الفصل الرابع والعشرون

7.2K 196 0
                                    

كانت تصحو من سباتها شيئا فشيئا.. كانت الأصوات تردها مبهمة غير مفهومة... حاولت فتح عينيها لتتبين أين هي لكن الألم كان شديدا وأحست بان جانب وجهها الأيسر حيث صفعها كريم متورما ومؤلما.. أين تراها تكون؟ .. هل هي لازالت مرمية على قارعة الطريق أم في مكان آخر...

كان التعب الشديد يلفها .. لم تشعر بمثله يوما .. ما أروع العودة إلى النوم مجددا.. هناك ستجد راحتها لكنها علمت يقينا أن هناك حاجة ماسة للاستيقاظ.. أحست بيد تداعب ظاهر يدها :

– أحلام...

واصل الصوت حديثه لكن كلماته كانت كلها مبهمة لكن اليد الثابتة فوقها لم تتحرك مما دفعها بعد جهد خارق لفتح جفونها قليلا.. تراءى لها ظل كبير يميل عليها لكنها لم تستطع رؤية صاحبه .. استدارت عيناها ببطء شديد تلمحان المكان الذي توجد فيه .. كان يشبه الغرفة .. طلاؤه ابيض وسقفه معدني منخفض.. غريب.. انه يذكرها بالفترة التي أمضتها في المشفى بعد حريق الوكالة ...

أعادت عينيها بتعب إلى حيث كانت تنظر في البداية...

التقطت عيناها وجها مألوفا بشكل غريب ... لكن ما الذي يفعله هذا الوجه هنا.. لابد أنها نائمة وتحلم...

فاجأها صوت خالد مجددا

– أحلام .. هل أنت بخير؟ ...

تمتمت بضعف

– ماذا تريد؟.. اتركني وشاني...

أغمضت عينيها مجددا مستسلمة للنوم العميق الذي كان يجذبها بقوة...

حين استيقظت مجددا أدركت أنها ليست وحيدة.. أترى خالد مازال هنا.. حركت رأسها لكنها تأوهت ألما فسارع الشخص إليها .. تبينته أحلام فوجدت أنها شابة ترتدي طقما طبيا ابيض اللون ..

بادرتها المرأة بلطف

– صباح الخير.. ابقي هادئة ولا تتحركي .. لقد جئت أول أمس في حال خطرة ...

نظرت إليها أحلام باستفهام لكنها كانت اضعف من أن تسألها لكنها قالت بصوت ضعيف

– أريد ماءا ...

سارعت الممرضة إلى زجاجة المياه المعدنية وجلبت الكوب ثم ساعدتها على الشرب...

استلقت أحلام محاولة الاسترخاء .. لم يكن النوم قد زال عنها بل كانت تحس أن كل ما يحدث لها هو حلم قد تستيقظ منه في أية لحظة كان واقعها مشوشا وكل ما كانت تريده هو اللوذ بظلمة النوم الهنيئة..

أعادها صوت الممرضة إلى اليقظة

– سأنظف لك أولا جرح العملية وسيزورك الطبيب بعد دقائق...

حاولت أحلام أن تستوعب حديثها.. العملية.. عن أية عملية تتحدث .. هل الصفعة التي وجهها إليها كريم استوجبت إجراء عملية...

تحول استغرابها إلى ذهول يتبعه رعب حين رأت الممرضة وهي تزيح عنها الغطاء ببطء.. كادت تشهق حين اكتشفت أنها عارية تحت الغطاء ...

احلام حياتى   للكاتبة : Athenadeltaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن