غادرت أحلام السجن بعد انتهاء الزيارة وهي تفكر بما قاله لها عماد... لم تكن تعلم أن خالد أكمل دراسته وسافر بعدها... بل لم تكن تعلم بوجود عائلة له غير والدته.. تنهدت وهي تقود سيارتها الصغيرة بسلاسة ... ماذا كانت تعلم عنه أصلا...كل ما كانت تعرفه هو أنها حين عادت من سويسرا بعد عيد ميلادها السابع عشر إلى منزلها مع والدتها وجدت ذلك الشاب القوي الذي يصلح السيارات في الكراج القريب من الفيلا الفخمة التي سكنوها و الذي وصدف أن والدته تعمل عندهم ...
- قادت سيارتها إلى الفيلا التي ستكون بيتها بعد زواجها من كريم ... فتحت الباب الحديدي ثم دخلت بالسيارة إلى الممر المؤدي إلى الباب ...
- كانت الفيلا مكونة من طابق واحد قامت هي بتحضير ديكورها واختيار أثاثها كما أنها أقنعت كريم باختيار اللون الأزرق البارد الخفيف كطلاء خارجي و أحضرت اختصاصيين في الحدائق فكان المشهد في الخارج يشكل تناغما في الألوان الخلابة بين لون الأرض الأخضر وألوان الورود والنباتات المختلفة ...فتحت الباب ودخلت بانشراح مدركة أن العمال قد غادروا .. زفرت بارتياح لأنها أرادت أن تكون وحيدة هنا حتى ترتب أفكارها...
- كانت تحب التنقل متمهلة بين الغرف فتفتح نوافذها مزيحة ستائرها الجديدة تاركة مخيلتها تسرح في المكان حيث تفكر بحياتها المستقبلية مع كريم...
- رغما عنها أحست باضطراب وخفقان غريب مؤلم في صدرها ... لن تتمكن من الزواج بكريم ما لم تحصل على الطلاق من خالد... الطلاق.. كلمة اعتادت عليها وكررتها في عقلها مرارا لكن طعمها مر ... من كان ليعرف أن الآنسة المحترمة أحلام رافع متزوجة منذ عشر سنوات في السر... جلست على كنبة في الصالون شاعرة بالغثيان من رائحة الصباغ المنتشرة في كل مكان... لقد وكلت محاميا منذ سنة أي منذ انعقاد خطوبتها على كريم لكن المحامي يحاول جاهدا الاتصال بخالد لكن دون فائدة تذكر و الوحيد الذي وجده محاميها بنفس الاسم هو رجل أعمال من عائلة مرموقة يعيش متنقلا في أوروبا ويملك سلسلة فنادق مشهورة إضافة إلى شركة سياحية عملاقة ذائعة الصيت ... أيقنت أحلام انه من غير الممكن أن يكون هو نفسه خالد لأنها تعرف انه فقير و من المستحيل أن يملك كل هذا في وقت قياسي إضافة إلى أن صاحب الأملاك عجوز معروف و قد توفي العام الماضي وخلفه في السلطة حفيده الذي اخبرها عنه المحامي لذا فهي أخبرته أنها تستبعد كليا هذا الخيار فما كان من المحامي إلا أن أطلعها بان إلغاء الزواج يحتاج إلى وقت ومنذ دلك الحين و أحلام تماطل في تحديد موعد للزفاف فهي لم تخبر كريم بأنها لا تزال متزوجة وكل مايعرفه أنها تزوجت في مراهقتها وانتهى زواجها ...
- تنهدت واقفة وقررت انه حان موعد العودة إلى المنزل ومواجهة نظرات والدتها وتعليقاتها...
- كالعادة وجدت والدتها جالسة في الصالون جالسة بطريقتها الارستقراطية ترتشف الشاي وتشاهد مسلسلها المفضل وحين أدركت وجود ابنتها أطفئت التلفاز واستدارت تنظر إليها ببرود
أنت تقرأ
احلام حياتى للكاتبة : Athenadelta
Romanceهى عشر سنوات عاشتها فى خوف من ماضيها عشر سنوات كانت تأمل خلالها أن يكون قد نسى ومضى بحياته هو مازال يتذكر لم ينس ولم يسامح لأن ما فعلته لا يغتفر ليس بعدما حقق ما يريد وما يريد هو أن ترفع راية الإستسلام ذليلة محطمة نظر إلى ملامحها المرتعبة بسخرية هرب...