نظر اليها وهي تحاول جاهدة ان تغسل الملابس بيدها فهي فتاة مدنية كانت تنعم بحياة الرفاهية المدنية هاهي اليوم تتجرد منها كل تلك الرفاهية لتحل محلها المعاناة اقترب وهو يهز راسه من الاسئ عليها
دافيد : ميرا
رفعت راسها لتنظر اليه وهي وتبكي جلس متكئ على ركبتيه بجوارها محاولا تخفيف عنها القليل من العذاب الذي تعانيه
دافيد مازحآ: يبدو منظرك رائعآ وانتي تتضربين الملابس بالعصا
ميرا بعيونآ دامعة وبحنق شديد يبدو على نبرة صوتها : أشعر وكأني اضرب اخيك الاحمق المتوحش
ضحك دافيد واستمر في مزحه لها : عليكي ان تعتادي على اخي لانك ستصبحين زوجته قريبآ
ميرا رمقته بحنق وهي تشد شفتاها غاضبة ممايقوله : زوجته اريد الموت على ان اكون زوجته
دافيد مازحآ : اذن اتقبليني انا زوجآ لك بدل عنه انسة مالهوترا
نظرت اليه وبدات ترتسم على شفتاها ابتسامة : نعم اقبل
وضحكا الاثنين دون ان يشعرا انه واقف خلفهما تمامآ
فيكرام وقد اشتعل دمه بنار الغيرة والغضب : مشهدآ رومانسيآ رائع
وقف دافيد وقال بتعجب : لم افهم ماتقصده
ميرا وهي تنظر الي ذلك الذي بدت الغيرة واضحة عليه فهي تعلم بمثل هذه النظرات الغيورة وقفت وقد كان ساريها شبه مبلل وكانت يداها محاطتان برغوات الصابون انفجرت بضحك فهي لا تجد سوى الضحك على هذا الموقف الذي بوجهة نظرها سخيف
زمجر في وجهها غاضبآ : لماذا تتضحكين؟!
هزت راسها يمينآ ويسارآ وهي تلوح بيد وتضع الاخر على بطنها منى شدة الضحك اقترب منها ولثم فمها بكفه لكي تسكت
فيكرام وقد سيطر عليه الغضب : كفى والا قتلتك
دافيد الذي لم تزول منه تعابير التعجب التي ارتسمت على وجهه من كليهما بدى كساذج لا يفهم مايحدث امامه ولكنه استطاع فقط ابعاد يد فيكرام عن فم ميرا
دافيد : ماذا تفعل ؟!
فيكرام بنفس تعابيره الغاضبه كان ينظر الى دافيد بنظرات نارية حانقة وبداء يتسارع نسق تنفسه عندما اختبئت ميرا خلف دافيد اغمض عينيه برهة ثم هجم عليه بالكم والركل لم يستطع دافيد الدفاع عن نفسه وبدات ميرا بصراخ وطلب المساعدة توافد الجميع اليهم فحاول فير ابعاد فيكرام عن دافيد ولكنه نال لكمة افقدته توازنه ولكنه عاد مرة اخرى لابعاده ولكن فيكرام ذو بنية قوية لم يستطع ابعاده
فير : ارجوك انه اخاك الصغير
لم يستمع الى فير فهو لم يعد يسمع سوى وجعه الداخلي لماذا لا يحظى بالقليل من ثقتها لماذا لا يحظى بلطفها او اهتمامها ماالذي ينقصه حتى تتجنبه وكأنه وباء
صرخت بصوتها الشاحب من عوامل السنين فلقد بلغت من العمر عتيا فهي لا تمشي الا بمساعدة عكازها وبخطوات مهزوزة قد فقدت ثباتها
غاياتري: فيكرام هذا يكفي
لكنه لم يستمع لها استمر في ضرب دافيد حتى اوشك ان يقتله ارتمت ميرا على جسد دافيد الممدد على الارض كان كجثة سلبت منها الروح وبدات بضم يديها ورفعها وهي تبكي تتوسل اليه ان يتركه
ميرا : فيكرام ارجوك انه يموت ارجوك
كان ينظر اليها بنظرات مشتعله و نفسه المتسارع لم يهدئ ادار ظهره وغادر حاولت رفع راس دافيد فقترب منها فير لكي يساعدها وهرعت شميتا لجلب بعض الماء له اما راني فكانت في حالة صدمة وذهول مماحدث امامها جلبت شميتا الماء واعطته ميرا التي حاولت ان تسقيه كان فاقدآ للوعي من شدة الضرب نادى فير لبعض الرجال لحمله الى غرفته
شميتا لنفسها وهي تنظر الى دافيد المسكين بكل اسئ وحزن " فيكرام لقد بدات تفقد سيطرتك على نفسك فهذا الحب شبه المستحيل سيفقدك صوابك كليآ " كانت ميرا مرعوبة مما حدث شعرت ببعض الدوار فكادت ان تقع فساعدتها شميتا
شميتا : ميرا انتي مازلتي متعبة يجب ان ترتاحي
ميرا وقد اجهشت بالبكاء وبصوتآ متقطع : شميتا ماالذي يحدث ؟! لماذا كل هذا يحدث لي ؟!
