بعد عام ونصف تقريباً :
.
.
.وضعت إناء على حطبها المشتعل وبدأت تقلب محتوياته بملعقة تهتز بين يدها المرتعشة لكبر سنها ، ثم ذهبت بخطى بطيئة ولكنها قوية بشكل ما إلى طارق الباب ، لترى من تقدم لمنزلها النائي بعد كل ذلك الوقت . ...
.
.
فتحت الباب ، فإذا بشاب ذا لحية يقف أمامها ناظراً أرضاً ، وتحدث قائلاً : السلام عليكم !
: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، تفضل ماذا تريد
: أنا .... كنت قد ضللت الطريق إلى مخيمنا !
اتسعت عيناها قائلة : آدم !!
رفع عينيه إليها مبتسماً ببهجة : كيف حالك جدتي !!
ابتسمت بترحاب قائلة : بخير ، تفضل !
: انتظري اود أن اعرفك على شخص ما أولا - تعالي عزيزتي !
تقدمت منهما فتاة منتقبة ، عيناها قد ثبتتا على العجوز ، بينما قال هو معرفاً : اعرفك ، هذه زوجتي
ابتسمت لها مرحبة ، ثم افسحت لهما المجال ليدخلا ، حمل آدم الاغراض التى معهما للداخل وهو يقول : ربما يطول بقاؤنا هنا لأكثر من ثلاث ليال جدتي ! ، ولكن إن رفضتي فلا تقلقي معي خيمتي ولحومي هذه المرة !
ابتسمت بهدوء ثم علق نظرها على زوجته التي رفعت النقاب توا ، ظلت تنظر لها مطولا
فاقترب منها و همس لها : نعم نفس الملامح صحيح ؟
نظرت له بدهشة فقال : ابنتها .. هي ابنة بسمة .... صديقتك !
اتسعت عيناها قائلة : ابنتها ؟
أومأت الفتاة بابتسامة ، فاحتضنتها الجدة بسعادة ثم سألت مستفسرة : ولكن متى تزوجت ؟!
هز آدم رأسه نافياً : لم تتزوج سوى مرة ..
قاطعته الفتاة قائلة : انا ابنة آدم ماهر جدتي .. أنا الصغيرة التي كنت تنتظرينها !
ابتسمت العجوز بشوق وهي تمسح على وجهها : بالفعل تشبهينهما كثيراً ! ، لو تعلمين كم كان ابوك متشوقاً لرؤيتك ...
احتضنتها ثانية قائلة : كان فرحا جداً حين علم بوجودك ...
: أعرف جدتي ، انا أعرف ..
امسكت بيدها وسارت ببطئ إلى منضدتها قائلة : اخبريني إذا أين هي والدتك ؟ ، هل هي بخير؟ ، ماذا حدث لها بعد ذاك الحادث ؟
: والدتي توفت منذ عدة سنوات ، أصيبت بمرض خبيث
نظرت أرضاً بألم قائلة : يرحمها الله ، كنت أحبها بشدة ..
مسحت الفتاة على يدها برفق قائلة : وهي كذلك ، لذلك سمتني باسمك
نظرت لها فقالت بابتسامة : نعم ، انا رهمة آدم ..
ابتسمت بشجن وصمتت ، ثم بعد فترة سألت : أنت زوجة ذاك الفتي !
تقدم آدم قائلاً : وماذا هناك ؟
: لحومك ليست حلال !!
ضحك قائلا : حسناً سنأكل دجاجاتك !
: اتحدث بجدية
ثم نظرت لرهمة الصغيرة قائلة : جعلته يسلم؟
هزت رأسها قائلة : بل تقدم لخطبتي مسلماً !
نظرت له العجوز : متى ؟
جلس قائلا : ربما لست كسولا جداً !!
حين عدت لأمريكا حمَّلت بعض الكتب عن سيرة الرسول والقرآن وبعض احكام الدين ... ، وبعض ملفات الشرح الصوتية أيضاً ، وحين اقتنعت اعتنقت !
: وكم استغرق هذا ؟
: بعدما انتهيت من الكتب ، اي حوالي ثلاثة اشهر !
قالت بثقة : اخبرتك انك كسول !
ضحك قائلاً : المهم ان هداني الله
: ومتى تزوجتما ؟
: منذ حوالي شهر ! ، كنا قررنا المجيء إلى هنا ولكن ذهبت في رحلة عمل ، واخذتها معي بالطبع
امسكت العجوز بكف رهمة ونظرت لها بشوق قائلة : سعيدة بشدة أن رأيتك يا صغيرة
: وانا ايضا جدتي ، كانت امي تحكي لي عنك كثيرا ، انت وابي وددت دوماً لو رأيتكما ...
ابتسمت العجوز بشجن ، ثم قالت : ليجعله الله من اهل الجنة ومحمد ...
: اظن هذا ، فقد مات شهيداً ...
نظرت لها بتساؤل فقال آدم : جدتي ، أريد أن أكل رجاءً ، رهمة كانت متشوقة للمجيء حتى انها لم تنتظر حتى نأكل اي شيء !
قامت الجدة مسرعة وهي تقول : سأحضر الطعام حالاً ..
قامت رهمة قائلة : سأساعدك ...
نظرت العجوز لآدم قائلة : وانت ايها الفضولي ، خذ حقائبكم للغرفة
: حاضر جدتي !
اخذها وصعد ، نظر للغرفة حوله لم يتغير شيء بها حتى أنها لم تتسخ ، وضع الحقائب وهبط ليجدهما قد وضعا الطعام ، جلس قائلا : رائحته شهية ، بسم الله ...
.
.
.
في أمريكا : في أحد شركات السياحة :
أنت تقرأ
الغابة الملعونة_آلاء شعبان
Misterio / Suspensoهمست يوماً في أذنه : هل سمعت يوماً عن وحش القلعة ؟ وقبل ان يفتح فمه ليتحدث قالت : لا يا صغير ليس ذاك الأمير المتحول ، بل الوحش الآخر ... ألا تعرفه ؟ ، حسنا دعني اخبرك .. ما بين الرواي وروايته ... رواية غموض وليس رعب الرواية الرابعة بقلمي : آلاء شعب...