البارت السادس والخمسين

1.5K 171 6
                                    

أخذت تسب وتلعن كل من حولها غير واعية بكونهم يترصدون أى تصرف وحشي تقوم به عن طريق استفزازها ليقوموا بتشويه سمعتها أكثر وأكثر لكنها صمتت إثر دخول أحد الرجال الذي تحدث بهلع قائلا : لقد قاموا بتتبعنا عن طريق تحديد مكان البث وغالبا هم فى طريقهم الآن إلينا
كشر الآخر قائلا بنبرة غاضبه : لنلجأ لخطة الطوارئ أخبر ناى أن يقوم بتجهيز كل شئ فى أسرع وقت
أومأ الرجل ثم غادر مباشرة بينما التفت الآخر إليها مرة أخرى وقد علت شفتيه ابتسامة قائلا : يبدو أنك ستكونين مصدرا للقليل من المشاكل ولكن لا أريدك أن ترفعى سقف آمالك بشأنهم كثيرا
حدجته بنظرة نارية دون قول أى شئ قبل أن يغادر الغرفة ضاحكا

خرجوا بسرعة من السيارة متوجهين إلى حيث دلهم ريمون واقتحموا المكان مستعدين لأى شئ إلا أن المكان كان فارغا بينما علقت لوحة على أول جدار قابلهم مكتوب عليها بخط عريض " حظا أوفر المرة القادمه "
اشتعل غضب آلبرت وصاح غاضبا : فلتذهبوا للجحيم
حاولت آنا تهدئته إلا أنه دفعها بيده وعاد إلى السيارة ، جلس فى مقعد السائق وضرب المقود بيده وهم بتشغيلها قبل أن توقفه يد ميان الذي سحبه خارج السيارة قائلا بحنق : إنك تثير أعصابي أيها الطفل إلى أين تظن أنك ذاهب هل تعرف مكانها حتى
أبعده آلبرت عنه محاولا كبت غضبه قائلا بسخريه: تفضل وأخبرنى بمكانها إذا بما انك تعرفه
دفعه ميان ليرتطم ظهره بالسيارة قائلا : أقسم أننى لو وجدتها فلن أسمح بأن تعود إليك مجددا هل فهمت ذلك يا عديم الفائدة
قبل أن يرد آلبرت جاء صوت آيزن المنزعج قائلا : توقفا عن الشجار كالاطفال والا أخذت سيارتى وتركتكما هنا لتكملا هذة التفاهه ثم ركب سيارته وتبعه الجميع
عندما مضى بعض الوقت سأل ريمون بشك : هل تعرف إلى أين تتجه ؟
آيزن : بلى لقد أعلنوا أنهم سوف يقومون بعرض مصاصة الدماء فى الساحة الكبرى بباريس حتى يتثنى للجميع رؤيتها
صمت الجميع إثر رده بينما اشتدت قبضة آلبرت هامسا : وهل هى حيوان نادر ليفعلوا بها ذلك
لم تكن كلمات آلبرت الهامسه لتخفى عن آذانهم ليرد ميان بنفس الهمس : انظروا من يتحدث
رفع آلبرت رأسه وقبل أن يقول شيئا صاح آيزن قائلا : أقسم ان تشاجرتما أن ألقي بكما خارجا
ليشيح آلبرت بوجهه إلى النافذة

