7-عائلة الذئاب..

148 24 35
                                    


: السيدة ميسون ! ، لكن ماذا كانت تفـ....
قاطعتها رهمة بصوت هادئ : رأيتها تمسكها من رقبتها بقوة ، والسيدة مارية كانت تحاول الفرار منها ، ولكنها لم تستطع ، وفي النهاية سقطت نائمة على الأرض ...
اتسعت عينا والدتها من الصدمة ، بينما هي أكملت : ابتعدت عنها السيدة ميسون ، ثم اخذت تلك العصا
وأشارت إلى غصن على الارض ، وأكملت : ظلت تضربها به بقوة ، ثم دفعتها في البحيرة .....
شهقت والدتها بفزع وهي تكتم صرختها بيديها ، بينما قالت رهمة : لا شك في أن السيدة مارية الآن غاضبة من السيدة ميسون جداً ، أنا سأنتظرها حتى تستيقظ من نومها ، أريد أن اخبرها عن مالك .....
نظرت لها والدتها ، وهي تشعر بالخوف يقطع قلبها ، سحبتها من يدها وانطلقت تهرول لخارج الغابة ، بينما رهمة تهتف : أمي ، أريد الإنتظار حتى تستيقظ .... أمي ، أريد أن أحدث السيدة مارية ...
اوقفتها وهتفت بها : لا تخرجي من الغرفة مجدداً ، لا تخرجي أبدا رهمة !
: حسناً انتظري حتى أحدث السيدة مارية !
: قلت لك لا
: حسناً ، فلنوقظ السيدة مارية كي تدخل المنزل هكذا ستصاب بالبرد !
وقبل أن تجيب والدتها سمعت صوتا يسأل : واين هي امي ؟
نظرتا لها ، لإبنة السيدة مارية .....
صمتت والدة رهمة ، بينما قالت رهمة : نائمة في البحيرة في الغابة ..... ولكنها لا تريد الاستيقاظ ، لأنها غاضبة ....
.
.
.
: ما حدث بعدها كان المتوقع ، ذهبت الفتاة مع بعض الخدم إلى البحيرة ، حيث جثة والدتها ...
وبينما يقيمون مراسم الدفن للمتوفِ الثاني في هذه العائلة في هذا الشهر فقط ، كان كل شخص في افكاره الخاصة !
ميسون اختفت في غرفتها فعلاً ، لا تحدث أحدا ولا تخرج منها ، والفتاة جلست تبكي والدتها بألم شديد ، لا شك في أنها كانت متألمة بشدة ، فلم يمض شهر على وفاة أخيها حتى !
الغريب ان الذئب الذي قتل صغيره ، ظل محتضنا جثتها وهو يبكي ، بل ينتحب ، كان يبكي كمن فقد كل شيء !
مجد لم يكن في القصر بالأصل ولا أحد يعلم هل وصله الخبر أم لا ، أما الخدم ... فبالطبع سار الأمر على النحو السابق
.
.
كانت ذاهبة بالطعام إلى غرفة الفتاة ، حين سمعت أحد الخدم يقول : لقد رأيتها بأم عيني تدخل الغابة يوم رحيل الشاب ، حذرتها فقالت ان الغابة الملعونة لا علاقة لها بوفاة الصبي الصغير ودخلت ولم تستمع لي !
فرد آخر : لقد سمعت يوما أحد في المدينة يذكر ، انه في الماضي كان هناك ساحر يعيش في الغابة ، ولكن بعدما طرده الملك ألقى عليها لعنة كي لا ينتفع بها أحد بعده ، ومن وقتها والغابة ملعونة لا يدخلها أحد إلا وقتلته
شهقت إحدى النساء من الخدم بينما يقول شخص آخر : ولم أتيت طالما تعرف
أجابه : لم أصدقه وقتها ، ولكن الآن .... ربما علينا العودة ، فأنا لا أريد قضاء نحبي الآن !
بدأ الهرج والمرج في المطبخ ، كل منهم يذكر شيء سمعه ، حتى أن منهم من ذكر أن الحيوانات هربت من الغابة مذ لعنها الساحر ، وبعضهم ذكر أن الحيوانات التي تعيش بها الآن ما هي إلا ثعابين وحشرات سامة ، أي حيوانات قاتلة فقط !
تركتهم بهرائهم ذاك وصعدت حاملة الأطباق إلى الغرفة المنشودة ...
