كانت أحلام مشغولة طوال اليومين اللذان تليا زيارتها للسجن.. كانت تحس بالإحباط ولا تدري حتى كيف ستواجه كريم إن اتصل بها.. استغربت حقا صمته الطويل وهذا ما زاد خوفها.. لعله يحضر لأمر سيء .. هذا ما دفعها للإسراع بالبحث عن مشتر لمنزلها بعد أن اطلعت والدتها على الشقة التي وجدتها على أن يتم الأمر في سرية تامة...
لكن ورغم كل هذه الفوضى التي تغلف حياتها كانت مسرورة بمساعدة سهام في تحضير حفل زفافها خصوصا وأن سهام لا تملك أشقاء ووالدتها امرأة مسنة...
كانتا تحضران الثوب التقليدي الذي سترتديه سهام ليلة الحناء عندما هتفت سهام بقلق
– يا الهي أحلام.. انه ثوب ثقيل للغاية... كما أننا في فصل الصيف.. هل يجدر بي ارتداء هذا الثوب ؟.. سأذوب داخله...
ضحكت أحلام بمرح
– إنها العادات يا عزيزتي.. إن هذا اللباس التقليدي واجب على العروس في ليلة الحناء أم انك تريدين إثارة فضيحة بارتداء شيء آخر؟...
زفرت سهام بضيق
– اعلم.. إن وليد محظوظ.. كل ما عليه ارتداؤه هو طقم واحد أما أنا فعلي القيام بعرض أزياء تقليدية طوال الليلة و لابتسام وادعاء الخجل ...
ابتسمت أحلام بتشجيع
– لا عليك فأثوابك رائعة .. إن الخياطة قد قامت بجهد كبير والنتيجة أكثر من جيدة..
ابتسمت سهام بتهكم
– كل هذا لأني كنت أضايقها يوميا باتصالاتي وزياراتي لها حتى تسرع في إنهاءها وإلا كنت الآن أعاني...
ابتسمت أحلام بتفهم فهي تعرف مشكلة الخياطات خصوصا في موسم الأعراس.. تكثر عليهن الطلبات مما يستحيل عليهن تلبيتها كلها وتكون النتيجة كارثية في اغلب الأحيان بسبب عدم انتهاء أثواب العرائس ...
سألتها أحلام باستغراب
– لكن كان بإمكانك شراؤها من المحلات .. لقد رأيت العديد منها وسط المدينة..
تنهدت سهام بتعب
– اعلم ولكن والدتي رفضت ذلك بسبب الغلاء الفاحش إضافة إلى أنها تحب إتباع التقاليد خصوصا وأن الأزياء الجديدة تختلف كثيرا عما كانت في السابق...
توجهتا معا إلى المطبخ لمعاينة علب الحلويات وتزيينها قبل وضعها في سلال مزينة لتوزيعها على المدعوين ...
كان العمل مرهقا لان سهام لم تكن تملك عائلة كبيرة.. كانت خالتاها وبناتهما الأربع فقط تساعدان أحلام وسهام على تحضير الأكل...
وزعت المهام على النسوة وانشغلت كل واحدة بالإسراع في تأديتها.. كان على أحلام الإشراف على أطباق السلطة وتقطيع الخضار لتحضير الطبق الرئيسي الذي تكلفت الخالتان بإعداده مشاركة مع بعض من جارات سهام التي كانت تقطع الخبز و تضحك مع خالتها الكبرى
أنت تقرأ
احلام حياتى للكاتبة : Athenadelta
Romanceهى عشر سنوات عاشتها فى خوف من ماضيها عشر سنوات كانت تأمل خلالها أن يكون قد نسى ومضى بحياته هو مازال يتذكر لم ينس ولم يسامح لأن ما فعلته لا يغتفر ليس بعدما حقق ما يريد وما يريد هو أن ترفع راية الإستسلام ذليلة محطمة نظر إلى ملامحها المرتعبة بسخرية هرب...