وقفت تتحدث بثقة قائلة : الان نحن أملها الوحيد علينا أن نتأكد من نجاح الخطه ، آلان عليك أن تكون منتبها فدور البطولة من نصيبك
هز آلان رأسه إيجابا قائلا : اعتمدى علي
ألكس : ماذا عنك آدم هل فعلت ما وكلتك به ؟
مد إليها آدم ما فى يده قائلا : ها هى أخبرتك أن تعتمدى علي ، إنها ليست متقنة جدا كونها صنعت على عجل إلا أنها ستفى بالغرض
ألكس: جيد ، ماذا عنك ركس هل جهزت سيارتك ؟
ركس: بلى أنا مستعد فى أى وقت
ألكس: ويليام ، جون ، ليون هل أنتم مستعدون
صاح ثلاثتهم بصوت واحد : نعم
ألكس : جيد غالبا سيكونون هناك بعد خمس وثلاثون دقيقة من الآن سأتوجه أنا إلى المطار لأقوم بمهمتى إذا حدث أى جديد فأخبرونى بذلك
ما ان ذهبت ألكس حتى اتجه الجميع إلى سيارة ركس الذي انطلق مباشرة نحو مرادهم
عندما وصلوا وجدوا الكثير من الناس قد احتشدوا بالفعل بينما الصحفيون يملئون المكان بكاميراتهم فاختلط ويليام وآدم وجون و ليون بينهم
بينما اختبأ آلآن فى مكان قريب جدا من المنصة التى كانت موضوعة يحوطها ثلاثة من الحرس وبقى ركس فى سيارته منتظرا دوره
بدأت الأصوات تعلو حينما صدح صوت من المكبرات الصوتيه معلنا عن حضور نجمة الليله ليس كفنانة فى حفل موسيقى أو مسرحى بل كوحش يجب على الجميع أن يخافه
خرجت شيزوكا من سيارة كبيرة وصلت للتو مكبلة بأقفال الكترونيه حول يديها ليضعوها فى مكان خصص لها فوق المنصه وتلتف أكبال الكترونيه حول رقبتها وقدميها يتحكم فيها أحد الحراس بجهاز صغير فى يده بينما بدت مستكينة لا تحاول الهروب أو المقاومه
كانت تحدق بكل هذا الحشد الكبير الذي اجتمع فقط لرؤيتها وشعرت بالشفقة لحالها كونها وضعت فى مثل هذا الموقف المزرى
بدأ الصوت يخرج من المكبرات يصف كل جزء من شيزوكا بينما الجزء الموصوف يتم عرضه على الشاشة الكبيرة خلفها مما أصابها بالضجر

" أى تصرف وحشي أو همجى سيؤخذ ضدى فى هذة اللحظة على أن اتريث قليلا وأتحلى بالهدوء حتى أجد فرصة مناسبه "
هكذا فكرت بينما جميع الأنظار متوجهة نحوها
تعلم جيدا أنهم لم يقوموا بتقييد فمها أيضا لأنهم يتوقعون قيامها بأى تصرف وحشي يحرض الناس ضدها أكثر ولكنها ليست بذلك الغباء الذي يجعلها تقع فى خطتهم المكشوفه فالتزمت الصمت تماما
بعد انتهائهم من وصف كل جزء فيها
بدأ الصحافيون يطرحون أسألتهم بينما وكِل أحد الحراس بالاجابة عليهم
" يبدو أنهم لا يودون اظهار أنفسهم لذلك لجئوا للمكبرات الصوتيه يال جبنهم " فكرت فى ذلك بينما ابتسامة ساخرة تعلو محياها لتفاجأ بأحد الصحفيين يوجه لها سؤالا مضمونه " ما شعورك وأنت مأسورة من قبل البشر بعد أن كنت تتغذين عليهم "
تجاهلت سؤاله بوجه بارد لكنه ألح عليها فى السؤال كثيرا فحاولت ضبط أعصابها لتجيبه بوجه بارد مستفز " وما شأنك أنت فيما أشعر به أنا ، تابع توجيه أسألتك لذلك الأبله الذي يقف هناك ليستمر باخباركم بالكذبات التى ترضيكم "
بعد اجابتها تلك التفت الجميع ناحيتها لتكتشف وجود مكبر الصوت الملصق بملابسها والذي جعل الجميع يستمع لاجابتها اللا مباليه
فتنهدت بنفاذ صبر كيف لم تلحظ وجود هذا المكبر فى ملابسها
بعد اجابتها تلك حاول البعض توجيه المزيد من الاسئلة اليها الا انها اجابتهم بالصمت التام هذة المرة رغم رغبتها العارمه فى الصراخ عليهم ورميهم بأبشع الشتائم

كان واقفا ينتظر اللحظة المناسبة لتنفيذ خطتهم إلى أن سمع إجابتها المتهكمه واللا مبالية تلك ليضرب رأسه بكف يده هامسا " يا إلاهى شيزوكا ألا يمكنك أن تصمتى قليلا إنك تزيدين الأمر سوءاً هكذا لن أعرف متى ستأتى الفرصة المناسبة "
ثم انتظر قليلا ليرى رفاقه بدأوا بتنفيذ خطتهم بالفعل

