ذهب عليّ إلى أبيه ليزوره، وعندما وصل أسرع الطّبيب بفتح الباب وقال بتوتّر:
- إنّ وضع والدك يتدهور، فَقَدَ الذّاكرة بشكلٍ كليٍّ منذ يوم، ولا يملك القدرة على حفظ شيء مهما كان بسيطاً.
كان وجه عليّ حين إذٍ قد أصبح أصفراً بالكامل، وكان بالكاد يلتقط نفساً. ركض الطّبيب من أمام عليّ إلى الخارج بسرعة، ولكن لم يعر عليّ لذلك اهتماماً، وهرع إلى الدّاخل ليرى والده. دخل إلى الغرفة الّتي كان والده ملقاً فيها على السّرير، كان ينظر حوله مثل المولود الجديد، وعندما وقع نظره على ابنه، ظلّ يحدّق به طويلاً. جلس عليّ بجانبه وحضر وفاته.
دُفن الأب بالقرب من منزل عليّ، أمّا وضع أمّه بعد هذه الحادثة فقد أخذ بالتّدهور وقرّرت السّكن عند ابنها بسبب وفات زوجها.
بعد حوالي الشّهر من تلك الحادثة، ذهب أحمد -مرّة أخرى -إلى عليّ وقال له باستغراب:
- ما بالك يا رجل، أعرف أنّ إرادتك صلبة، وأنت أكثر النّاس تحكّماً بعواطفك، فما الّذي حصل لك؟
- اتركني يا أحمد، أنت لا تعرف ما قدّمه لي والدي طوال حياته.
- بلى أعرف، ولكنّه يحبّ أنّ تعيش حياةً سعيدةً بعده، فمن أجل والدك، قم ودعنا نستعيد حياتنا السّابقة.
انتظر أحمد جواباً من عليّ، لكنّه لم يردّ، فعاد أحمد إلى منزله.
في اليوم التّالي ذهب عليّ إلى أحمد، وعندما فتح أحمد الباب تفاجأ بعليٍّ واقفاً أمامه مبتهجاً وقال:
- هيّا إلى الصّيد، فلقد جاع ابني رائد وأمّي أيضاً.
فردّ أحمد مبتسماً:
- ها أنت عدت عليّ الحقيقي.
أنت تقرأ
فنّ الانتقام
Aventuraعليّ شابٌّ عاديّ من هواة الصّيد. كان يعيش حياةً طبيعيّة وآمنة, قبل أن تنقلب حياته رأساً على عقب. فهو لم يعد إلّا وسيلة لإشباع حبّ الانتقام... وليس أيّ انتقام