نظرت حولها وهي تقف أمام باب المطبخ ، كان قصرا ضخما ، أثاثه كلاسيكي من طابع خاص و زوق فريد ألوانه وتصميمه تعطي شعوراً بالدفء والحماس ، زفرت وهي تنظر أرضا .... ليت الاشياء بمظاهرها !
نظرت للسلم الفخم أمامها ، وسجادته التي تغطيه كاملاً عدا جانبيه ، صعدت بخطوات بطيئة وهي تسمع صوت حذائها الخاقت ، وكأنه ناقوس يدق على رأسها ...
فعليا أرادت ترك القصر و قررت أن تبدأ الاستعداد للرحيل من وقتها ....
ولكن ..... الوقت لم يسعف أحدا !
.
.
.
صمتت ، فقال بعد مدة : مما ذكرت ، فالغابة ليس لها علاقة بما حدث !
: بل لها ، الغابة ركن اساسي في هذه القصة ، ليست فقط مكان وفاة الصبي وأمه .... ، أتعرف بعض حديثهم عن الغابة صحيح ..... فالغابة شهدت موت من اعتدوا عليها ، رأتهم يُقتلون واحداً تلو الآخر ....
: وماذا عن الحيوانات ، هل فعلا لا يوجد حيوانات هنا ؟
: ليس تماماً ، ليس صائب وليس خطأ !
: أمن المفترض ان هذه إجابة ؟!! ...
: حسناً ، بعض الاشياء لا اجابات لها ، شئت ام ابيت ، هناك الكثير لا تعرف له سبباً واضحاً !
هز رأسه بفهم ، فقالت بتركيز : اعتقد ان علينا الرحيل الآن !
نظر لها متعجبا من تغير نبرتها ، فقالت : قم ، هيا !
قام قلقاً ، وسار معها إلى خارج الغابة سريعاً ، كان يريد الركض حقيقةً ولكنه لم يرد تركها بمفردها بداخل تلك الغابة ....
خرجا فقالت : سأعود للمنزل ، السلام عليكم
وقف صامتاً ، بينما هي دخلت منزلها واغلقت خلفها ، وما إن دخلت حتى التف إلى الغابة ينظر لها بخوف ، ثم توجه لمنزل العجوز ، اغمض عينيه ثم طرق الباب متردداً
فتحت ليقول : ااا جدتي هل يمكنني البقاء معك في الداخل ؟!
: لماذا ؟ ، انت خائف ؟
فرك رأسه قائلاً : بصراحة .... لا أفهم لمَ خرجنا من الغابة سريعاً هكذا ولكن ذكرياتي مع الغابة ليست جيدة ...
افسحت له طريقا للدخول فدخل سريعا ، وقف أمام الاريكة قائلا : الجو دافئ هنا !
جلست فجلس جوارها قائلا : جدتي ! ، أتحبين الشتاء ؟
: نعم
: انا أحبه أيضاً ، كمت العب بالثلج مع اصدقائي كثيراً ، اكثر ما كنت احبه في الشتاء هو الثلج ، وقطرات الماء التي تهطل بغزارة أحياناً ، أحب أن يكون اليوم كاملاً كوقت الغروب ، شعور رائع ....
قالها ببساطة ، ولم يدرِ أنه اغرقها في ذكريات كثيرة بتلك الكلمات ...
.
.
.
طرقات خافتة على باب الغرفة ، قابلها صراخ غاضب من الجهة الاخرى : اخبرتكم لا أحد يأتي إلى هنا !
اهتزت الصينية في يدها ، ثم عادت ادراجها فالصوت الغاضب خير دليل على أن صاحبه لا يرغب بالطعام الآن!
وبينما تعود رأت رهمة تقف أمام السلم فقالت : رهمة ! ألم آمرك بأن تظلي في غرفتك !
صعدت رهمة بعض الدرجات قائلة : ولكن أمي ، أريد اللعب مع آدم ! ، كما أنني لا أجد السيدة مارية بأي مكان ! ، لم أرها مذ ضربتها السيدة ميسون .....
جذبتها من ذارعها قائلة : هيا رهمة ، سنرحل من هنا ، لن ابقيك هنا اكثر من ذلك ...
التفتت إلى والدتها بينما تسحبها من ذراعها : إلى اين سندهب !
: سنعود لمنزلنا ..
هنا وبالصدفة السيئة بشدة ، عُرف كيف قُتلت مارية .... ، هنا ... بدأ الانهيار التام ...
.
.
.