كانت تحاول شغل نفسها بأى شئ ليلفت نظرها شخص يهمس لأحد الحراس الثلاث الذين يقومون بتحويط المنصه فحاولت التركيز لتسمع ما يقول
- لقد وجدت مصاص دماء صديقى هناك يحاول أمساكه ولكنه تغلب عليه أرجوك أسرع وسأعطيك نصف المكافأة أنت ورفاقك
= هل أنت متأكد بأنه مصاص دماء
- بلى لقد فتح فمه محاولا التهجم على صديقى وظهرت أنيابه بوضوح
= سآتى معك أنا فقط ولى نصف المكافأة
- كلا إنه شرس جدا ، أرجوك أسرع وأخبرهم لا بد وأن صديقى الآن بين الحياة والموت
= إذا لنا 80% من المكافأة
- لكن هذا كثير جدا
= ودع صديقك إذا
- حسنا حسنا لك ما تريد لكن أسرع أرجوك إن مات فلن أعطيك شيئا
وبسرعه توجه الحارس نحو رفيقاه لينطلقا معا برفقة ذلك الشخص

ثارت أعصاب شيزوكا كليا لا بد وأن ذلك الشخص كاذب مئة بالمئة أيعقل أنهم يفعلون ذلك فقط لتشويه سمعتهم ، لا يمكن ذلك

قرب زقاق صغير وقف ليون برفقة الثلاثة حراس قائلا : هنا سيدى دخل الأول بحذر ليبقى الاخران خارجا بأمر منه وما ان دخل حتى استقبله ويليام وجون بضربة قوية على مؤخرة عنقه ليفقد وعيه وما ان سمع الاخران صوت ارتطام جسده بالأرض حتى دخلا معا يرفعان مسدسهما عاليا ليتلقى أحدهما ضربة من ليون وويليام والآخر من جون وآدم
ضحك ويليام بسخرية قائلا : يالهم من مغفلين لم يضعوا احتمالا حتى لكوننا ننصب لهم كمينا ما هذا الغباء هذا جعلنى أتسائل فعلا عن حجم عقولهم إن كانت موجودة أصلا
ضربه جون على رأسه قائلا : أصمت ما زالت أمامنا خطوة أخرى إنه دورك الآن آدم سنقوم نحن بتخبئة أجساد هؤلاء الأغبياء حالما تصل أنت ومعك بقيتهم

بعد مرور بعض الوقت لمحت شيزوكا شخصا آخر يهمس لأحد الحراس الذين يقفون بجانبها لذا كانت قادرة على أن تسمع حديثهم بوضوح
- سيدى هناك مصاص دماء قتل ثلاثة حراس
التفت الحارس حوله ليلحظ اختفاء الحراس الثلاثة الذين يحوطون المنصة بالفعل فقال بهلع
= ولما ابتعدوا عن هنا
- لقد عرضت عليهم 80% من المكافأة إن هم قاموا بأسره من أجلى لقد كادوا يقبضون عليه لولا قلة عددهم أظنك ستقدر على ذلك لو كان معك ضعف عددهم وسأعطيك 90% من المكافأة ما رأيك
نظر إليه بشك قبل أن يقول
= حسنا سأخبر رفاقى انتظر هنا حالما أجمعهم ، لا أظن أن هذة الوحش قادرة على الهرب فى كل الأحوال فهى مقيدة بالكامل
ابتسم الاخر بخبث قائلا
- بالطبع انها عاجزة بالكامل
وما ان أعطاه الحارس ظهره حتى رفع الجهاز الصغير فى يده هامسا باستخفاف يا لك من مغفل

صدمت شيزوكا التى كانت تراقب ما يحدث هى لم تستطع تمييز ملامح هذا الشخص إلا أنه لن يكون هناك مصلحة له من الحصول على ذاك الجهاز إلا لأمرين استبعدت أحدهما وهو انقاذها كونها لا تعرفه وبقى الاخر وهو الحصول عليها لكونها قيمة جدا كعينة للبحث

بعد دقيقة تقريبا وصل الحارس برفقة خمسة من رفاقه ليصيروا ستة ويتوجه معهم إلى حيث قادهم
فى طريقه قابل آلان وسلمه الجهاز بينما يمر بجانبه دون أن يلحظ أحد الحراس ذلك وبهذا يكون قد أنهى مهمته بينما ما تبقى يقع على عاتق آلان وركس القابع بالسيارة ينتظر دوره

خلف الانظارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن