كانت الأصوات الخافتة تنساب إلى أدنيها لتقتلعها من النوم الهادئ الثقيل الذي كانت تنعم به... فتحت عينيها ببطء ووجدت أن عملاً بسيطاً كهذا بدا لها في غاية الصعوبة اذ شعرت بأن جفنيها مغلقان بالغراء... كانت الرؤية في البداية ضبابية و متعبة لكنها أخذت تتضح مع الوقت لكن ما أفزعها هو رؤية بابين متلاصقين في الغرفة وكذلك التلفاز كان منه اثنان.. رفعت يدها بضعف وشهقت لأنها رأت يدين بدل يد واحدة ... و ما زاد الأمر سوءا هو شعورها بالغثيان وكأن الغرفة تدور بسرعة وهي داخلها... كانت على وشك الانهيار من الخوف و المرض لولا أن امرأة أو اثنين كما بدا لها اقتحمت عليها الغرفة ونظرت إليها مبتسمة...
ـ حمداً لله على سلامتك مدام أحلام ...
تكلمت أحلام بصعوبة:
– أين.. أنا؟...
ـ أنت في المستشفى الخاص مدام .. لقد أحضروك إلى هنا ...
- من.. أحضرني؟ ..
- لا ادري مدام.. لأنني جئت بعد قدومك.. أنت نائمة هنا مند ثلاثة أيام...
شهقت أحلام بخوف .. لقد كانت في المشفى مند ثلاثة أيام!! .. من الذي احضرها؟. وما الذي حصل للوكالة؟.. وسميحة؟.. وسامر؟.. و هل يعلم كريم ووالدتها ما حدث لها؟.....
لكنها لم تتمكن من سؤال الممرضة لان الغثيان اشتد عليها كما أن ازدواجية الرؤية زادت حالتها سوءا...
أغمضت عينيها في محاولة بائسة للتخفيف من حدة المرض لكنها شعرت بأنها تسقط في هوة عميقة مظلمة...
أخذت تأن بصوت منخفض ثم تكلمت بصوت ضعيف هامس:
- رباه.. أنا أحس بفوران في رأسي.. كأنه يكاد ينفجر ...
طمأنتها الممرضة بعد أن رأت شحوبها:
– لا تقلقي.. أنه رد فعل طبيعي.. أنك تعانين من ارتجاج في المخ بسبب سقطة قوية كما أن معدل الأكسجين عندك انخفض بسبب تنشقك دخان النار لكنك ستتحسنين.. حسنا سأذهب لإخبار الطبيب باستيقاظك ...
لم تكد تمر بضع دقائق حتى دخل الطبيب برفقة الممرضة واقترب باسما من السرير..
- حسنا... لقد أن الأوان لمريضتنا المدللة أن تستيقظ...
بدا الطبيب فحصه بقياس الضغط والحرارة كما أنه فحص عينيها واختبر ردات فعل عضلاتها ثم أنهى فحصه قائلا ً:
- إن ضغطك منخفض قليلاً وهذا أمر طبيعي ولكنه سيتحسن كما أنك لحسن الحظ لا تعانين من أية إصابة عصبية أما بالنسبة لارتجاجك فسنعطيك دواء مضادا للغثيان وعليك بالبقاء في السرير حتى تعود وظائفك إلى طبيعتها.. أنت محظوظة جداً يا مدام لأنه تم انقاذك قبل أن تلتهم النيران المكان...
أنت تقرأ
احلام حياتى للكاتبة : Athenadelta
Romanceهى عشر سنوات عاشتها فى خوف من ماضيها عشر سنوات كانت تأمل خلالها أن يكون قد نسى ومضى بحياته هو مازال يتذكر لم ينس ولم يسامح لأن ما فعلته لا يغتفر ليس بعدما حقق ما يريد وما يريد هو أن ترفع راية الإستسلام ذليلة محطمة نظر إلى ملامحها المرتعبة بسخرية هرب...