شميتا محاولة مواساتها والتخفيف عنها : لا تبكي عزيزتي
اقتربت منهن راني وهي مذهولة: ضرب اخاه دون رحمة
اشارت لها لكي تصمت هزت راني راسها واقتربت اكثر من ميرا
راني : لا ادري ماذا اقول ولكن عليك ان تتحلي بالشجاعة لمواجهة هذا المتوحش
قطب وجه شميتا من كلمات راني التي لا تعتبر مواساة لهذه المسكينة بل كانت كاالذي يضع ملحآ على الجرح ليزيده
شميتا : راني لا داعي لكل هذا الكلام لن تحدث اي مواجهات اخرى
راني بغضب : لن تحدث ومااادراك انتي بذلك ؟ هذا المتوحش لن يكف عن الضرب والتعذيب
ميرا : هذا صحيح ولكنه لماذا يفعل كل هذا؟!
شميتا بنبرة هادئة : لانه يحب
راني : يحب ! يفعل كل هذا لانه يحب ! وماذا ان كره ماذا سيفعل ؟ سيدمر الكرة الارضية
تقدمت اليها وضربتها على راسها
شميتا ساخطة : كفي عن قول الحماقات
ميرا: نعم يحب
راني : يحب من اذن؟! فاانا اشفق عليها
ميرا : انا
راني بصدمة وذهول : انتي
شميتا : نعم يحب ميرا
راني وهي تتضرب كف بكف : لقد اصابكن الجنون كيف يحبها ويعذبها
شميتا بحنق: لانه يعلم باامر حبها لراكيش
راني: وماافعله بادافيد
ميرا : غيرة عمياء جعلته يرى الامر عكس ماهي عليه لقد تسببت بكل هذا بسبب حمقتي
شميتا بحيرة : ماذا تعنين؟!
ادارت ظهرها مشت خطواتين وقالت
ميرا : لن يحدث اي شيء بعد الان
واكملت مشيها ودخلت الى القصر
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
تقدمت الى ذلك السرير الذي هو ممددآ عليه وكانت سوميتر تضع عليه الكمادات في مواضع التورم اخذت كيس الثلج واشارت الى سوميتر بالوقوف لتجلس محلها كانت تبتسم
غاياتري بنبرة مستهزئة : مسكين هل تشعر باالالم
دافيد بنبرة وجع : ارجوك جدتي دعيني وشأني الان
غاياتري : تخيل ماسيفعله فيكرام عندما اخبره باانك واقعآ في غرام ابنة مالهوترا
دافيد : تخيلي انتي عندما يعلم الجميع بسر موت جدي وقصة سافيتري
ارتجفت اوصالها من سماع هذه الكلمات
اختفت الابتسامة واصبح وجهها شاحبآ
غاياتري : لقد جننت عن اي سافيتري واي قصة جدك مات مقتولآ قتله راج مالهوترا
دافيد باابتسامة لئيمة : جدتي هذا مااوهمتيهم به وليست الحقيقة
وقفت ونظرت اليه بغضب
غاياتري : انها الحقيقة
دافيد : جدتي جدتي جدتي
كان ينظر اليها بلئم
غاياتري : ماذا تعلم انت عن الماضي فااباك حينها لم يكن سوى طفلآ صغيرآ
ضحك دافيد بنبرة متؤلم: لكن شوبها لم تكن طفلة على مااعتقد
توسعت عينا العجوز عند سماعها لذلك الاسم وقالت
غاياتري باارتباك بتلعثم : شو...بها
دافيد باابتسام: ارى انك مرتبكة جدتي
غاياتري مازالت مرتبكة: كيف عرفت عن شوبها
دافيد: جدتي انا اشعر باالالم الان من ضرب حفيدك لي سنتحدث مرة اخرى
غاياتري ساخطة : تبآ لك
دافيد : شكرآ لك جدتي
خرجت غاياتري وهي تفكر كيف علم باامر شوبها " اللعنة كيف علم باامر شوبها لقد تخلصت منها من عشرة سنوات ايعقل انها لم تمت لا لا لقد رايتها وهي تموت ولكن ماالذي يعرفه ابن راديكا ياترى او انه فقط يخيفني فالكل يعرف ان شوبها خادمتي المخلصة اللعنة لماذا اهتم بكلمات طفل مثله "
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
كانت تفكر في ما حدث وفي كل ماقيل عن حب فيكرام لميرا كانت في حيرة من امرها لا تتدري الى اين قد تصل الامور بعد كل هذا اقترب منها بخطوات حذرة وجلس بجوارها على الاريكة
فير: بماذا تفكر الاميرة ؟!