: هل انتهت تلك العائلة بموت مارية ! ، فأشعلت الغابة النيران في المنزل أم ماذا ؟ ، أعني ... كيف احترق القصر هل بشير من أحرقه !
: ولم ليست ميسون ؟
هز كتفيه قائلا : ميسون مما يبدو محبة للمال ، لن تفسد قصر ابنها ، لكن بشير لم يحب الفكرة على ما يبدو بالاصل ، ولكن اخبريني ما سر حزن بشير لهذا الحد ! ، ولو كان يحب عائلته كيف قتل ابنه !
: بشير تزوج بميسون في شبابه ، لم يمر سوى عام واحد حين رأى مارية واحبها تزوجا وميسون كانت حاملاً بمجد حينها ، مما جعلها تكره مارية بشدة فهي كانت لا تزال عروس ، اخبروها بأنها حين تضع صغيرها سيعود إليها بشير ولكنها حين وضعته علم بشير بحمل مارية ، فتركها والصغير وأسرع لمارية فاشتعل قلبها حقداً ... ، أما بشير فقد كان يحب مارية بشدة وهذا سبب كرهه لمالك !
: كيف؟
: حين حملت بمالك كانت صحتها تتدهور بشدة ، طلب منها إجهاض الصبي ولكنها رفضت ، وغضبت منه ولم تحدثه لفترة طويلة ، وصحتها تتدهور أكثر ... ، بعد شهور من تلك العزلة بينهما كانت فعليا تحتضر ، احضر الاطباء لها فأخبروه أنها إما تلد الصبي او يحافظوا على حياتها ...
اخبرته قبل ان تفقد الوعي أنها لن تسامحه ابدا لو قتل صغيرها ... ، وطلبت ابنته الأولى من الأطباء أن ينقذوا الصبي كما أوصت والدتها .... ، شاء الله ان يحيا كلاهما ولكن عاشت مارية مريضة لسنوات ، لم تتعافى سوى بعد اربع سنوات من ولادة مالك !
طوال تلك الفترة وهو يتجنب مالك ، لم يمثل له مالك اي شيء غير ابتلاء أثَر على حبيبته ، لم يكن مالك سوى شيء مكروه بالنسبة له ، ببساطة رحيله شيء كان يريده في الماضي ، فلو رحل الآن فلا مشكلة !
موت مالك سبب انهيار لمارية ، فاصبح بشير يظل معها اكثر ، مما زاد من حنق ميسون ، تلك كانت القشة التي قسمت ظهر البعير ، استغلت وجود مارية وحيدة في الغابة وحديث الخدم عن السحر ، وهاجمتها ، تشاجرتا ثم خنقتها ميسون وضربتها ونهايةً ألقتها في البحيرة ....
صمت قليلاً ثم قال : ومن عرف بتلك الأحداث ؟ ، هل علم بشير انها من قتلت زوجته ؟!
: نعم ، بعد يومين علم بشير ، ومعرفة بشير كانت بداية النهاية لتلك العائلة ، واشتعلت اللعنة الحقيقة التي صبت الحمم على رؤوس الجميع !
.
.
دخل بشير غرفة ميسون واغلق الباب خلفه حتى كاد يتحطم من قوة دفعه ، بعدها سمع الجميع صوت صراخ مكتوم وصوت غاضب ، تهديد و توعد ، اخترق الصراخ ذرات الهواء واندفع يشق جميع أرجاء المنزل ....
.
.
: كانت ميسون بالطبع
شردت قائلة : ليست ميسون فقط ... بل صرختها ترددت في حنجرة خدم آخرون ، ولكنها كانت تصرخ بسبب صفعات بشير وضربه لها ، بينما الخدم يصرخون بسبب النيران التي امتدت من غرفة مارية ، تريد التهام القصر ..
: نيران ؟!
: نعم ، ما إن خرج بشير من الغرفة ، رأى احد الخدم -وقد كان يمر من أمام الغرفة- غصناً محترقاً سقط فجأة من النافذة ، وما إن لامس ارض الغرفة حتى بدأت النيران تنتشر بسرعة رهيبة وكأن هناك مادة مشتعلة على الأرض !...
ثم .... بدأت لعنة الغابة ....

----------------
السلام عليكم :
عملت تعديل ، هنزل تلات ايام جمعة وحد واربع بإذن الله
بس عايزة تشجيع ماشي !
رايكم بقى متنسوش
دمتم في طاعة
سلام تاني
البارت الجاي : الأغصان تهاجم

الغابة الملعونة_آلاء شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن