أنهت أحلام أعمالها قبل وقت الغذاء وهي تشعر بضيق بسبب دعوة كريم المفاجئة وبعد أن تشاجرت مع سامر حول موضوع قدومها يوم الأربعاء لحفل افتتاح الفندق الجديد مقابل البحر.. كانت قد أعطته ردها بالرفض فبدا منزعجا وكالعادة تجادلت معه بعناد وهي تعي أن كل ما يطلبه منها هو أن تكون أنيقة وتبتسم وتستعرض أعمالها أمام النخبة الثرية حتى تجلبهم هذا إضافة إلى تقبلها لمغازلات الرجال و نكتهم المملة لكنها في غنى عن كل هذه الترهات... كل ما تريده هو العمل في الوكالة في النهار والذهاب إلى منزلها مساءا والاستمتاع بالنوم في غرفتها الحبيبة ليلا...
- لكن سامر بإصراره اخبرها أن عمله يقتصر على حساب الميزانية و الإشراف على لوازم العمل لكنها هي العصب المحرك للوكالة بصفتها مهندسة ديكور وعليها القدوم للحديث عن انجازاتها لكنها رفضت التنازل وأصرت على الرفض وانتهى الشجار كالعادة بخروج سامر العاصف من مكتبها ...
بقيت جالسة في مكتبها تحاول الاستعداد نفسيا لهدا الغذاء المفاجئ حتى دخلت عليها سكرتيرتها سهام حاملة مجموعة من الأوراق كي تمضيها أحلام ووجهها يشع بحماس غريب...
نظرت إليها أحلام مبتسمة
– لا تقولي لي أن سبب كل هذا الحماس هو قدوم خطيبك الموقر..
ضحكت سهام بخفة
– لا ولكن هناك سيارة تقف في الجهة المقابلة للشارع منذ عشر دقائق إنها رائعة
ضحكت أحلام
– إنها أول مرة أسمعك تقولين عن شيء انه رائع عدا خطيبك...
احمر وجه سهام وقالت بصوت حالم كعادتها حين تتكلم عنه
– لا شيء أروع من وليد حبيبي... هيا تعالي وانظري إليها .. إنها حقا رائعة ..
وقفت أحلام مبتسمة وتوجهت إلى نافذة مكتبها وأزاحت الستارة قليلا كي تتمكن من الرؤية .. سرعان ما فغرت فمها دهشة.. إن سهام لم تبالغ حقا .. هذه السيارة أروع ما رأت ... صحيح أن كريم يملك سيارتين و كل فرد من عائلته يملك سيارته الخاصة إلا أنها لم ترى شيئا كهذا ...
جاءها صوت سهام قائلا بإعجاب
– الم اقل لك أنها رائعة ... إنها مركونة منذ عشر دقائق لكنني لم أتمكن من رؤية صاحبها... من الواضح انه ذو ثراء فاحش وعلى الرغم من جهلي بالسيارات إلا أنني اعتقد أن هذه السيارة موديل ألماني ...
في نفس اللحظة توقفت سيارة كريم الرمادية ولم تستطع أحلام منع نفسها من المقارنة.. من الواضح أن السيارة السوداء اللامعة ستكتسحها بدون عناء ... نزل كريم من السيارة و ظهر بأناقته المعتادة مرتديا طقما رماديا يليق برجال الأعمال وتوجه بخطى ثابتة الى باب العمارة عندها انطلقت السيارة السوداء بسرعة جنونية... استغربت أحلام الأمر فهي لم تكن تظن أن صاحبها في الداخل... ابتعدت عن النافذة وعادت إلى مكتبها حيث انتظرت دخول كريم ...
أنت تقرأ
احلام حياتى للكاتبة : Athenadelta
Romanceهى عشر سنوات عاشتها فى خوف من ماضيها عشر سنوات كانت تأمل خلالها أن يكون قد نسى ومضى بحياته هو مازال يتذكر لم ينس ولم يسامح لأن ما فعلته لا يغتفر ليس بعدما حقق ما يريد وما يريد هو أن ترفع راية الإستسلام ذليلة محطمة نظر إلى ملامحها المرتعبة بسخرية هرب...