14-في امريكا..

122 13 5
                                    

فوت وكومنت ، التفاعل بينهار تاني !!

: ألم يعرف أحد أنك كنت هناك
سألها يوماً ، بعدما اخبرته بأن بشير يظنها شبح ، حينها أجابته
: جميعهم كان يعرف بوجود أطفال ، مجد رآني حين ذهبنا لنرى طيوره ، ومالك كان يحكي لمارية عنا أنا وآدم ، وسيرينا .. رأتني أكثر من مرة .... ، لكن ميسون ! كزوجها تمانا لم تكن تعرف بوجودي ! ، اغبياء ، عشنا هناك لأسابيع بالتأكيد علموا من يعيش معهم ، ولكنهم اغبياء لم يهتموا بهذا !!
: وكيف ظنتك ميسون شبحاً ؟!
: حين كنت اركض خلف مارية لاخبرها كيف قُتل مالك ، وهاجمت هي مارية ، لم تنتبه لي سوى بعدما رمت مارية بالبحيرة ، رأتني أقف على رأسها تماماً ... ، حينها سألتني بنبرة خائفة : من أنت ؟
ولم اجبها سوى بـ : صديقة مالك ...
: وكيف تظنك شبحاً حينها !
: ربما هي عادة لدي ، حين اصدم اكون ساكنة و هادئة بطريقة لا تليق بما يحدث أمامي ، سكوني وقتها كان غريباً ، يجعلها تربط بيني وبين القصص التي تروى في القصر ليل نهار عن لعنة الغابة ! ، تستطيع القول أن ......
.
انتبه من ذكراه على صوت مضيفة تخبرهم بلكنة امريكية أن الطائرة على وشك الهبوط في مطار العاصمة ، قام معتدلاً وهو يكمل جملتها عنها : أن المحيط الذي تسبح به ربما يجعل الصورة زائفة ..
.
نظر من النافذة جواره للأرض تقترب والصورة تتضح ، ولم يستغرق الأمر وقتاً حتى كان يهبط من الطائرة ، وبعدها اخذ اغراضه متوجها إلى منزله ...
.
.
فتحت عيناها بتعب ، تشعر بعظامها محطمة ، بينما اللعنة أمامها تتحدث : لن اتركك هنا رهمة ، ستأتين معي ...
: انا اهزي .... بالتأكيد أفعل ! ، مجرد هلوسة..
اغمضت عيناها بتعب وسريعاً فقدت صلتها بالواقع ...
فتحت عينيها بعد ساعتين ، لتجد المنزل كما هو نظرت حولها وحاولت التحرك ولكن عظامها بالكامل تؤلم بشدة ، استندت على الأريكة وحاولت القيام.....
بينما حولخا تتردد أصوات كثيرة ، متداخلة وكلها قريبة منها..
: صغيرتي ، ابتعدي وسألحق بك ، لاتقلقي ..
: طلبت أن اخبرك أنها ستنام قليلا فقط. ...
: سأفتقدك كثيراً رهمة ....
: أميييييي ....
: آدم نام كأمي ...
: زوجها واخوها ماتا ...
: أنت ممطرة رهمة !....
تتابعت أنفاسها بسرعة و حاولت القيام ، لتسقط أرضاً وتفقد الوعي مجدداً ...
استيقظت بعد الغروب ، سحبت الشال الذي تلتف به بتعب ، وقربته من النيران أمامها ، وبعدما سخنت النسيج ، لفته حول نفسها ، ليغطيها كاملاً ، واستندت برأسها على الأريكة تحاول إدخال الدفء لجسدها المتألم ...
.
.
استقل المصعد إلى الطابق الذي يعيش به ، ألقى حقائبه على الاريكة ثم ألقى نفسه على تلك التي تجاورها ، وغط في ثبات عميق !
وجواره على الأرض سقطت ورقة صفراء مهترئة قديمة ، خُطَّ عليها حبر جديد .. لم ينتبه لها ...

استيقظ في اليوم التالي ، جهز نفسه ثم انطلق إلى الجريدة التي يعمل بها
جلس في مكتبه يكمل ما يكتبه ، روى قصتها كاملةً ... ظل يكتب طوال اليوم ، يتوقف ويحضر القهوة ثم يعود للتدوين مجدداً ، انتهى بعد رحيل أغلب الموظفين ، قام متجهاً لمنزله وعادت حياته لصخب كان قد اعتاده  .....
.
.
في اليوم التالي ظهرا استيقظت و كانت بصحة أفضل ، استندت على الأريكة وقامت ، كان الحطب قد اشتعل تماماً والنار خمدت ، وضعت بعض الاغصان الصغيرة حيث لم تستطع حمل اكبر منها ، ثم توضات ووقفت تصلي ... ولكنها ما إن سجدت حتى لم تستطع القيام أبدا ، فأكملت صلاتها جالسة ...
ثم قامت ملتفة بشالها واحضرت بعض الفاكهة تأكلها ... فلم تقدر على تحضير شيء ..
.
.
في اليوم التالي ، استيقظ ذاهبا للجريدة ، مباشرة لمدير التحرير أعطاه التقرير قائلا بحماس : متأكد من أن هذا سيكون التقرير الأفضل !
: عدت تتحدث العربية ! ، غريب !!
: طوال الفترة السابقة كنت أتحدث العربية ، ربما يكون تعود ! وماذا يضرك أنت عربي على اي حال ، لا تنسى هذا ! المهم اقرأ التقرير وأخبرني رأيك
: حسناً لك هذا !
: شكراً جزيلاً ، سيدي المحترم
قالها وهو ينحني مسرحية واقفاً فضحك المدير قائلاً : يبدو أنك سافرت بآلة زمن ليس طائرة !
ضحك وهو يخرج : ربما ، وداعاً
: وداعاً ...
عاد لمكتبه وجلس بملل ، تارة يدور بكرسيه وتارة يلعب بالأقلام ، حتى طلبه المدير بعد فترة ...
: قصة رائعة ، الأسطورة والحقيقة رائع جداً !
: حسناً ، سعيد لهذا ، ولكنى استحق اجازة لفترة ..
: حسناً سأفكر في هذا !
: لا رجاءً ، لا تفكير انا فعلاً احتاج راحة لبعض الوقت
: حسناً آدم ، التقرير جيد لذلك لن اعترض ، لك هذا
: هذا ما وددت سماعه ، أراك إذا بعد اجازتي
: حسناً ، أراك بعد أسبوع
: ـين ، أسبوعين حسناً ؟ ، شكراً جداً
قالها وخرج مسرعاً ولم يعطيه فرصة للرفض !
عاد لمنزله ، وحضر حقائبه مستعداً لسفر آخر وهذه المرة باختياره التام وحريته المطلقة !....
جلس يفكر قليلاً ثم فتح جهازه يبحث عن المكان الذي سيذهب إليه ....
وبعد ساعات كتب الأماكن التي سيذهب لها ، وبدأ في البحث عن كتب وملفات صوتية يسمعها في رحلته ...
ونهايةً حجز طائرة متوجهة لأحد تلك الأماكن فجراً ، ثم غط في نوم عميق بعدما ضبط المنبه ...

صلت كل الفروض في هذا اليوم مرتين لتعوض ما فاتها بالأمس ، ثم جلست تقرأ من آيات الله لبعض الوقت قبل ان تسقط نائمة من التعب وارتفاع الحرارة ..
استيقظت في اليوم التالي وهي لا تكاد تقف من آلالام ظهرها ، وقد نامت جالسة في هذا الجو البارد وسنها قد بلغ الستين !
وصلت لغرفتها وهي تزحف تقريباً ، تمددت على الفراش وهي تحرك لسانها بالحمد بدلاً من التأوه ، وهذا لا يمنع تأوه خافت اصدرته وهي تتمدد على الفراش ...
ومضى اليوم على هذا النحو ! ، ولكن في المساء استيقظت بصحة جيدة تماماً استطاعت القيام وصلاة ما فاتها طوال اليوم ، وتحضير بعض الطعام لتأكله ... ، وبعد الفجر بدأ يومها المعتاد ...

استقل الطائرة للمرة الثانية هذا الأسبوع ، متجهاً لمكان جديد ، وللحقيقة أراد كثيرا الذهاب لهناك ... ولكن ربما لشيء مختلف
وصل فحجز في أحد الفنادق ، ثم حمل حقيبته وانطلق يتجول في المدينة ويستكشفها ..
تناول فطوره في أحد المطاعم المحلية ، ثم خرج يسأل الناس عن مكان ما يذهب إليه ...

بعد أسبوع :
اتصل به مدير التحرير
: صباح الخير !
: لا زلت تتحدث العربية !
: نعم فأنا في بلد عربي !!
: لا يهم ، حدثت كارثة هنا
: ماذا ! ، ماذا حدث ؟
: التقرير ...
: ماذا به ؟
: حُذف خطأً
: تمازحني ؟!
: لا ، لديك نسخة أخرى صحيح ؟
: لا ليس لدي
: إذا عد الآن حالا ، أريد هذا التقرير ، أنت تعرف ان قصة تلك الغابة لها سيط واسع ، الأمس أُصدرت قصة رعب في إحدى المجلات مبنية على قصة تلك الغابة ، آدم نحتاجها الآن ، فوراً !!
: ولماذا لم تنشرها فوراً !
: لأن الناس لم يكونوا يعرفون الغابة بالأصل ، أنت تحتاج لدعاية على اي حال ! المهم اني أريدها حالا !
: لا يمكنني العودة الآن ! ، أستطيع كتابته وإرساله لك
: حسناً ولكن بسرعة ، كم ستستغرق ؟
: لا أعرف ، كتبته طوال الفترة التي كانت تروي فيها العجوز ما حدث ! ، سابذل قصارى جهدي !
: حسناً آدم ولكن سريعاً رجاءً ...
: لك هذا سيدي !
اغلق الهاتف ثم استقل سيارة متوجهة لمكان آخر ...

بينما هي تعافت لدرجة جيدة وإن لم يكن تماماً ، تخرج أحياناً للدجاجات واحيانا أخرى قليلة للغابة ، وعاد يومها لطبيعته بدون ذاك المشاغب الذي اعاد لها الماضي دفعة واحدة ، فكثيرا ما ترى تلك الأحداث مجدداً في نومها ويقظتها !
.
.
وبعد فترة أرسل آدم التقرير مجدداً وهذه المرة احتفظ بنسخة احتياطية للطوارئ
ثم اتصل بمديره : رأيت التقرير؟
: نعم ، جيد ، سأنشره قريباً !
: ألم تقل أنك تحتاج لنشره في الحال !
: كلما انتظرت كلما تزداد شعبية تلك الغابة ! ، سننتظر قليلاً بعد
: حسنا ولكن انتبه فربما يختفي كل هذا فجأة ...
: لا تقلق هذه مهنتي !
: حسناً كما تشاء ، كنت أود أن أطلب شيئاً ...
: تفضل ما هو ؟
: أستطيع إرسال التقارير دوماً ؟ ، أعني أنا ربما لن أعود لامريكا .... اعجبني المكان هنا ، يمكنني العمل بالانترنت !
: آدم !
: أنت تعلم أن هذا ممكن جداً صحيح ؟ ، يمكنني السفر كما تشاء ، في النهاية أنا اكتب تقارير عالمية ليس لها علاقة بمكان محدد !
: حسناً ، سأرى بهذا الشأن
: علمت أنك ستوافق ، حسناً أحدثك لاحقاً ..
: آدم انتظر انا لم أوافـ....
ولكنه أغلق الخط ، ليتمتم : شاب مزعج !!

أما آدم فقد أغلق الخط وعاد لذاك المطعم مجدداً ، ثم جلس أمام ذاك الشخص قائلا : إذا سيدتي ، ماذا حدث حينها ؟ ....

الغابة الملعونة_آلاء شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن