طالت الجلسة المؤنسة وانضم إليهما فيها رائد الصّغير وجدّته. كانت جلسة هادئة أمام نار الموقد، وكان رائد قد جلس في حضن أبيه يستمع إلى الأحاديث التي لم يفهم منها شيئاً. سأل عليّ رائد بعد حديث طويل عن طفولته:
- ألا تريد أن تتفقّد الدّب؟
- بلى.
ذهبا إلى مكان تواجد الدّب، فوجده عليّ على حالته المعهودة. فكّ رائد الشّاش عن قدمه وفتح حقيبته الّتي ترافقه أينما ذهب، وبدأ يعالج الجرح بكلّ مهارة حتّى إذا أنهى قال لعليّ:
- إنّها مجرّد إصابة طفيفة، ولكنّه سيحتاج لبضعة أيّام ليستعيد قدرته على المشي.
مدّ عليّ يده للمصافحة وقال:
- أشكرك على هذه النّصائح الجوهريّة. أأمل أن تعيد هذه الزّيارة بّأسرع وقت.
صافحه رائد قائلاً:
- نِعْمَ التّلميذ.
ثمّ امتطى حصانه وانطلق سريعاً وهو يلوّح بيده.
أخذ عليّ سلاحه وعدّته وسأل والدته:
- أتريدين شيئاً من منزل والدي المرحوم؟
- وما حاجتك هناك؟
- ذاهبٌ للصّيد، إنّها منطقة متميّزة بتجمّع الغزلان.
- حسناً، هناك صندوق فيه بعض القطع الذّهبيّة خبّأته تحت سرير والدك المرحوم، أحضره معك من هناك.
- حسناً.
خرج عليّ من منزله واتّجه نحو منزل والده، وقبل أن يبدأ بالصّيد دخل البيت ليحضر الصّندوق لوالدته. جثا على ركبتيه ومدّ يده تحت السّرير ليحضر الصّندوق، فوقعت يده على كبسوله دواء، تأمّل بها وقال في نفسه:" أنا الوحيد الّذي كنت أحضر الأدوية لأبي، ولم يسبق أن أحضرت دواء يحتوي على هذه الكبسولات!"
ذهب عليّ رأساً إلى أقرب طبيبٍ في المنطقة، وسأله عن وظيفة هذا الدّواء، فأجابه:
- إنّ هذا الدّواء هو مخدّر للأوجاع، ولا يُنصح أبداً بتناول جرعاتٍ كبيرةٍ منه، فآثاره الجانبيّة ربّما تكون قاتلة وخاصّةً لكبار السّن.
خرج عليّ من عند الطّبيب دون أن يشكره، واتّجه إلى منزله فوراً. عندما وصل سأل أمّه وهو يلهث:
- ما كان اسم ذلك الطّبيب الّذي كان يداوي والدي؟
- اسمه...كان...نعم، مرتضى، ولكن أين الصّندوق الّذي قلت أنّك ستأتي به؟
- ليس وقت الصّندوق الآن. أين يسكن؟
- يسكن أمام منزل والدك ببضعة كيلومترات قرب الصّخرة الخضراء، ولكن ماذا حصل؟ لما تسأل عنه؟
- أخبرك لاحقاً.
أنت تقرأ
فنّ الانتقام
Phiêu lưuعليّ شابٌّ عاديّ من هواة الصّيد. كان يعيش حياةً طبيعيّة وآمنة, قبل أن تنقلب حياته رأساً على عقب. فهو لم يعد إلّا وسيلة لإشباع حبّ الانتقام... وليس أيّ انتقام