جالسان في سكون يقطعه صوتها الخافت يروي ما حدث برزانة بها ألم لا يمكن يغفل عنه أحد ...
حين قطع حديثها قائلا بدهشة : أغصان !
: نعم ، قُتل فردين من الخدم الذين لم يحترقوا بسبب تلك الأغصان ، لم يبق سوى اربعة أحياء فقط ، وقد استاطعوا الهرب بأعجوبة ...
: ولكن .... كيف ! ، اخترقتهم كالسهام !!....
: نعم ، كانت أكثر سمكا من السهام مدببة الأطراف أكثر من الإبر ....
ثم همست بشرود : كان يوماً عصيباً .... عصيباً جداًجلست الصغيرة على ركبتيها جوار جثة والدتها واخبرتهم ببكاء : هي مجروحة ، لقد نزفت دماء كثيرة .... نحتاج طبيب ، ستسيتقظ مريضة ...
بكت هادية ، بينما قال ماهر : علينا الرحيل بسرعة ، هيا آدم ، فلنرحل رهمة ..
اخبرته بعيون دامعة : ولكن أمي نائمة !
اقترب منها قائلاً بحزن : صغيرتي ، والدتك ستكون بخير إن شاء الله
حاول آدم التحرك ولكنه صرخ متأوهاً ، فحمله ماهر قائلاً : هيا هادية وأنت رهمة علينا الرحيل بسرعة
ولكن الصغيرة لم تحب اقتراحه ، وصرخت باكية : لن اترك والدتي ، أمي هيا لنرحل ، سننام بعدما نذهب للمنزل كما اخبرتني هيا استيقظي
اقتربت هادية تأخذ بيدها بحزن : عزيزتي ، بقاؤنا هنا سيء ، هيا بنا
: لا أمي .... أمي استيقظي لنرحل ... أمي
ابتعدت هادية وهي تبكس بينما جعلها ماهر تحمل آدم ، وحمل هو رهمة غصبا وبينما هي ترفض وتحاول التملص منه سقط غصن اخر ، جرح قدمها بشدة فحملها بسرعة بينما هي تصرخ وانطلق يركض ، بينما صرخت هادية بفزع وكذلك آدم ... لم تستفق من صدمتها إلا بسبب صراخ ماهر فيها بأن تسرع .....
خرجوا من الغابة ، وركضوا لمسافة على الطريق ... كانت الاغصان تلاحقهم لفترة ولكن بعدما خرجوا من الغابة اصبح من الخطر ان يُهاجموا ، أو ربما من الخطأ !!: تلك العائلة انتهت عن آخرها قُتلوا جميعاً عدا شخص واحد .... اظنك تعرفه ..
: بالطبع مجد
ابتسامة خافتة ساخرة ارتسمت على وجهها ، وهي تقول بشرود : مجد ......
وبعد قليل اردفت ساخرة : لمَ لا ! ..... على اي حال لقد انتهت القصة ، هذا ما تريده ...
: هل احترقت غرفة مالك بسبب الغابة أيضاً !
: الا تعقل يا فتى ! ، كيف يمكن للغابة أن تحرق الغرفة ؟! بشير هو من أحرقها كان يريد أن ينتهي حزن مارية على صبيها ، لم يرد اي شيء يذكرها به
: ولكنك قلتِ أن الغابة حرقت القصر !
: لا أذكر ابدا انني قلت هذا !
: قلتِ أن النيران انتشرت في غرفة بشير ..
قاطعته قائلة بنبرة ذات مغزى : كما لو كان هناك مادة مشتعلة على الأرض ....
قال بدهشة : تعنين أن هناك من صب مادة مشتعلة في القصر ! ، ولكن من ؟ من المفترض ان الجميع مات يومها ! ، إلا إذا كانوا الخدم الاربعة الذين هربوا هم الفاعلين ...
: أنت مخطئ ..... اللعنة لم تمت يومها
جعد حاجبيه قائلا بتعجب : اللعنة !!
هزت رأسها إيجابيا : نعم ، لم تمت ، بل أرادت إنهاء عملها
تضخمت دهشته فقال : عملها ! ، ماذا تعنين لم افهم ؟!
: لم تمت العائلة بالكامل يومها ، وهي أرادت أن تنهيها بالفعل ... كما قلت .... مجد لم يمت يومها ..
: أي أن مجد لم ينتحر
: بل قتل ، نعم بالفعل ..
فرك رأسه بضجر : يا إلهي ما هذا !
نظرت له يتحرك جيئة وذهابا بتية ، فقالت : اعتقد يكفيك هذا !
جلس قائلا : لن تتركيني هكذا ... ، اخبريني ما حدث
: ولكني أعتقد أنك قد سمعت كفايتك لهذا اليوم !
: لكني اريد ان أعرف ماذا حدث ....
صمتت ، وايقن أنها لن تقول المزيد ... حتى قالت : اخبرتني أنك تعرف عن إحدى ملكات هذه المدينة ... اخبرني عنها ..
: لم تجيبي طلبي بعد ...
: لن تخبرني اذا ؟
تنهد ثم قال على مضض : تقصيدين سيرينا ؟
: نعم ... اظن ذلك
: ما اعرفه هو انها تزوجت الأمير عدنان قبل وفاة الملك بحاولي عامين ... بعدها تولى هو الحكم ، وأصبحت الملكة ، كانت جميلة جداً وصارمة أحياناً ، شديدة الذكاء ومثقفة و....
قاطعته قائلة : تزوجت بالامير ، هل هي ابنة أحد القادة او وزير ما ؟
هز رأسه نافياً : لا ، كانت يتمية ولكنها ثرية ، أحبها الأمير ولم يعارض الملك لأنها كانت ذا شأن رفيع .
همهمت متفهمة و قالت : أكمل ..
: فقط هذا ما اعرفه ، غير جمالها الأخاذ ، ألم تسمعي عنها قط !
: لست من تلك المدينة بالأصل ، اعرف عنها القليل فقط ...
كاد يتحدث حين قالت : وواضح انك ايضا لا تعرف عن ملكتك اي شيء !
جعد حاجبيه قائلا بعدم فهم : عذراً !! ، ماذا تعنين .
: لا شيء ، اتعرف كيف مات مجد ؟
هز رأسه نافياً ، فقالت : ولا تعرف ما هي اللعنة صحيح ؟!
أومأ برأسه مرة واحدة فقالت : حسناً .... دعني اخبرك كيف علم بشير بأن قاتلة مارية هي زوجته ....
أنت تقرأ
الغابة الملعونة_آلاء شعبان
Mystery / Thrillerهمست يوماً في أذنه : هل سمعت يوماً عن وحش القلعة ؟ وقبل ان يفتح فمه ليتحدث قالت : لا يا صغير ليس ذاك الأمير المتحول ، بل الوحش الآخر ... ألا تعرفه ؟ ، حسنا دعني اخبرك .. ما بين الرواي وروايته ... رواية غموض وليس رعب الرواية الرابعة بقلمي : آلاء شعب...