صوته كان هادئا .. متكلفا وباردا لدرجة التجمد... هيئته الفخمة التي تغطي ذلك الجسد الضخم أثارت الرعشة في كيانها .. إنها وحدها الآن معه.. لو أراد خنقها فلن ينقذها احد...
- ألن ترحبي بزوجك؟...
تراجعت بخطى مرتعشة:
– كيف جئت إلى هنا؟...
ابتسم بسخرية :
– هل أنت مندهشة يا عزيزتي؟.. لا يجدر بك ذلك فأنت تعلمين أنني عاجلا أم آجلا سأصل إليك...
وقف من مقعده فتراجعت إلى الخلف غريزيا لكنه توجه إلى النافذة بدلا من أن يقترب منها...وضع يديه في جيبي سترته
ساد صمت ثقيل لم تكن أحلام تسمع فيه سوى صوت تنفسها الثقيل.. كان الهروب هو أغلى أمانيها .. كانت تتمنى أن يكون ما تراه الآن هو كابوس وستستيقظ منه...
استدار إليها فجأة:
– هل كنت تنتظرين قدومي يا أحلام ؟...
خفق قلبها بشدة وهي ترفع رأسها لتلتقي نظراتهما... صحيح أنها على وشك الإغماء لكن النظرة المزدرية التي رمقها بها جعلت ظهرها ينكمش بقشعريرة باردة..لا.. لن تضعف أمامه الآن.. سيتجمد الجحيم قبل أن تتركه يحطم كبريائها... رفعت رأسها بتصميم
- بصراحة لا .. لقد نسيت وجودك تماما ...
كذبة صافية.. هي تعلم يقينا أنه لم يمر يوم في حياتها منذ عشر سنوات لم تفكر فيه... لم ولن تنساه مهما حصل...
- حقا !!!.. أظن أنك محقة .. لقد أعدت بناء حياتك لكنني أؤكد لك أني لم انس وجودك على الإطلاق
قالت بصوت متوتر:
– لم جئت هنا وفي هذا الوقت المتأخر؟ ...
- أنا اعلم انك وحيدة الآن لان والدتك العزيزة مسافرة واستغليت الفرصة.. جئت كي أتحدث قليلا مع... زوجتي..
قالت بحدة :
– لا تقل هذا .. لست زوجتك ...
تظاهر خالد بالصدمة:
– حقا !!.. ولكن العقد الذي عندي يؤكد ذلك إضافة إلى الشهود والذي اغلبهم لازال على قيد الحياة وكلهم يؤكدون انك زوجتي .. هل أنت متأكدة من انك لا تعانين من فقدان الذاكرة يا عزيزتي؟!...
زفرت بضيق:
– توقف .. لست عزيزتك .. أنا بغنى عن سخريتك ... و كيف عرفت مكاني أصلا؟
أمام صمته والابتسامة الماكرة التي ارتسمت على شفتيه القاسيتين شهقت بعنف وهي تقول
- لا تقل لي انك وضعت جواسيس أمام منزلي...
هز رأسه موافقا و مرر نظراته على فستانها الرقيق ثم أضاف:
أنت تقرأ
احلام حياتى للكاتبة : Athenadelta
Romanceهى عشر سنوات عاشتها فى خوف من ماضيها عشر سنوات كانت تأمل خلالها أن يكون قد نسى ومضى بحياته هو مازال يتذكر لم ينس ولم يسامح لأن ما فعلته لا يغتفر ليس بعدما حقق ما يريد وما يريد هو أن ترفع راية الإستسلام ذليلة محطمة نظر إلى ملامحها المرتعبة بسخرية هرب...