الفصل السادس

566 13 0
                                    

اليوم الثاني للجميلات في قصر عائلة براتاب سينغ مر في بدايته بسلام ولكن استحاله لهذه العجوز وحفيدها ان يجعلوا هذا السلام يستمر حتى نهايته ولكنهن في حالة ترقب فهن يعلمن انه الهدوء الذي يسبق العاصفة او قد يسبق اعصار نادت العجوز غاياتري على كنتها سوميتر لتأمر احدى الجميلات بحمل علبة الغداء لفيكرام لقد اخبرها بمافعله باراني فاذلالهن اصبح شيئآ ممتع بنسبة له دخلت سوميتر على الجميلات وهن يتحدثن ويضحكن مع بعضهن محاولات كسر الملل في ذلك القصر الكبير الخالي من اي مظاهر للترفيه
سوميتر واقفة امام الباب : فتيات المدينة احداكن ستأخذ الغداء لابني فيكرام
وقفت شميتا : انا سأخذه
وقفت ميرا : لا انا من ستأخذه 
سوميتر : قررن وبعد ذلك تأتي من ستأخذه بس لا تتاخرن هل تسمعن ميرا : حسنآ لن نتأخر 
غادرت سوميتر وهي تتمتم ( ماذا بهن فتيات المدينة ؟!)
شميتا : ميرا ارجوك دعيني انا من يأخذ الغداء له 
راني : لا تذهبن يريد اذلالنا 
ميرا : حسنآ شميتا اذهبي انتي بس كوني حذرة 
هزت شميتا راسها وغادرت الغرفة كانت راني قلقة مماسيفعله بها ذلك المتوحش اخذت شميتا علبة الغداء ومشت وراء احد الرجال لكي يوصلها الى المخازن مشت بخطوات هادئة مرتقبة ما ان وصلت حتى اقشعر بدنها من رؤية العمال المساكين وهم يحملون الشوالات الثقيلة على ظهورهم بجسادهم النحيلة التي انهكها التعب والفقر والجوع وذلك الرجل الذي سوطه لا يكف عن ضربهم به وسيدهم الذي يتلذذ بعذاب واهات المساكين كان منظر قد يفزع اي احدآ له قلب تقدمت بخطواتها وهي تنظر الى اولئك المساكين حتى تعثرت بااحدى الشولات ووقعت على الارض فهوت علبة الطعام وتناثر مابها على الارض وقف ونظر اليها بنظراتآ ساخرة ثم ضحك بصوتآ عالي فتبعه رجاله ورتفعت الضحكات على شميتا التي شعرت بالحرج تقدم اليها بسرعه ونحنى ورمقها بعينيه التي امتلئت سودآ على سوادها وقال ساخرآ 
فيكرام : اوه مسكينة هل وقعتي ؟! حسنآ لا تبكين لا تبكين 
شميتا وهي تحاول الاستقامة : ومن قال لك بأني سوف ابكي
ثم وقفت كان ينظر اليها حتى وقفت 
فيكرام : عيناك يقولون ذلك فلقد امتلاء محيطهم بالدموع 
شميتا : ليس كل من تدمع عيناه يبكي وليس كل من يبكي يذرف الدمع 
ومشى حولها وقال 
فيكرام : اذن ماذا يعني كل ماقلته الان ؟! فاانا لم افهم فاانتي استاذة اما انا لم اكمل تعليمي قولي 
شميتا : لا وقت لي لاشرح لك ماذا يعني 
وادارت ظهرها ومشت مبتعدة عنه
فيكرام : انتظري 
توقفت شميتا ولكن دون ان تلتفت اليه تقدم هو ووقف امامها تمامآ 
فيكرام : انظري (يأشر للطعام المتناثر على الارض) هذا لم يأتي بسهولة فأنا اتعب حتى اجني المال لاجلب الطعام هذا وانتي تنصرفين بعد ان افسدتي غذائي ورميتيه ارضآ
شميتا : اعتذر منك لم اكن اقصد 
فيكرام : جيد جدآ لقد قبلت اعتذارك ولكن لن تذهبي حتى تأكلي من هذا الطعام الذي على الارض 
شميتا بدهشة مماطلبه: ماذا؟!
فيكرام وهو يقترب الى احدى اذنيها وهمس لها : عليك ان تتناولي من هذا الطعام ( يأشر بسبابته على الطعام الذي في الارض)
شميتا : شكرآ لقد اكلت واشعر بالشبع 
فيكرام وهو يصر على اسنانه : هذا ليس طلب اطلبه منك أتفهمين انا أمرك بذلك اجثي على ركبتيك و كلي ما على الارض 
شميتا بحدة : ان لم افعل ؟!
مد يده عليها وشق جزء من ساريها فصرخت وقال وهو يصر بااسنانه غاضبآ وخافضآ صوته
فيكرام : اقسم سأجعلك تقفين عارية امام كل هولاء الرجال 
اغمضت شميتا عيناها وشدة بقوة على قبضتها وبدات تنحني لكي تجثي على ركبتيها حتى احست بقبضة قوية تشدها من ذراعها اغمضت عيناها حتى لا ترى اعتقدت بااانه سينفذ ماقاله خافت وسمعت صوتآ لا يقل عن ضخامته عن صوت فيكرام 
- هل جننت هذا اخر مااتوقعه منك اتعتدي على فتاة 
فيكرام : لا دخل لك بالامر او سأجعلك تحل مكانها 
- حسنآ سأحل مكانها ولكنك دعها تذهب 
فيكرام : لا لن تذهب حتى تأكل كل هذا الطعام الذي على الارض 
- وان قلت انها لن تفعل ماذا ستفعل ؟
بغضب قال فيكرام 
فيكرام : سأقتلك 
سحب شميتا التي مازالت مغمضة عيناها من الخوف واخفائها وراء ظهره 
- تستطيع قتلي ولكن دعها تذهب 
فتحت شميتا عيناها عندما سمعت تلك الكلمات لترى نفسها خلف جسمآ ضخم واسترقت النظر من خلفه لترى فيكرام يوجه سلاحه له تقدمت هي ذلك الشخص بحركة خفيفة 
شميتا : سيد فيكرام ارجوك لا تقتله سوف اكل الطعام انظر 
جثت شميتا ولتقطت اول لقمة من الارض ولكنه رمها من يدها 
- قفي لقد زادت وحشية هذا المتعجرف ولن اقبل بها مرة اخرى 
شميتا بتوسل وعيونآ دامعة : ارجوك دعني اكل لا داعي لاهدار الدم والقتل لسببآ تافهآ مثل هذا 
فيكرام : اسمعت انها اعقل منك أذهب من هنا الان ودع الفتاة تتناول وجبة غذائها بهدوء هيا أذهب 
- فيكرام لن تطول غطرستك ووحشيتك طويلآ فيومآ ما سوف تندم على كل هذا 
ادار فيكرام وجهه عنه بقيت شميتا جاثية على ركبتيها تأكل من الطعام الذي على الارض وهي مشمئزة منه ولكنها خائفة من فيكرام غادر ذلك الشاب وهو غاضبآ من فيكرام بينما كان فيكرام يستمتع بمنظر شميتا وهي تأكل من الطعام الذي تلوث بطين الارض التفت اليه وهو يبتسم مستهزئآ بشميتا هز راسه اسفآ واكمل مشيه نحو القصر 
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""'""""""""" """""""""''""''""
راديكا باكية: لماذا تركته يذهب ؟ لماذا؟!
راناث : لا داعي لكل هذا القلق 
راديكا : انت تعلم جيدآ لماذا انا قلقة ؟
راناث : لا تقلقي واسكتي لماذا تبكين ؟ ابني ليس وحشآ حتى يؤذي اخوه الصغير
راديكا : ولكنك تعرف ابنك دافيد لن يسكت عن اخطاء فيكرام وفيكرام شديد الغضب 
وزادت في النحيب 
راناث : اسكتي لقد اصبتيني بالصداع بصراخك كفى لن يحدث شيء
راديكا بنبرة باكية : اليس دافيد ابنك وحفيد السيدة غاياتري لماذا تحبون فيكرامآ فقط ؟
التفت اليها ورمقة بعينيه الجاحظتان المخيفة برمقات مرعبة 
راناث : ان لم تكفي عن قول الترهات سوف اقتلك 
راديكا متلعثمة من الخوف : ا..نا خائفة على ابني 
راناث : من ماذا ؟ لن يحدث شيء ودعيني اناام لدي اجتماعآ مهمآ في المساء 
كانت راديكا تعلم باان ابنها لن يكفى عن الاعتراض عن افعال اخوه الكبير وهي تعلم مدى وحشية فيكرام وخاصة بعد موت سوراج ولكنها ماذا تفعل خرجت من الغرفة وهي تمسح دموعها قابلتها ابنتها الصغيرة 
ماهي : مازلتي تبكين اخي فيكرام ليس سيئآ لهذه الدرجة 
راديكا : ليس سيئآ هل نسيتي عندما ضرب اخوك دافيد المرة الاخيرة 
ماهي : كان بسبب لسانه
راديكا : مازال ابني يمتلك نفس ذلك اللسان فالسانه لم يتغير 
ماهي : ارجوك امي كفي عن قلقك هذا الذي بدون سبب 
رمقت ابنتها بغضب وتركتها حركت البنت شفتاها وكتفها متعجبة من تصرفات امها الغريبة فهي لا تعلم مابداخل راديكا المسكينة 
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """"""""""""
تقدم بخطوات ثابته الى القصر فسلم عليه الجميع بحب فهو الطيب الذي يدافع عن حقهم دون خوف من اخيه الظالم دخل الى القصر ليراها ترمقه بغضب تقدم نحوها ولمس قدميها 
دافيد : مرحبآ جدتي 
غاياتري بنبرة باردة : مرحبآ 
جلس دافيد بجوارها وقبلها على راسها فنظرت اليه بغضب
غاياتري : لماذا أتيت ؟ بكل تأكيد حتى تغضب اخاك الكبير اليس كذلك ؟!
رسم ابتسامه بريئة على شفتاه
دافيد : جدتي لماذا تعتقدين بأنني اكره أخي الكبير ؟ انتي تعلمين مقدار حبي واحترامي له ولكن تصرفاته الوحشية هي ماتجعلني أعارضه 
غاياتري بحدة : متى سترحل ؟
ضحك دافيد من سؤال جدته الغريب فلم يمضي على وجوده الا دقائق وهي تسئله عن موعد رحيله
دافيد : سوف ارحل قريبآ جدتي لا تقلقي 
غاياتري : اتمنى ذلك 
دافيد : جدتي رأيت حفيدك يقوم بأذلال احدى الفتيات ولكنها لا تبدو من فتيات القرية فربما اتتى من المدينة 
سمعته وهو ينطق بتلك الكلمات وتتذكرت شميتا جرت بسرعة الى الغرفة 
راني : ميرا …. ميرا 
كانت تنشف شعرها بعد الاستحمام 
ميرا : ماذا بك ؟ لماذا تناديني بصوتآ عالي ؟
راني : شميتا لا ادري ماذا فعل بها المتوحش؟! لقد سمعت ذلك الشاب يتحدث مع العجوز الشمطاء عن فتاة يعذبها فيكرام وشميتا لم تأتي بعد 
ميرا : ماذا ؟! اي شاب ؟!
