لم يكن عليه الخوف..لم يكن عليه الهرب..فلما عليه الهرب إن لم يكن خائفا!
لطالما صنف الخوف و الرعب حالة عقلية متصلة بالوعي..و ليس أبدا اللاوعي.
لما تخاف؟
لأن عقلك يوهمك بأن ما أمامك مخيف و عليك الاحتراس منه و ربما الهرب أبعد ما يكون عنه ..و يعطيك كل الأسباب التى لا تبدو عقلانية أبدا لتبدو منطقية جدا.
و إن كنت تشكك بكلماتي ..هل ربما لديك سبب مقنع لخوف رجل بالغ من صرصار!
أو ربما كره الفتيات للفئران!
ربما الأمر مزعج ..و ربما كان شعور غير محبب!
و لكن في النهاية هو ليس حقيقي..خوفك و سبب رعبك و إرتعاش أطرافك ليس حقيقي..ليس منطقي .
أعنى ما المخيف في ذئب متمرد يقضم أعناق فرائسه دون نظرة رحمة أو فكرة تراجع !
ما المخيف بذئب لا يوجد مثيل لعينيه الزرقاء التى لا يكسر ضوئها .. لا شرار نار و لا لهيب شمس !
ما المخيف بذئب يتحكم بجسدك كما لو كنت دمية خشبية بخيوط رقيقة !
ما المخيف بذئب يمكنه تحريكك بعينيه..شلك دون كلمات..و قتلك بأنيابه الصغيرة اللطيفة.!
يونهو يعرف كل شئ عنه ..يعرف نقاط قوته و لم يشهد لحظة ضعف واحدة له .
و لم يخفيه هذا للحظة واحدة .
هل خفق قلبك يوما..
لا أظنه خفق كما فعل خاصة ذلك الذئب يوما .
هذا ما كان يملئ عقل يونهو بينما يقف بهدوء على باب مهجع الذئاب الصغيرة في فترة البلوغ ..لم يكون يفوتهم شئ .
كان بيتا المهجع يدربهم كل يوم ..يعلمهم كيف يتحكمون بأنفسهم و تحولهم و ذكوريتهم كل يوم
يخبرهم أنه لا فرصة لإختيار من يحب و لمن سيتكاثر معه ..و لا توجد فرصة للوقوع بفتنة الشهوة مع غير شريكك..في النهاية أنه اختيار القمر .
كان يونهو الأفضل على الإطلاق ..كان أكثرهم هدواءآ على الإطلاق حينما يأتى الليل و يبدأون بالرغبة في شريكة تبرد أجسادهم المشتعلة .
و على عكس المتوقع ..
حينما كان الجميع يحترق .. و يخرجون ليلا من النوافذ الحرة من الزجاج كان هو يتمدد على سريره يتخلص من أفكاره البذيئة بيديه ..ك بشري عادي.