انتبهت لصوته ونظرت اليه وابتسمت باابتسامتها الساحرة
راني : بما يحدث
فير : وانا ايضآ افكر فكل مايحدث ولكني لا اجد اي تفسير لتصرفات فيكرام الغريبة لقد ضرب دافيد قبل ذلك ولكن بسبب تتدخله في امر معاملة فيكرام للعمال
راني : صحيح دافيد شخصآ طيبآ وجريء ليس مثل بعض الاخرين حياتهم استسلامية
اخجلت تلك الكلمات فير : ليست استسلامية ولكني اتعودت منذا صغري ان فيكرام وسوراج لا احد يستطيع معارضتهم اتعلمين امرآ
راني : ماذا ؟
فير : فيكرام ذو قلب طيب رغم كل مايظهره من عنف ووحشية
راني : انت تمزح بكل تأكيد
فير : اقسم اما سوراج كان وحش كان نسخة من جدي براتاب سينغ
راني: وفيكرام
فير لمعت عيناه : عندما كنت طفلآ كنت لا احظى بما يحظيان به فيكرام وسوراج فهما المقربان لجدتي اما انا فكنت اقضي معظم اوقاتي مع خدم القصر
راني بنبرة شفقة وتعاطف : ولكنك افضل من كليهما فاانت تمتلك قلبآ طيبآ صادق
نظر الى عيناها وابتسم
فير : شكرآ لك ولكني لست الحفيد المميز للعائلة
راني : لا تهمني عائلتك فاانت من يهمني
ابتسم فير بينما اكتسى وجهها بالون الاحمر خجلآ بما صرحت به اخذ كفيها وقبلهما ونظر الى عيناها بكل حب وهي بادلته نفس تلك النظرات
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
طرقت باب غرفته فااذن لها بدخول كانت ميرا تريد الاعتذار من دافيد لانها تشعر باانها من تسببت بكل ماحدث تقدمت اليه بخطوات خجلة وهي مطاطات الراس
دافيد : اعلم بما تشعرين به ولكنك لست السبب
ميرا : لا لو لم اضحك لما غضب فيكرام
دافيد وهو يبتسم : ولكنك لما كنتي تتضحكين
خجلت باان تجيبه ولكنه استمر في الالحاح
ميرا : لقد كان فيكرام يشعر بالغيرة
دافيد بسخرية : غيرة هل جننتي ؟!
ميرا : ارايت لذلك انا ايضآ ضحكت
دافيد : أيعني هذا ان اخي وقع في حبك
ميرا بنبرة يأس وملامح محبطة : على مايبدو
دافيد : لماذا اراك محبطة ويأئسة
ميرا : لقد رايت مافعله بك فماذا سيفعل بي
دافيد : فيكرام ليس سيئآ ولكنه نشأ في بيئة متوحشة لقد اخبرتك قبل ذلك باانه يفعل كل هذا لاجل جدتي
ميرا : نعم اتذكر
دافيد : هل استطيع ان اطلب منك طلبآ؟
ميرا :بكل تأكيد تفضل
دافيد : اعيدي فيكرام اخي الى الحياة
ميرا بااندهاش من طلبه : ماذا تعني ؟!
دافيد : ارجوك ان كان حبه لك سيعيد له الحياة فلا تحرميه منه
ميرا : ولكني لا احب اخيك
دافيد: لم اطلب منك ان تحبيه ولكن تقبلي حبه لك لا ترفضيه ارجوك اخي يحتاج الى نار حبآ قوية تذيب جدار قلبه القاسي فاارجوك كوني انتي تلك النار
ارتبكت ميرا من سماع كلمات دافيد وتواسلاته لها لكي تقبل حب فيكرام لها
دافيد : فكري في طلبي جيدآ انسة مالهوترا ففيكرام ايضآ انسان وله مشاعر واحاسيس قد تكون متجمدة ولكنك اذبتيها اعتبريه شخص مريض ويريد المساعدة ساعديه
ميرا : اتريدني ان اخدعه فهذا يعتبر خداع دافيد
دافيد : ربما تحبينه مع الايام فاانتي لا تعلمين
ميرا : ولكني لي حبيب وكنا على وشك الزواج لولا عمي شنكر الذي احضرنا الى هنا
ظهرت على وجهه علامات الدهشة من سماع كلمات ميرا
دافيد : ولكني مازلت اطلب منك مساعدة اخي
ميرا : انا اسفة دافيد لا استطيع تقبل حب فيكرام
دافيد : الم يختارك عروسآ له
ميرا : سوف اخلص له ان تزوجنا ولكني لن احبه ابدآ
ومشت بتجاه الباب وخرجت واغلقته خلفه
" لا ادري ربما تقبلين وتنقذين فيكرام من براثين ظلمات عالم جدتي ولكني اشفق عليك لاني اخمن ماقد تفعله بك جدتي "
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
ظل يلوم نفسه على مافعله بااخيه ولكنه لا يدري لماذا فقد السيطرة على نفسه عندما احتمت بااخيه دونه نظر الى الساعة فلقد مر على وقت الغداء ساعة وهي لم تأتي مثل ماامرها اصر على اسنانه من الغيض
" انها لم تأتي بعد سوف اريك مدام فيكرام سينغ ، مدام فيكرام سينغ (ابتسامة) ولكنها لم تصبح زوجتي بعد نسيت امر الحكيم يجب ان اذهب اليه لكي يحدد موعد الزفاف نعم وحينها ستصبح مدام فيكرام ، ولكنها مازالت تعشق ذلك المدعو راكيش ( اصر على اسنانه وشد على قبضته وضرب بقبضته على الطاولة التي امامه ) تبآ لك راكيش سوف اقتلك اقسم ان لم تترك افكارها" استمر فيكرام في الحديث معه نفسه ويتوعد راكيش ولم ينتبه لقدومها ووقفها امامه
ميرا : اعتذر منك على التاخير
انتبه على صوتها
فيكرام بغضب : ايتها الكسولة كيف تتاخرين علي فاانا جائع
ميرا بحنق : هل تشعر بالجوع والرغبة بالاكل بعد مافعلت فيكرام ببرود : وماذا فعلت ؟
ميرا وقد جن جنونها منه : تفضل غداءك ولكن يجب ان تعلم باانك شخصآ حقير
فيكرام تملكه غضب شديد فرمى بعلبة الطعام على الارض فيكرام بنبرة غاضبة : من الذي تنعتينه بالحقير
ميرا بنبرة حادة خالية من الخوف : انت لقد ضربت اخاك الصغير ضربآ مبرحآ وبدل ان تعتذر منه تتذمر على تأخر غداءك حقآ انت شخصآ لا يطاق
وادارت ظهرها تاركة فيكرام كتمثال دون حركة وكان الجميع ينظر اليه وهم يبتسمون خلسة خوفآ ان يراهم .
"اللعنة لقد ذهبت دون ان تستأذن مني "
فيكرام بنبرة غاضبة : توقفي
لم تستمع ميرا اليه واستمرت في المشي جرى اليها واعترض طريقها
فيكرام بغضب : الم تسمعي ماقلت ؟
ميرا : بل سمعت ولكني لا اريد الوقوف لرايتك
فيكرام : اذن فراكيش يتمنى رايتي
ميرا : ماذا ؟! اتهديدني
فيكرام : نعم
ميرا : كفى عن هذا فيكرام
فيكرام : وان لم اكف ماذا ستفعلين ؟!
ميرا : سااهرب واتزوح من راكيش
لوى ذراعها بقوة حتى صرخت من الالم
فيكرام : حينها ستجدين جميع عائلتك اشلاء امام عينيكي
ارتجفت فرائضها من كلماته ولكنها لم تتظهر الخوف الذي سيطر عليها
ميرا : فيكرام انك تؤلمني
افلت ذراعها
فيكرام : اذهبي الان لا اريد رايتك
مشت ميرا عائدة نحو القصر بخطوات واثقة ثابتة " لا استطيع ان اكون لطيفة معه مهما حاولت فاانا لا استطيع فجميع حوارتنا مشاجرات دافيد طلب المستحيل" كان ينظر اليها حتى اختفت عن انظاره كليآ
أنت تقرأ
الجميلات والوحش (رواية هندية) للكاتبة : نوران عيسى
Romanceڤيكرام راناث براتاب سينغ ...يدعوننى الوحش الذى لا يرحم وأدعى بالسفاح أيضاً ...لا ارحم من يخطىء بحقى أو بحق من أحب ...لعنت بلعنة القسوة والموت والظلام ... وضعت أمامى ثلاث جميلات ...ميرا...رانى ...شميتا ...يا ترى من منهن ستكون النار التى ستذيب جدار ق...