة قبل أن يعود أدراجه إلى المطبخ ما جعل شيزوكا تستشيط غضباً
"سأريك أيها الملعون ، لا أكون أنا إن لم أجعلك فطوري ذات يوم"
هكذا صاحت بحنق ما إن اختفى من أمامها لتجد روبرت واقفاً أمامها قائلاً
"صدقيني ستجدين طعمه أسوء مما تظنين"
ردت بغضب بينما تغادر السرير خارجة من الغرفة
"أصمت أيها العجوز أنا لن أبقى هنا يوماً واحداً آخر تمتع بصحبة ابنك واتركني أرحل عن هنا بسلام"
أمسكها قبل أن تخطو خارجاً قائلاً بنبرة جدّية
"اسمعي هذا المنزل ملكٌ لي ، إنه باسمي وأنا من اشتريته كذلك ، لذا فهو لا يتفضل عليك به أو ما شابه سيتحسن سلوكه مع الوقت وإن لم يفعل فأخبريني لأقوم بطرده من منزلي"
صمتت قليلاً تحاول استيعاب ما قاله لتلتفت إليه قائلة
"تطرد ابنك؟ لأجلي ؟ ، لما يهمك أمري حتى ؟ "
"لأنني أعتبرك ابنتي ّ.. ،كما أنني أريد تهذيب سلوكه الهمجي ، حقاً ما كان عليّ السماح له بالدراسة في الخارج لقد صار فتاً فاسداً"
إثر قوله لذلك انتابها شعور غريب لقد نعتها للتو بابنته وهذا.......إنه شعور فقدته منذ زمن
"سأذهب لآخذ حماماً"
قالتها قبل أن تخرج سريعاً باتجاه الحمام .
أنت تقرأ
خلف الانظار
Actionشيزوكا الفتاة التى تعيش بهدوء فى قريتها والملقبه بذات العين الواحده وقعت رهينة لاحد المجرمين عن طريق الخطأ ورأت عن قرب ذلك الشخص الملقب بالقاتل المقنع ورغم توجيهه لمسدسه نحوها الّا انها بعد نجاتها من ذاك الحادث ظلت متأكدة ان هذا الشخص ليس مجرما ومع...