راني : لا اعرف ربما احد شباب العائلة المهم الان شميتا تعالي نرى مابها 
ميرا : هيا اذن 
راني وميرا خرجن مسرعات من القصر كانت راني تعرف طريق المخازن فهي ليس بعيدة عن القصر عندما وصلوا رأن شميتا وهي تأكل الطعام من الارض تقدمت ميرا ومسكت بذراعها وشدتها لكي تقف وقفت وحضنت ميرا وبكت كان ينظر وهو يبتسم اقتربت منه راني 
راني : أيها الحقير المتوحش ماذا فعلت بها حتى اوصلتها لهذه الحالة 
بدات شميتا تشعر بالغثيان وبدأت بالتقيىء 
فيكرام : انتي لم تري بعد حقارتي او وحشيتي 
تقدمت راني ورفعت يدها ارادت صفعه ولكنه مسك يدها بقبضته وصفعها بقوة جعلها تقع على الارض استشاطت ميرا غضبآ ممافعله فيكرام وتقدمت نحوه وهو في غفلة ينظر الى راني باابتسامة خبث وصفعته بكل قوتها صرخ ولم يكن صراخه الا كزئير الاسد الغاضب لجرح كبرياءه لقد صفعته امام رجاله ووقفت امامه وهي تضع يديها حول خصرها نظر اليها بنظرات غاضبة 
ميرا باابتسامة : ماذا ستفعل ؟ ستصفعني ! لا مانع لدي المهم أنني صفعتك 
ظل ينظر اليها بصمت وفجاة طوقها بين ذراعه القوية وشدها اليه وقبلها امام الجميع اصبحت راني كقطعة ثلج متجمدة فهي لم تتوقع تلك الحركة الغير متوقعة منه ابعدها عن ذراعه ونظر اليها كانت في حالة ذهول ممافعله ابتسم بخبث وقال بنبرة ساخرة وهو يرفع حاجبيه
فيكرام : ماذا ستفعلين ؟ ستقبليني ! لا مانع لدي المهم أنني قبلتك 
وادار ظهره لها وكان على وشك المغادرة ربتت على كتفه فلتفت اليها وبدون اي مقدمات وبحركة اسرع منه قامت بتقبيله ايضآ امام الجميع توسعت عيناه فبتعدت عنه ووقفت بثقة تنظر اليه رفع يده وصفعها بقوة اطاحتها ارضآ اغمضت عينها من الالم ثم وقفت وهي تنظف ساريها من التراب العالق عليه ثم نظرت اليه وقالت بحدة 
ميرا : واحدة بواحدة هذا جيد سيد فيكرام تعاملي معك سيكون بالمثل 
كانت شميتا وراني مذوهلتان من تصرفات ميرا الصادمة تقبله وامام الجميع وبدون ان تخجل ادارت ظهرها عنه لتتركه تائهآ حائرآ ينظر اليها وهي تبتعد فجاة سمع همسآ وضحكآ فلتفت ليجد اثنان من رجاله يتهامسان ويضحكان مماحدث رفع سلاحه واطلق رصاصتين استقرتا براسيهما اردتهما قتيلان
سمعن صوت الرصاص فخافن فااسرعن في مشيهن حتى وصلا القصر واسرع الى غرفتهن واغلاقها بحكامآ خوفآ من ان يأتي خلفهن 
راني بحنق : ميرا ماذا فعلتي ؟! هل جننتي ؟! كيف تقبلينه 
ميرا : لقد اراد استفزازي واحراجي ولكني انا من احرجته 
شميتا : انني خائفة عليكي 
ميرا : لاتخافي ماذا عساه ان يفعل سيقتلني ؟! على الاقل افضل من ان اعيش كجارية في هذا المكان المرعب راني : يجب ان نهرب من هنا سيقتلنا 
ميرا : وكيف ذلك وكل القرية تحت يده 
شميتا : لن نستطيع الهرب والان ايضآ قمتي بااستفزازه وهذا يعني انه لن يدعك وشأنك ابدآ 
سكتت برهة ثم اكملت 
شميتا : اخاف ان يقوم بااختيارك كعروس 
ميرا بصدمة : انا !
راني : نعم انتي لذلك حاولي تجنبه هذه الايام فربما ينسى ان لم يراك ونحن سنتحمل وحشيته واذلاله 
شميتا : نعم ميرا 
ميرا نظرت اليهن بحزن كيف تتركهن يتحملن كل هذا لاجلها ولكنها لن تستطيع ان تتقبل ذلك الظلم الذي وقع عليهن من قبل عائلتهن تذكرت راكيش حبيبها لقد اشتاقت له كثيرآ لقد وعدته بالاتصال ولكنها لاتستطيع الاتصال ماذا تقول له فلامر اصبح اكثر تعقيدآ فهي لا تريد توريطه في كل هذا

الجميلات والوحش (رواية هندية) للكاتبة : نوران عيسى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن